ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم  كرني الداد – اليسار في صدمة :  الصندوق القومي ينقذ الاراضي

اسرائيل اليوم– بقلم  كرني الداد – 17/2/2021

” طار عقل اليسار الذي فقد نفوذه في الصندوق القومي بعد أن قررت هذه الاغلبية مواصلة انقاذ الاراضي في المناطق”.

       في المؤتمر الصهيوني السادس، في آب 1903، صيغت مباديء الصندوق القومي لاسرائيل “الكيرن كييمت”، واعطي له التفويض لشراء الاراضي في بلاد اسرائيل من أجل الشعب اليهودي. وكتب هناك للشراء في بلاد اسرائيل “ارض بناء، حقل وحديقة وكذا احراش وقطع اراضي من كل نوع”. منذئذ وحتى اليوم شهدت بلاد اسرائيل تقلبات سياسية، حزبية وقانونية. على مدى هذا الزمن واصل الصندوق القومي شراء الاراضي، بحجوم متغيرة، في كل ارجاء البلاد. ولما كانت اغلبية يسارية في ادارة الجهاز، لم تنفذ الكثير من الصفقات العقارية في يهودا والسامرة، ولكن قبل بضعة ايام اتخذت الادارة قرارا يمكنها  من شراء الاراضي في المناطق التي تحت السيطرة الاسرائيلية  الكاملة في يهودا والسامرة ايضا، ولتوسيع المستوطنات. وابتداء من اليوم سيتمكن الصندوق القومي من العمل في  كل المحيط الاسرائيلي بشكل متساوٍ – النقب، الجليل، يهودا والسامرة. هذا تغيير دراماتيكي في السياسة.  بشكل غير مفاجيء على الاطلاق، اخرجت مثل هذه الخطوة الصهيونية اليسار المتطرف عن صوابه. رفيف دروكر، الذي يحاول أن يظهر كصحفي جدي ومتوازن، لم يتحكم بعصف روحه وخرف بالبث الحي والمباشر. ففي مقابلة مع غازي باركائي يوم الاثنين علم التالي: “توقف الصندوق القومي عن شراء الاراضي في المناطق قبل عشر سنوات وعندها بدأاليمين العميق، بغض نظر اجرامي من داني عطر (رئيس الصندوق المنصرف، ك.أ) بتلاعبات بشعة وخداع الجهاز دون إذن من مجلس الادارة.

       وصف دروكر الصندوق القومي كنوع من جهاز الجريمة، مع أجهزة فرعية سرية وشركات وهمية، جسم مفعم بالاكاذيب والمخادعات بينما “ضاع في الطريق جزء من المال هباء”. ثمة بعض الحقيقة في وصفه. ليس لان الصندوق القومي هو جسم فاسد بل لان السلطة الفلسطينية تعدم العربي الذي يبيع الارض لليهود، ولا مفر غير العمل في ظل من مثل هذه السرية. ونعم، ينجحون احيانا في وضع المصاعب امام الصندوق القومي، وبعض من المال يضيع هباء.

       وجاءت الذروة في سياق المناجاة: “انظروا ما الذي كان يمكن عمله مع 100 مليون شيكل، الان في المستشفيات العامة. ان من يقف خلف هذا المشروع هم اشخاص من اليمين العميق مثل بتسلئيل سموتريتش ممن قرروا تحقيق افكارهم على حساب المال الذي كان يمكن أن يخدم كل مواطني اسرائيل! ما فعله الرفاق المحترمون هو بدء انقاذ الاراضي!”.

       حقا، هذه فضيحة! الصندوق القومي ينقذ الاراضي؟! بدلا من مساعدة المستشفيات العامة؟ مرة اخرى مال الفقراء يصل الى مدعي اليهودية في يهودا والسامرة ممن كل ما في رؤوسهم هو انقاذ الاراضي! هذا ببساطة امر لا يقبله العقل! إذن للرفيق دروكر ولكل اولئك الذين تقلق هذه الخطوة راحتهم، يوجد امران بسيطان: “الاول – اكثر من مئة سنة واليهود في ارجاء العالم يدفعون الاموال للصندوق الازرق في الكيرن كييمت. وهم يفعلون هذا لانهم يريدون ان يكونوا شركاء في الفعل الصهيوني لشراء دونم اثر دونم. لا يدور الحديث عن احتلال بالسيف، بالسلب او بالابتزاز لشعب آخر بل عن شراء شرعي للاراضي. هذا صندوقنا، الذي ينقذ اراضينا”، كتب اهرون اشمان في 1930. الثاني – الديمقراطية. عندما تكون اغلبية لمندوبي قطاع معين فان لها الحق والواجب لان تنفذ في الواقع التفويض الذي اعطي لها. هذا مفهوم مركب، يصطدم مع احساس التسيد لدى العديد من رجال اليسار. لعل الصندوق القومي لاسرائيل، كمربٍ للصهيونية، يمكنه أن يفرز من امواله ايضا لتعليم البعض الذين يصعب عليهم فهم الديمقراطية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى