ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم ساره هعتسني كوهن – إسرائيل تهمل الجبهة في المعركة على الرواية

 اسرائيل اليوم– بقلم  ساره هعتسني كوهن – 18/2/2021

منذ اتفاقات اوسلو اللعينة، تركت اسرائيل بادعاء الكاتبة المواقع الاثرية لعلاقة اليهود بهذه البلاد سائبة لما تقوم به السلطة الفلسطينية من هدم وتدمير للاثار والمواقع الاثرية “.

منذ القرن الثالث عشر قبل الميلاد بقي مذبح يهوشع تحت الارض في جبل عيبال الى أن وصل عالم الاثار الاسطوري، الراحل ادام زرتال واكتشفه، في لحظة ما من الثمانينيات. وفي الاسابيع الاخيرة بدأت السلطة الفلسطينية بهدمه، حين قضمت جزءا من السور الذي يحيط به وفتتت الحجارة العتيقة الى حصى. وهذا ضرر لا مرد له.

ان قصة مذبح يهوشع هي قصة معظم المواقع الاثرية في يهودا والسامرة في العشرين سنة الاخيرة. في منظمة “نحمي الخلود”، التي دخلت الى الفراغ الذي خلفته الدولة، يقومون بمتابعة تلك المواقع، والنتائج مخيفة. 80 في المئة من المواقع في يهودا والسامرة تضررت، ومنها نحو 10 في المئة بشكل جسيم. وهكذا، بينما يبلغ الهدم والسلب للاثار في اسرائيل الصغيرة نسبة 1 في المئة في السنة، فان الصورة في يهودا والسامرة معاكسة جوهريا.

تكمن جذور ذلك في اتفاقات اوسلو اللعينة، حين تركنا لمصيرها ليس فقط دماء اعزائنا واقاليم بلادنا بل وايضا مواقع التراث الوطنية، قلبنا وتاريخنا. فضلنا اغماض العيون والاعتماد على السلطة الفلسطينية، التي التي تدفع الرواتب للمخربين، ان تحمي تلك المواقع التي تثبت علاقتنا بهذه البلاد. ومثل العميان الذين لا يفهمون بان المعركة ليس فقط على الروح والارض بل على الرواية.

وهكذا، فضلا عن الجريمة الخاصة يجري هدم منهاجي من قبل السلطة الفلسطينية كجزء من الصراع الشامل على القصة التاريخية. إذ في النهاية، لحقيقة أننا الاصليون في هذه البلاد، يوجد معنى تاريخي، وكذا معنى العدل من ناحية القانون الدولي.

لقد فهم قادة السلطة الفلسطينية ذلك، وماذا عن زعمائنا؟ يدسون رؤوسهم في الرمال ويهذرون “سيكون على ما يرام، توجد امور اكثر الحاحا”. في الاشهر الاخيرة تضررت شديد الضرر مخلفات القلعة الحشمونائية في تل اروما في السامرة، حيث رفع علم م.ت.ف والسلطة الفلسطينية أعلنت عن نيتها اقامة “مسجد الشهداء”، وتخريب الموقع تماما. هكذا ايضا في مدينة السامرة العتيقة، سبسطيا، هناك ايضا رفع علم م.ت.ف والسلطة الفلسطينية تفعل كما تشاء. كل هذه المواقع هي في المنطقة ب، ولا يسمح المستشار القانوني ليهودا والسامرة بعمل شيء، بينما القيادة السياسية نسيت انها فوق المستشار القانوني.

انه بعد الهدم الشديد في جبل عيبال يبدو أن شيئا ما تحرك قليلا. فقد رد رئيس الوزراء، وكذا ايضا رئيس الدولة، وزراء ونواب. عشرات علماء الاثار من كل اطراف الطيف السياسي وقعوا على كتاب موجه لوزير الدفاع قالوا فيه ان الموقع تضرر بشكل لا مرد له. وكان هذا بعد أن سعى النائب هاوزر للوصول الى المكان، فيما لعب وزير الدفاع بالسياسة الصغيرة ورفض طلبه بدعوى ان “لا يوجد مس بالموقع نفسه”. كما أن غانتس وعد بان “مندوبي الادارة المدنية عرضوا على مندوبي مجلس عصيرة الشمالية حدود الموقع الاثري”. ان الضحك  المجلجل لمندوبي المجلس، ذاك الذي يقف خلف الهدم، يمكن أن نسمعه حتى مكتب وزير الدفاع.  

هل هذه المرة ايضا سنبقى مع الكلام فقط؟ وجه رئيس الوزراء تعليماته لفحص الامر، وصدم رئيس الدولة على التويتر، ووزير الدفاع يعتمد على السلطة الفلسطينية -والموقع لا يزال سائبا. بدلا من بلورة حل دائم، يشوشون عقولنا بالكلام. ليس هذه المرة. هذه المرة مطلوب حل عميق، سيطرة على المستشارين القانونيين وتوفير شبكة أمان لتلك المواقع السائبة، التي ربما، بجهد عظيم، ننجح في انقاذ ما تبقى منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى