ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم عوديد غرانوت – ايران بين المطرقة والسندان

اسرائيل اليوم– بقلم عوديد غرانوت – 29/11/2020

” ايران امام ثلاث معاضل في كيفية الرد. اولا على من سترد ثم من اين سترد وضد من وهل سيؤدي الرد الى تصعيد يعرضها لخطر هجوم امريكي اسرائيلي كان مخططا له من قبل”.

اذا ما حاكمنا الامور وفقا للتقرير من طهران فقدكانت تصفية “ابي  القنبلة النووية” ثمرة تخطيط ومتابعة دقيقين جدا لدرجة أنهما لم يتركا اي مجال للاخطاء. فالانفجار الهائل الذي حطم سيارته على الطريق السريع المؤدي من وسط المدينة الى احدى الضواحي، تم توقيته عن قصد مع احدى دوائر الحركة لاجبار السيارة على ابطاء سرعتها. اما المغتالون الذين رشوه بالرصاص،  فتبخروا.

ان جملة التهديدات والتوعدات بالثأر التي أطلقها قادة النظام، من الرئيس روحاني عبر كبار مسؤولي الحرس الثوري وانتهاء بقادة الجيش الايراني تعكس أولا وقبل كل شيء المساهمة  الحيوي لهذا الرجل في تقدم المشروع النووي والصواريخ الباليستية الايرانية. ووصفه محللون ايرانيون ليس فقط ككبير  العلماء، الذين  صفي بعضهم من قبل بل  كمن كان مرشدهم وموجههم الاساس.

وليس اقل ذلك يدل القسم بالثأر على الرغبة في التغطية على الحرج الهائل الذي سببته التصفية لاجهزة الامن في ايران والتي تبينت، وليس لاول مرة كعديمة الوسيلة.  فقد الصقوا به حراسة مشددة واربعة حراس شخصيين لانهجرت محاولات للمس به في الماضي. كما أن اسمه ذكره نتنياهو صراحة عندما كشف   النقاب عن المشروع النووي وكذا لانه كان الاسم الوحيد الذي ظهر قبل خمس سنوات في منشورات وكالة الطاقة الذرية، ورغم كل شيء – لم ينجحوا في حمايته. في تصميمهم على الرد على تصفية فخري زادة يضطر  الايرانيون للتصدي لثلاث معضلات. الاولى – ضد من سيعملون. فالنظام لا يحتاج الى تقرير “نيويورك  تايمز” كي يتهم اسرائيل بالمسؤولية المباشرة عن التصفية. ولكن يبدو أنه يجد صعوبة حتى هذه اللحظة في ايجاد المسدس المدخن او الادلة القاطعة.

فضلا عن ذلك، فان التقديرات في طهران هي ان اسرائيل لم تعمل وحدها وانه كان لها شركاء آخرون في العمل. يوجد اشتباه مثلا بانه يشارك في التصفية ايضا التنظيم السري مجاهدن خلق الذي قبل بضعة اسابيع حددوا فخري زادة في مؤتمر صحفي كهدف اساسي. اصبع اتهام موجه ايضا نحو ولي العهد السعودي الذي يضخ الاموال للمعارضة في ايران وفقط قبل بضعة ايام التقى بنتنياهو. وفي  طهران يعتقدون بان الرئيس ترامب ايضا ساهم بنصيبه، بعد أن اضطر تحت ضغط مستشاريه التخلي عن فكرة مهاجمة المنشآت النووية.  

ومن هنا تنشأ المعضلة الثانية: كيف الرد؟ فهل المحاولة للمس بالسفارات الاسرائيلية؟ اطلاق  الصواريخ من هضبة الجولان؟ ضرب منشآت النفط في السعودية؟ وربما العمل ايضا ضد سفن الاسطول الامريكي في الخليج الفارسي؟ مما يؤدي الى المعضلة الثالثة. ماذا سيحصل اذا ادى الرد على التصفية الى تصعيد لا ترغب فيه  ايران في  المنطقة، ولا سيما في وقت تبادل الحكم في الولايات المتحدة. التخوف الاكبر في طهران هو ان ردا عسكريا – ولو كان محدودا للغاية – سيحرر فقط ايدي اسرائيل والولايات المتحدة لتنفيذ خطة الهجوم التي اضطروا لان يسحبوها.  

بسبب هذه المعضلات الثلاثة توصي محافل ذات وزن في ايران وخارجها الان اصحاب القرار في طهران “بالعض على الشفتين” رغم الضربة القاسية التي تلقوها والتجلد حتى دخول الادارة الجديدة في واشنطن. ويدعون ان هذا سيسهل ايضا على بايدن العودة الى الاتفاق النووي في الوقت الذي سيبدأون هم في ايران البحث عن بديل للعالم الكبير الذي صفي  ويواصلون السعي الى نيل القنبلة.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى