ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم كارولين غليك – إستوعبوا : إنتهى عصر م.ت.ف

اسرائيل اليوم– بقلم  كارولين غليك – 25/9/2020

عصر م.ت.ف انتهى قبل اسبوع ونصف، حان الوقت للاعتراف بذلك والعمل بموجبه “.

قبل بضعة أشهر أعلنت كلية الادارة السياسية التي تحمل اسم جون كيندي في جامعة هارفرد بانه في السنة الدراسية 2020/2021  سينضم امين سر اللجنة التنفيذبة لـ م.ت.ف صائب عريقات الى الكلية كزميل كبير للدبلوماسية. وهذا الاسبوع بعث مسؤول كبير في وزارة العدل الامريكية سابقا، المحامي نيل شير، برسالة لوزير العدل والامن الداخلي الامريكيين، طلب فيها منهما منع دخول عريقات الى الولايات المتحدة. وذلك بسبب اعماله الداعمة للارهاب على مدى السنين كمسوؤل كبير في م.ت.ف. هذه الاعمال التي عددها شير، تضمنت التحريض، التأهيل والتشجيع على الارهاب. وحسب قوانين الهجرة الامريكية، كما شرح شير محظور ان تطأ قدم عريقات الاراضي الامريكية.

لقد كان سواء للتوقيت أم لجوهر رسالة شير معانٍ. فهذا الاسبوع قبل 20 سنة شرعت السلطة الفلسطينية بحرب ارهاب ضد اسرائيل. واسمى عرفات هذه الحرب الارهابية “انتفاضة الاقصى”. وأشار الاسم الى عموم العالم الاسلامي بان الفلسطينيين هم القوة الطليعية للجهاد العالمي. اما المذبحة بحق المواطنين اليهود بالذات فقد أطلقت الرسالة بانه من ناحية عرفات ورجاله، فان حرب الارهاب  هي  يوم الدين كما يوصف في الحديث (والذي يقتبسه ميثاق حماس). فهو يقول انه سيأتي  يوم الدين حين يقاتل المسلمون اليهود، فيتختبيء  اليهود خلف الصخور والاشجار فتكشف هذه عنهم وتدعو المسلمين ليأتوا فيقتلوهم.

رغم اعمال الذبح والقتل، وبرغم التحريض منفلت العقال لقتل اليهود ، وبرغم التنكر لكل التزام بالسلام مع اسرائيل – لم يكن اي تنكر  من السلطة، لا في  اسرائيل، لا  في واشنطن ولا في العالم الواسع. وبدلا من الاعتراف بالواقع، واصلت حكومة باراك التفاوض مع ممثلي عرفات. بعد ثلاثة اشهر من بدء السلطة في حربها الجهادية، نشر الرئيس كلينتون “رؤياه” للسلام، والذي تضمن لاول مرة الاعراب عن تأييد امريكي علني لاقامة دولة فلسطينية.

وحتى بعد تبادل الحكم في الولايات المتحدة وفي اسرائيل، ومع الارتفاع الدائم في عدد الضحايا الاسرائيليين وبحجوم الفظاعة، استمر التأييد لـ م.ت.ف وسلطتها اتساعا. بعد هجمة 11  ايلول، اعلن الرئيس جورج بوش الابن عن حرب على “الارهاب العالمي”. كان هناك اسرائيليون كثيرون ممن املوا في أن  توقظ الهجمات الامريكيين على الجوهر الارهابي للسلطة. ولكن بوش اوضح بان الارهاب الفلسطيني لا يمت بصلة بالامر. بعد شهرين من الهجمات، أعلن وزير الخارجية كولين باول بان ادارة بوش تؤيد اقامة دولة فلسطينية.

القاء “مفتاح السلام” الى البحر

عبر مذبحة الدولفيناريوم كارين ايه، حملة السور الواقي وغيرها، تواصل وتعاظم التأييد الامريكي والاسرائيلي للسلطة. في عامي 2007 – 2008 عملت وزيرة الخارجية كونداليزا رايس بنشاط للتوصل الى تسوية دائمة في  ظل  ممارسة الضغط الشديد للغاية على اسرائيل لتقديم التنازلات.

في العام 2008 قدم ايهود اولمرت لخليفة عرفات محمود عباس عرضا كان حتى اكثر سخاء من عرض باراك في طابا.  في عهد ادارة اوباما رفع الامريكيون الفلسطينيين وحربهم غير المتوقعة ضد اسرائيل على رأس فرحتهم في ظل  تحرير  وابل  لا يتوقف من الضغط، اللذعات ونزع الشرعية نحو  اسرائيل. اما الفلسطينيون من جهتهم فتمسكوا  برفض  السلام وبنشر  الكراهية لاسرائيل على مدى كل السنين.  

ما الذي وقف خلف هذا السلوك الهاذي – للولايات المتحدة، ولاسرائيل؟ لماذا تواصل على مدى كل سنوات الارهاب الدعم الاقتصادي، السياسي بل والعسكري لواشنطن من جهة واسرائيل من جهة اخرى للسلطة الارهابية التي لم تتوقف ابدا عن التأييد العلني لابادة اسرائيل؟ يوجد سبب واحد مشترك لواشنطن وللقدس – او على الاقل لليسار وللمؤسسة الامنية الاسرائيلية. ويوجد سبب آخر يعود اساسا للمؤسسة الامنية ولليسار في اسرائيل: فهم، مثل الاوروبيين، كانوا مقتنعين بان المفتاح الحصري للسلام وللاستقرار في الشرق  الاوسط كان السلام بين اسرائيل وم.ت.ف. هذا الايمان الاعمى قبع في جذر الرفض المتواصل من الجع للاعتراف فان م.ت.ف تبقى منظمة ارهابية اجرامية نجحت في أن تجسر بين القومية العربية والاسلام  الجهادي. عندما هدد عباس على مدى السنين بحل السلطة اذا لم يتلقَ المزيد من المال من اسرائيل، من الولايات المتحدة ومن اوروبا – كان يعرف بان التهديد سيحقق النتيجة المرغوب فيها. فقد كان هو الرجل، وحكمه كان الحكم الذي لا بديل له.

سبب آخر، اسرائيلي داخلي دفع المؤسسة الامنية واليسار لرفض الاعتراف بحقيقة السلطة التي تصرخ في كل صوب، كان عدم قدرتهم على تخيل وضع تكون فيه المدن الفلسطينية في يهودا والسامرة تحت سيطرة جهة اخرى. وسواء انطلاقا من الخوف من التغييرات الديمغرافية الفلسطينية أم انطلاقا من الايمان الاعمى بانه لا يوجد أي بديل لـ م.ت.ف (في الوقت الذي يوجد فيه نظام حماس منذ 13 سنة في غزة)، أم انطلاقا من الكراهية لليمين الاسرائيلي ورفض الاعتراف بخطأهم في عقد اتفاقات اوسلو – رفض اليساريون، مثلما فعلت قيادة الجيش والمخابرات الاسرائيلية على اجيالها على مدى الـ 20 سنة الاخيرة مواجهة الحقيقة البسيطة: حتى حين يكون وضع لا يكون فيه حكم بديل مناسب لحكم م.ت.ف، فان حكم م.ت.ف ليس مناسبا. فهو معاد، فاسد، مفسد وخطير على الدولة. السلام بالتأكيد لن ينشأ عنه أبدا.

القطار انطلق – ولم يمر بالمحطة

اتفاقات السلام مع وقعت في البيت الابيض في الاسبوع الماضي بين اسرائيل والامارات والبحرين، ورفض الجامعة العربية الاستجابة لطلب السلطة شجبها، تكشف فراغ فكرة كل من ومن في واشنطن، في الاسرائيل وفي اوروبا. فالسلطة وم.ت.ف ليست فقط المحطة التي يجب ان نمر فيها في الطريق الى السلام بين اسرائيل والدول العربية بل انهما ليستا ذات صلة على الاطلاق واذا كان لا بد – فهما مصدر ازعاج، ليس أكثر. في اللحظة التي قررت فيها الامارات والبحرين بان السلام مع اسرائيل يخدم مصالحهما، فقد توجهتا الينا. ورفض الجامعة العربية شجب فعلهم يشير الى عمق واتساع التأييد للعلاقات مع اسرائيل في اوساط الزعماء العرب.  وهذا يعيدنا الى رسالة المحامي شير لوزيري العدل والامن الداخلي الامريكيين في شأن التأشيرة لعريقات. لا شك ان عريقات أيد ويؤيد الارهاب وشكل بوق دعاية للسلطة على مدى السنين، في ظل نشر فريات الدم ضد اسرائيل. الابرز فيها كان ادعاؤه في نيسان 2020 – والذي اطلقه ثلاثمرات في البث في  الـ “سي.ان.ان” – بان اسرائيل ذبحت الفلسطينيين في مخيم اللاجئين  في جنين بلا تمييز في اثناء حملة السور الواقي. وبالنسبة لعريقات، قتل جنود الجيش الاسرائيلي بالدم البارد اكثر من 500 فلسطيني. في السنوات الاخيرة، ومع أنه اجتاز عملية زرع رئة في الولايات المتحدة في نهاية 2017، يدعي عريقات بان ليس لادارة ترامب الحق في التوسط بين اسرائيل والفلسطينيين.

على مدى كل سنواته كالمفاوض الرئيس لـ م.ت.ف  مع اسرائيل وعضو في قيادة م.ت.ف، لم يكن عريقات مطالبا بان يدفع أي ثمن على اكاذيبه وعلى تأييده النشط والعلني لقتل  الاسرائيليين على ايدي مخربين فلسطينيين. ولكن الان، حين يكون واضحا بان م.ت.ف وسلطته لم تعودا ذات صلة بالسلام، حان الوقت لان تكفا عن تلقي الاعفاء من العقاب على دورهما المباشر وغير المباشر بالارهاب. لا يوجد اي سبب يجعل عريقات يحصل على التأشيرة. ولا يوجد اي سبب يجعل اسرائيل تواصل تمويل رواتب رجال السلطة او تجبي الضرائب لهم. وبالتأكيد لا يوجد سبب  يجعل الحكومة تمنع الاسرائيليين  من رفع الدعاوى على السلطة على اضرار الارهاب في المحاكم. عصر م.ت.ف انتهى قبل اسبوع ونصف، حان الوقت للاعتراف بذلك والعمل بموجبه.  

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى