ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم  ساره هعتسني كوهن – حكم المستوطنات في الضفة كحكم نتساريم

اسرائيل اليوم – بقلم  ساره هعتسني كوهن – 2/9/2021

” الفلسطينيون يبنون في المناطق ج ويحاصرون المستوطنات واذا لم تتوقف هذه العملية فسيكون مصير هذه المستوطنات كمصير  نتساريم “.

عندما أعلن ارئيل شارون بان “حكم نتساريم كحكم تل أبيب” كان يعرف لماذا يذكر بالذات نتساريم، من كل المستوطنات في قطاع غزة. لقد كانت نتساريم رمزا للاستيطان وللصمود. ولكنها ايضا رمزا لجيب يهودي في منطقة عربية احتاجت قوة عسكرية كبيرة وتحصينا لا نهاية له. وفاقمت اتفاقات اوسلو وضع نتساريم، التي بدلا من ان تكون استيطانا يهوديا في ارض تسيطر عليها اسرائيل، اصبحت جيبا في داخل ارض تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، ذاك الوحش الذي خلقناه في اوسلو. 

نذر الشر هو أن عشرات المستوطنات في يهودا والسامرة توجد في مسيرة التحول الى نتساريم. والبشرى المتفائلة هي انه لعله لا يزال ممكنا وقف هذا. سكان عشرات المستوطنات تلك لا يعرفون على الاطلاق بانهم في مثل هذه المسيرة. فهم يعيشون حياتهم، بينما يبني الفلسطينيون حولهم اطواقا خانقة، وحكومة اسرائيل ببساطة لا تكترث. 

كوبي ايليراز هو رئيس اركان مجال مناطق ج في اسرائيل، رئيس اركان بدون جيش، فقد كان مستشار وزير الدفاع لشؤون الاستيطان، الى أن اقاله نتنياهو في خطوة فضائحية. وهو اليوم الخبير رقم 1 في شؤون السيطرة الفلسطينية على المنطقة، يعرف كل مبنى وكل طريق، يعرف من اي جيب اوروبي تخرج الدولارات واي مبنى عربي يبنون. منذ أغلقوا البوابات الحكومية في وجهه وهو يحذر ويصرخ عن النهاية التي ستأتي بعد بضع سنوات، يحاول ايقاظ المسؤولين والسكان الغافين، ومؤخرا كتب ورقة سياسة عن “منتدى شيلو”، عكس فيها الوضع، ولكنه اقترح ايضا خطة عمل كفيلة بان تمنع النهاية. 

في مقابلة اجراها معه كالمان ليبسكند في “معاريف” اعلن ايليراز بانه “خائب الامل من بينيت”. حواجب رفعت، إذ ان المنطقة تركت لمصيرها في زمن نتنياهو ولكن الحقيقة هي انه بالتأكيد يوجد ما يخيب الامل من بينيت. عندما كان وزير الدفاع، ابلغ بينيت السفراء من الاتحاد الاوروبي “باننا سنهدم بناءكم في المناطق ج”، واعلن  عن تعيين ايليراز مستشارا خاصا لهذا الشأن. عمليا، لم يهدم مبانٍ ولم يوقع على تعيين كوبي راز – الامر الذي ترك كل شيء من الصلاحيات والمضمون. 

مناطق ج في واقع الامر هي التي بنت بينيت. فقد ظهر في الحياة الاسرائيلية العامة مدير عام مجلس “يشع” للمستوطنين وكان من الاوائل الذين وضعوا خطة سياسية من اليمين، قلبها كان مناطق ج. سألته ذات مرة لماذا لا ينفذ الخطة، فاجاب “اعطيني 30 مقعدا وانفذها”. هذه الذريعة لم تعد موجودة. نحن نرى انه يمكن للمرء أن يكون رئيس وزراء باقل من 30 مقعدا، كما نرى ان وزير دفاع مع ثمانية مقاعد ينفذ فكره دون أن يتردد. 

لقد التقى غانتس هذا الاسبوع مع ابو مازن، الامر الذي لم يحصل منذ سنين، واقر له بسلسلة امتيازات، دون أن يطلب ذرة مقابل. لم يطلب من الرئيس اجوبة عن رواتب المخربين كي لا يحرجه، ناهيك عن أنه لم يطلب اجوبة عما يجري في المناطق ج. وكان الفلسطينيون راضين عن اللقاء، وبالتالي فان علينا ان نقلق.

هذا في ايدي هذه الحكومة: ايدي الكين، شكيد هاوزر، هيندل،  ساعر. في ايدي بينيت. هم الذي ينبغي لهم ان يوقفوا الوحش الذي يخلق بشكل منهاجي المستوطنات ومحاور السير الاسرائيلية. اذا لم يحصل هذا، فان حكم المستوطنات الاسرائيلية في الضفة سيكون كحكم نتساريم. وكلنا نذكر ماذا كان الحكم البشع لنتساريم.  

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى