ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم  كرني الداد  – رام الله لا لا لاند 

اسرائيل اليوم – بقلم  كرني الداد  – 6/10/2021

” زيارات جماعة ميرتس الى المقاطعة ليس لها اي قيمة ولا داعي للتأثر  بها “.

بخلاف زملائي في اليمين، ارفض التأثر ببطاقة المسافر المثابر تل أبيب رام الله – تل ابيب التي اصدرها لانفسهم جماعة ميرتس. صحيح، هم اعضاء حكومة اسرائيل، وصحيح، هم يمثلونها، وبالتالي يمثلوننا ايضا. ولكن الموقف منهم ومن افعالهم يجب أن يكون الموقف من الاطفال الابرياء والعنيدين، وبالتأكيد ليس كالموقف من شيء ما اخطر من هذا. 

 في الوقت الذي لم ترى فيه الولايات المتحدة في الافق اي مفاوضات سياسية بيننا وبين الفلسطينيين، وحتى الرئيس المصري السيسي يشرح لابو مازن ببطء وباللغة التي يفهمها بانه لا يوجد اي احتمال لتنازلات اسرائيلية، وبالتأكيد ليس في جيل عباس – ثمة بضع اناس يرفضون الاستيعاب بانه توجد امور انقضى زمنها. جماعة ميرتس، مثلا. الاسطوانة المشروخة الخاصة بـ “السلام الان” و “دولتين للشعبين”، التي ادت بنا ذات مرة للعمل ولمصيبة اوسلو، والتي نأكل ثمارها العفنة كل يوم، لم تعد تعزف. فقد بعنا جهاز تشغيل الاسطوانات. هل هذه سذاجة؟ عناد؟  بالاساس موقف مثير للشفقة. ابو مازن يفهم هذا، وهذا هو السبب الذي يجعله يريد ذلك. فهو يعرف ان كل بادرة طيبة ناهيك عن الخطوة في اتجاه الحل، تساعده، وتساعده هو فقط. إذ اننا كلنا رأينا ونزفنا وشيعنا اعزاء وابطالا في طريقهم الاخير بسبب مثل هذه الاتفاقات، وهذا يكفينا. ليست لدينا القوة لاتفاقات سلام شوهاء. 

في زيارة ممثلي ميرتس الى المقاطعة يتصرفون كالاطفال، يقومون ببعض الاستفزازات، يشدون الحبل قليلا، ويحصلون على الانتباه. فماذا في ذلك؟ حقا، في الواقع، ليس لهذا اي معنى. في ايام ايبي نتان وعرفات كان هذا تجديدا، وقاحة بل وحتى خيانة، وكانت لذلك تداعيات. اما اليوم فلقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابن الـ 85 الذي بصعوبة يبقى على قيد الحياة امام كل الساعين الى منصبه،  هي هراء حقا. 

هل لقاء كهذا “سيحل الجمود والكراهية”، على حد قول النائب علي صلالحة من ميرتس؟ مفهوم ان لا، اذ ان الجمود والكراهية لم ينبعا من انعدام الحوار واللقاء، بل من التعليم على الكراهية، من تمويل قتلة اليهود، من نفي الكارثة ومن العمليات. هل يمكن لميرتس ان “يمنع المس بحل الدولتين”؟ فات الاوان. المس بهذه الفكرة أصيل بايديولوجيا احد الطرفين في النزاع. ففي اللحظة التي لا يعترف فيها الفلسطينيون بدولة اسرائيل – فعن اي  دولتين يدور الحديث؟ عندما يلوح اطفال المدرسة الفلسطينية المجاورة بخريطة بلاد اسرائيل الكاملة ناقص شعب اسرائيل، يخيل لي انه طرأ تآكل خفيف في الفكرة. إذن هم يسافرون الى رام الله، يتأثرون بالمخاطرة، في الادرينالين، بالنشر، بالاحترام الزائد. ينزلون من السيارات (المكيفة، والا ما الذي اعتقدتموه. لعلهم يتخيلون بانهم في لوكسمبورغ، لكن المسؤولين عن امنهم يعرفون بالضبط اي يتواجدون)، واثقون من أنهم يفعلون شيئا رائعا، مخترقا للحدود وللطريق، يخطون بتردد في الدرج الى المقاطعة.

هناك يستقبلون باحترام، ليس لانهم حقا يحملون بشرى بل لان هذا يبدو جيدا، وسيجلسون ويحتسون القهوة السوداء، يسعلون قليلا، ويقضمون بادب البقلاوة (ببساطة رائعة، سيمتدحونها امام المضيف)، يبتسمون ويروون الواحد للاخر قصتين من الف ليلة وليلة،  على افضل التقاليد العربية. لان الاولاد يحبون القصص وابو مازن يحب التقاليد. تقاليد التنازلات الاسرائيلية – عن الارض، عن القوة، عن السلاح، عن السيطرة، عن الامن. هو ببساطة لا يؤمن بانه لا يزال يوجد اناس مستعدون للسقوط في هذا الفخ. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى