ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم عوديد غرانوت – خطوة ملك لا تقل جسارة عن خطوة اتحاد الامارات

اسرائيل اليوم– بقلم  عوديد غرانوت – 13/9/2020

كون البحرين دولة صغيرة وباغلبية شيعية وبالتالي التهديد الايراني عليها اكبر، فان خطوة ملكها للتطبيع مع اسرائيل تعد اكثر جرأة حتى من خطوة الامارات “.

لم  يحدث ملك  البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة مفاجأة حين قرر السير في اعقاب اتحاد الامارات، فيرفع الى وجه السطح العلاقات السرية مع اسرائيل والتي تتواصل على مدى السنين، فيقيم علاقات دبلوماسية مع رحلات طيران مباشرة بين اسرائيل والمنامة.

ومع ذلك تعد هذه خطوة شجاعة من جانب الحاكم البحريني، لا  تقل جرأة بل وربما اكثر  من تلك التي اتخذها الشهر الماضي  حاكم الامارات  الذي شق الطريق  في  مجال التطبيع مع اسرائيل. وسبب ذلك هو أن  البحرين،  دولة الجزيرة الصغيرة، مكشوفة أكثر من دولة الامارات امام  التأييد على أمنها القومي من جانب ايران. لقد كانت لطهران في الماضي متطلبات اقليمية بالنسبة للبحرين،  وحقيقة أن اكثر من 70 في المئة من مليون ونيف من سكان هذه الدولة هم شيعة،  تحكمهم أقلية سُنية، تسهل على الحرس الثوري محاولة تشكيل خلايا ارهابية تعمل ضد النظام.  

في بداية الهزة  في العالم العربي شجعت طهران نشطاء شيعة في البحرين للخروج بمظاهرات كبرى ضد النظام. ولم  تقمع هذه الا بمساعدة قوات عسكرية دفع السعوديون بها الى المملكة. وفي مساعي البحرينيين للدفاع عن انفسهم في وجه التهديد الايراني يعتمدون على دعم السعودية، وكذا على تواجد قيادة الاسطول الخامس الامريكي في اراضيهم، والان ايضا على الحلف المتوثق مع اسرائيل والذي لا  شك انه نال المباركة الهادئة من الرياض. فقد شجبت ايران امس خطوة الملك البحريني بشدة، ولكن لا توجد اي ضمانة لان تكتفي  بذلك.

ثمة اهمية كبيرة للحلف العلني بين البحرين واسرائيل، وليس فقط من الجوانب الامنية. فالبحرين هي دولة صغيرة جدا، ولكنها دولة اقتصاد حر، لا يعتمد على النفط فقط. فالاقتصاد البحريني ينمو بالسرعة الاكبر في العالم العربي ويفتح امكانيات كثيرة لعلاقات تجارية متفرعة بين الدولتين. وفي الجوانب الاجتماعية ايضا، مثلما في مكانة المرأة، تسبق البحرين دولا عربية عديدة، وفي المجال الثقافي مثلا يوجد فيها اصدار للكتب  اكثر من اي دولة عربية اخرى.

فضلا عن ذلك، فان البحرين، مثل جارتها اتحاد الامارات، تعرض  نموذجا مثاليا من الاعتدال الديني،  كوزن مضاد للاسلام السياسي الراديكالي الذي  تتصدره ايران، تركيا وكذا قطر. ويخطط محمد بن زايد، الحاكم الفعلي لدولة الامارات، في اعقاب “اتفاق ابراهيم” مع اسرائيل ان يقيم مجالا يسكن فيه الواحد الى جانب الاخر مسجد، كنيسة وكنيس كتعبير عن المساواة والاخوة بين الاديان. اما حاكم البحرين، الذي عين في الماضي محامية يهودية، هدى عزرا نوني،  لتكون سفيرة بلاده في واشنطن، فيحرص على تمثيل دائم في البرلمان  للجالية اليهودية الصغيرة التي كانت تعد ذات مرة الاف وتعد الان اقل من  40 شخصا.  

كم من المفارقة  توجد في  أنه في الوقت الذي تكرس فيه دول الخليج كجزء من التطبيع مع اسرائيل، قيمة المساواة بين الاديان ايضا – تلمح السلطة الفلسطينية بالذات بانها لن تسمح للمسلمين الذين سيصلون الى اسرائيل عبر مطار بن غوريون الصلاة في المسجد الاقصى. لقد انقلبت الشجون: اسرائيل، التي اتهمت غير مرة كمن  تمس بحرية العبادة للمسلمين في الحرم، تفتح بواباتها امام كل المصلين الذين سيأتون من الخليج، وبالذات السلطة هي التي تهدد بتقييدهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى