اسرائيل اليوم– بقلم موريا كور – نتنياهو نفسه يسحب البساط من تحت اقدامه
اسرائيل اليوم– بقلم موريا كور – 5/10/2020
“ لقد كان نتنياهو يمثل على مدى كل السنين سواء العقل، الكفاءة، حدة التفكير. عندما تتشوش جملة القيم والكفاءات النادرة لديه باعتبارات غريبة تدفعه لان يخرب معالجة الوباء ويضع في مقدمة الساحة اناسا مثل ميكي زوهر، تساحي هنغبي وباقي الرجال الوهميين فانه حتى مؤيدوه يأخذون خطوة الى الوراء ولا يفهمون “.
سافرت لان ابث في صوت الجيش وعند الخروج من افرات رأيت مشهدا مخادعا، اغمضت عيني بقوة وفتحتهما مرة اخرى، ولكنهم كانوا لا يزالون هناك: في الميدان المركزي، نحو 20 شخصا مع يافطات يتظاهرون ضد رئيس الوزراء. توقفت في مفترق الخروج من عاصمة غوش عصيون وصورت المشهد كي انظر اليه مرة اخرى بعد ذلك واحلل ظاهرة بلفور وفروعها في احد رموز الاستيطان في يهودا والسامرة. أفرات، التي لا يفوت نتنياهو فرصة لزيارتها، افرات التي تتشكل من السكان الطبيعيين لرئيس الوزراء: معظمهم انجلوساكسونيون متعلمون، في فترة الانتخابات للرئاسة الامريكية كان هنا حقا فرع لترامب. زخم بناء هائل يفترض بكل مقيم ان يكون ممتنا عنه وقع هنا بفضل نتنياهو في الولاية الحالية. رئيس مجلس سافر مع نتنياهو الى واشنطن للاعلان التاريخي عن السيادة وأيد بشجاعة الخطة رغم كونه من كبار رجالات مجلس “يشع” وغير ذلك.
شيء ما في داخلي يتضامن مع توقيت المظاهرات بالضبط من ذاك المكان الذي يخيب فيه أمل رجال العقل من نتنياهو وكذا من أن موضوع المظاهرات القطري ليس مكافحة الوباء: فالكورونا كان يمكن لنتنياهو ان يقلصه منذ زمن بعيد. نتنياهو رجل ذكي ولهذا ليس واضحا لماذا لم يقل في نيسان 2020: بينيت يبقى مسؤولا عن الامن والكورونا لانه هو جيد في هذا. فلو أن بيبي قال ذلك، لكان الكورونا اليوم طفيفا وكذا الصواريخ من غزة، ولبيبي 45 مقعدا في الاستطلاعات بينما بينيت رئيس حزب صغير. الجمهور لا يهتم بالسياسة الصغيرة التي بين نتنياهو وبينيت؛ بيبي يفوق زعيم يمينا في حضوره بل وبالعطف الجماهيري ايضا.
لقد اخذ الحسد، الطمع والشرف لدى نتنياهو منه التفكر وجعل مظاهرة تطل حتى في افرات. وعندما يأخذ العقل خطوة الى الوراء ويخلي المكان لاعتبارات شخصية شوهاء، يطل اناس مثل ميكي زوهر فيوسخون موقع الناطق في مقر الكنيست. احد لا يريد ان يتحدث مندوبو الجمهور لديه بكلمات فظة لاعضاء الكنيست ممن يكتبن خطابا ويروين عن الابن. لقد تجاوز ميكي زوهر منذ زمن بعيد حدود الذوق السليم وهكذا باقي من يلفون حول رئيس الوزراء. تساحي هنغبي يفجر المقابلات الصحفية بغضب لان الصحافيين يسألون اسئلة، ليس لان احدا ما يجتاز خطا احمر ايديولوجيا وليس لان مصلحة المواطن سحقت، وهذا أمور لا يمكن للعقل البشري ان يتحملها.
لقد كان نتنياهو يمثل على مدى كل السنين سواء العقل، الكفاءة، حدة التفكير. عندما تتشوش جملة القيم والكفاءات النادرة لديه باعتبارات غريبة تدفعه لان يخرب معالجة الوباء ويضع في مقدمة الساحة اناسا مثل ميكي زوهر، تساحي هنغبي وباقي الرجال الوهميين فانه حتى مؤيدوه يأخذون خطوة الى الوراء ولا يفهمون.
في هذه الوضعية ايضا لا يمكن لاحد في افرات ان يسمح لنفسه بان يشتاق لزعماء مثل أرئيل شارون أو اولمرت وباراك الذين قادونا الى المخاطر. كلنا نذكر الفترات التي كنا نخاف فيها السفر على الطرقات عائدين الى البيت، ولكنا نفضل ان تكون ذروة الخوف على الابن الجندي أن يصاب بالكورونا في قاعدته. لا يوجد في الساحة اليمينية او اليسارية مرشحا حقيقيا للحكم. ولكن نتنياهو يسحب بقوة البساط من تحت اقدامه.