ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم عكيفا بيغمان – عن غرور اليمين

اسرائيل اليوم – بقلم  عكيفا بيغمان 3/11/2020

اعتاد اليمين جدا على النجاح السياسي لدرجة أنه اصبح امرا مسلما به. وهذا يعظم الغضب في حالة الفشل او حتى التقاعس “.

مثل كل شيء، فان توقعات الانتخابات في امريكا اصبحت هي ايضا مسألة يمين ويسار. وما كان هذا ليزعجني لو لم يكن هنا انعكاس لاخفاق اساسي في التفكير السياسي لليمين كفيل بان يؤدي الى مصيبة. فقد اعتاد اليمين لزمن اطول مما ينبغي على النجاح السياسي، لدرجة أنه اصبح امرا مسلما به. واضح ان اليمين يشكل حكومة في اسرائيل، واضح ان ترامب سينتصر، وكل ما تبقى هو البحث في التفاصيل. هذه هي الفرضيات الاساس لدى الجميع. ثمة في هذا اخفاقان مركزيات:

1. انتصار اليمين ليس واضحا على الاطلاق. في اسرائيل كانت انتصارات الليكود واليمين حدودية. حكومة يمين مستقرة وصرفة لم تكن تقريبا في اي مرة. وبشكل عام توجد حاجة لشركاء من الوسط – اليسار لبلورة ائتلاف مستقر وقابل للحياة. هكذا كان في 2009، 2013 والان. حكومة اليمين في 2015 كانت شاذة، وهي ايضا قامت على اساس 61 نائبا حدوديا. وكما أسلفنا بالنسبة لامريكا؛ ترامب انتصر بفارق اجزاء مئوية في بعض من الولايات. واخذ هذا كامر مسلم به هو سخافة.

2. النقطة الثانية مبدئية اكثر: كون الحكم بات مفوم من تلقاء ذاته جدا، فقد اصبح اليمين اقل تسامحا تجاه اي شيء آخر. وتأخير او تجميد في تحقيق الخيال بكامله يعد فشلا او قصورا من القيادة. تعليق السيادة، عدم هدم الخان الاحمر، “حل” مشكلة المتسللين، الاصلاح في الجهاز القضائي – هي جزء من النماذج البارزة. الحكم مفهوم من تلقاء ذاته. كبح اليسار وافكاره الهدامة لم يعد تحديا، وتتبقى فقط الاخيلة غير المتحققة. في كل هذه المواضيع يمكن بالطبع اطلاق النقد المبرر تجاه الليكود. المشكلة هي ليس النقد بل النبرات والتوازن.

ان التفكير بان “ترامب سينتصر انتصارا ساحقا” يأتي من المكان ذاته، ولهذا لهو خطير ايضا. من لا يفهم بان السنوات الاربعة الاخيرة كانت نوعا من المعجزة، غير قادر على أن يتصدى حتى للخيار النظري في أن بايدن (عمليا هرس) سيقود العالم الحر. ومن لا يفكر في ذلك بشكل حقيقي، فانه بالتأكيد لا يستعد لذلك. لا نفسيا، لا حزبيا ولا من ناحية السياسة.

بشكل مبدئي، فان زاوية النظر المحافظة الى العالم هي متشائمة. فالدوافع الطبيعية للانسان شريرة؛ الوضع الطبيعي هو بربري وسيء؛ كل ما يوجد لنا اليوم هو انجاز. الحرية، الازدهار، القومية والامن. ومن ناحية تاريخية فان هذه الانجازات الثقافية نادرة جدا. المحافظ  يفهم هذا، يقدر الانجازات ويعمل أولا وقبل كل شيء للحفاظ عليها. ومثل ذاك الطبيب الذي يعرف بان مريضه سيموت ذات يوم، فان كل يوم اضافي ينجح في الصمود جدير بالاحتفال.

الراديكالي يرى كل شيء معاكس. وعلى حد قول روسو، فقد خلق الانسان حرا والثقافة هي التي خربته؛ كل شيء يخبر في ضوء الحالة المثالية المبسطة، والوضع القائم مكروه جدا. هذا هو جذر الغضب اليساري الذي يؤدي بالناس الى قضاء ايامهم بالاحتجاجات، المظاهرات والاضطرابات في كل العالم. وهذا هو جذر الراديكالية السياسية التي تطالب كل الوقت بالثورات، الاصلاحات والتغييرات الواسعة.

لاسفي، اجزاء في اليمين اكثر راديكالية من اليساريين. وما يميز بينهم وبين اليسار هو ببساطة مضمون تلك الراديكالية. واذا كان الهدف في اليسار هو المساواة، السلام وهكذا دواليك، فلدى اليمين يرتبط هذا ببلاد اسرائيل، التميز اليهودي والتفكير باننا فقط اذا ما آمنا بـ “عدالة الطريق” فسنتمكن من عمل كل شيء. وان “الاغيار” عديمو الاهمية. فليس صدفة، بالمناسبة أن تلاميذ  الحاخام كوك انجذبوا منذ الازل للكيبوتسيين ونفروا من البرجوازيين. جذور الغضب اليساري (كل شيء سيء!) وجذور التباكي اليميني (أُف، لماذا ليس افضل؟) تأتي من ذات المكان.

ان احتمال ترامب في أن ينتصر متدنٍ واذا انتصر فسيكون هذا انتصارا عظيما، يعظم فقط حقيقة أن البديل سيكون اسوأ بكثير في كل الجبهات. ولكن كل رفاقي الواثقين بان النصر بات في الجيب، سيواصلون الغضب في أنه لم يكن ضم او لم تكن مستوطنة يهودية على القمر. الغضب هو مستشار سيء. وفي السياسة خطير ايضا. اسألوا 1992.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى