ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم ماتي توخفيلد – بينيت سيضطر لقراءة الخريطة من اليسار الى اليمين

اسرائيل اليوم بقلم  ماتي توخفيلد – 15/6/2021

طريق بينيت الوحيد لضمان حكم مستقر  هو اذا ما كسر يسارا. هكذا تصبح الحكومة اكثر انسجاما وتكون كفيلة بان تبقى لزمناطول”.

في نهاية يوم التنصيب الدراماتيكي الذي انتهى بابتسامات عريضة من أعضاء الحكومة الجديدة، وبخيبة أمل غير مخفية لأولئك الذين انتقلوا إلى المعارضة – اختبأ بيان واحد أرسل من عضو في الائتلاف إلى رئيس الوزراء الذي انتخب لتوه.

“اتخذوا موقفاً واضحاً حول ما يجري في المناطق المحتلة”، كتب موسي راز لنفتالي بينيت وليئير لبيد، في رسالة تروي القصة كلها عن الحكومة: تشكيلتها وقدرتها على أداء مهامها.

في موعد قريب من تلك الرسالة، تلقى رئيس الوزراء المنتخب مكالمة من الرئيس الأمريكي جو بايدن. في بيان صدر عن مكتب بينيت، جاء أن بايدن هنأه، وأن بينيت قال للرئيس بأنه بانتظار التعاون مع أكبر أصدقائنا. لم تمر بضع دقائق، فتبين أن بايدن قال أمراً ما آخر في المكالمة القصيرة – جملة أخفيت عن بيان بينيت، ولكنها كتبت صراحة في بيان البيت الأبيض الذي صدر بعد دقائق من ذلك.

فقد تبين أن الرئيس يتطلع إلى استئناف المفاوضات السياسية بين إسرائيل والعرب، لإقامة دولتين. في هذه الأثناء، ما زالت الحكومة الجديدة في مرحلة الابتسامات والطقوس. بعد قليل، وعلى ما يبدو بعد قليل تماماً، ستبدأ الحياة نفسها.

  سيحاول بينيت الوقوف عند مبادئ اليمين في وجه وزراء حكومته اليسارية، ولكن عليه أن يجند أعضاء الليكود والمعارضة. في الكنيست أغلبية يمينية، غير أن الاستخدام المتواتر لمثل هذه الخطوة سيتركه مع وزراء مستائين، ونواب متمردين، وائتلاف هش سيتفكك بأسرع مما كان متوقعاً.

إن طريق بينيت الوحيد لضمان حكم مستقر هو ألا يكسر اليسار. هكذا تصبح الحكومة أكثر انسجاماً وتكفل البقاء لزمن أطول. فهل سيكون هذا بخرق التعهدات أم بتغيير اتجاه المذهب الأيديولوجي الذي لوح به بينيت في كل سنواته في السياسة؟ بعد قيام الحكومة الحالية، لا يبدو أن آثاراً أخرى بقيت لرئيس الوزراء.

إذا ما خلف الانتقال يساراً أثراً من الاحتجاج من جانب أعضاء حزبه أو من حزب “أمل جديد”، سيكون لبينيت ولبيد ما يكفي من قطع الغيار في المخزن – أعضاء القائمة المشتركة.

إن سلوك ثلاثة من نواب القائمة المشتركة، الذين انتظروا ليروا ما إذا كانت الحكومة تقف على قدميها من دونهم، وعندما تبين أن “نعم، تفضلوا بالدخول إلى القاعة” في اللحظة الأخيرة والتصويت ضدها، أوضح أكثر من أي شيء آخر بأن للمشتركة أسهماً كثيرة في إقامة الحكومة وفي المسؤولية عن بقائها.

إن بيان أحمد الطيبي أمس، بأن حزبه كفيل بأن يمنح شبكة أمان للحكومة على أن يكون لكل تصويت ولكل مساهمة شارة ثمن أيضاً، يجعل الحكومة خاضعة دوماً لابتزاز عربي. “الموحدة” من جهة، و”العربية” من جهة أخرى.

بخلاف ما كان متوقعاً، فإن من اعتاد على مكانته الجديدة بسرعة هو نتنياهو؛ فقد حاول أن يهدئ رفاقه ومؤيديه ويعدهم بأن يعودوا قريباً إلى القيادة.

رغم إحساس الأمن، لا يمكن أن نعرف كم من الوقت ستصمد الحكومة الحالية. رغم البدء بالقدم اليسرى، تحتمل خطوات مفاجئة تطيل حياتها أكثر مما هو متوقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى