ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم عكيفا بيغمان – الاتفاق النووي اساس المعتقد

اسرائيل اليوم – بقلم  عكيفا بيغمان – 1/2/2021

بمفاهيم عديدة كان الانجاز الاكبر للاتفاق هو لجم امريكا، وليس طهران. تحت المظلة التقدمية، يوجد لليسار الامريكي ونظام ايات الله أخيرا عدو مشترك“.

منذ اطلق الرئيس اوباما الاتفاق النووي مع ايران، في موعد ما في 2013، تغير الشرق الاوسط بشكل دراماتيكي. وقبيل عودة الاتفاق كموضوع مركزي في السياسة الخارجية الامريكية، يجدر بنا أن نراجع المبررات التي عرضت لغرض الدفع به الى الامام وفحص حضورها في الواقع الحالي. وبشكل عمومي يمكن ان نقسم  المبررات التي قدمت في الزمن الحقيقي الى ثلاثة اصناف: 1. الاتفاق سيمنع ايران من الوصول الى القنبلة؛ 2. الاتفاق سيخدم  المصالح الاقليمية للولايات المتحدة؛ 3. الاتفاق صحيح اخلاقيا ومبدئيا كسياسة خارجية جديدة “للقيادة من الخلف”.

لقد كان المبرر المركزي للدخول الى الاتفاق بالطبع هو التطلع لابعاد ايران عن القنبلة. كان يفترض بالاتفاق ان يمنح العالم عشر سنوات تكون فيها سلسلة الانتاج الايرانية خاضعة لرقابة متشددة. وترسل مخزونات اليورانيوم فيها الى خارج الدولة وتجمد منشآت حيوية كاجهزة الطرد المركزي.

عمليا، كما كشف عنه في وضع اليد على الارشيف النووي الايراني من قبل الموساد قبل نحو سنتين، لم يفِ الاتفاق بمطلبه الاساسي نفسه. فالايرانيون ليس فقط واصلوا تطوير العلم والبرامج لانتاج ترسانة نووية، بل خزنوا مواد اشعاعية وعتاد كثير في مخازن وزعت في ارجاء الدولة. رغم التعهد الاحتفالي في الاتفاق بان الوكالة الدولة للطاقة الذرية ستتمكن من أن تراقب تنفيذه بنجاعة، فهي لم تفي بذلك. وبالتالي فان الاتفاق النووي لم يلبِ التوقعات التي عرضها اوباما، حتى قبل أن تنسحب ادارة ترامب منه في ايار 2018.

لقد كان الاتفاق يستهدف ايضا تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة. أما عمليا، فنحن نعرف ان ما حصل هو العكس. في صيف 2016  حولت الولايات المتحدة سرا الى الحرس الثوري مئات ملايين الدولارات باوراق نقدية بلا علامات، استخدمت لشحن النشاط الارهابي الايراني. الى جانب ذلك، فان رفع العقوبات عن  ايران حرر اموال كثيرة لتمويل جماعات ترتبط بايران في كل المنطقة – العراق، لبنان، سوريا، اليمن وغزة، مما جعل السنوات التي تلت الاتفاق مضرجة بالدماء على نحو خاص.

أما السياسة المعاكسة التي تبناها ترامب فأدت بالذات الى احدى الفترات الهادئة في المنطقة. فتصفية قائد الحرس الثوري قاسم سليماني  كان حدثا دراماتيكيا حيد جهة مركزية في المنظومة التابعة لايران في المنطقة. وبالتوازي، مست العقوبات التي اعيدت بشدة بالاقتصاد الايراني وتركت صندوق الارهاب لديها هزيلا. من قوة عظمى اقليمية نامية، تحولت ايران الى دولة مارقة ومتعثرة. فضلا عن ذلك، فان الظروف السياسية الجديدة التي خلقتها اتفاقات ابراهيم تنتج لامريكا تحالفا قويا مناهضا لايران يمكنه أن يستخدم لاحقا للضغط على ايران وللحفاظ على الاستقرار في المنطقة. في الوضع الجديد يمكن للعودة  الى الاتفاق النووي أن يهدم فقط وعلى المستوى البارد للمصلحة الوطنية – يكاد لا تكون فيه اي مزايا.

فما الذي تبقى لنا إذن؟ الصنف الثالث من المبررات للاتفاق النووي هو اخلاقي – مبدئي. هذه حجج تتعلق بدور الولايات المتحدة في العالم، علاقاتها مع اسرائيل وتأثير يهود أمريكا على العلاقات الخارجية. ووفقا لمفهوم ما بعد الاستعمار، اعتقدت ادارة اوباما بان على الولايات  المتحدة أن تأخذ خطوة الى الوراء، وان تتوقف عن التدخل في شؤون العالم وتخلق  تحالفات مع قوى عظمى اقليمية، تحافظ معا على الاستقرار. وبمفاهيم عديدة كان الانجاز الاكبر للاتفاق هو لجم امريكا، وليس طهران. وفي هذا السياق، يعد تأثير اسرائيل على السياسة الخارجية عبر”اللوبي الصهيوني” هداما، إذ تفعل الولايات المتحدة نحو سياسة صقرية. وبكلمات بيتر باينرت: “لا يمكنني الا افكر كيف كان يجري النقاش بين واشنطن والقدس حول الاتفاق النووي لو كان لشيلدون ادلسون هواية اخرى”.

عندما تبين الاسباب الاستراتيجية والسياسية التي ولدت الاتفاق النووي مخطئة وغير ذات صلة، فان المبررات الوحيدة لاحياء الاتفاق تبقى من النوع التالي: نظريات راديكالية في العلاقات الدولية، تملي افولا لمركزية الولايات المتحدة، تحررا من “اللوبي اليهودي” و “اشفاء” من المال الصهيوني القذر. وبالفعل، تحت المظلة التقدمية، يوجد لليسار الامريكي ونظام ايات الله أخيرا عدو مشترك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى