ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم ساره هعتسني كوهن – فلنقرأ ايمن عودة بالعربية

اسرائيل اليوم– بقلم  ساره هعتسني كوهن – 17/6/2021

مثل الانسان الذي يتحول في منتصف الليل الى ذئب، هكذا ايمن عودة المحبب بالعبرية يصبح محرضا خطيرا بالعربية “.

النائب ايمن عودة هو أحد النواب  العرب المحببين على اليسار في اسرائيل. فهو  في واقع الامر  كل ما صلوا له، العربي  الطيب خاصتهم.  كاريزماتي، يقول  ما يريدوا ان يسمعوه، يتحدث بلطف، بابتسامة. قبل نحو سنة ونصف  رفع تغريدة حطمت  ارقاما قياسية في العطف، في التويتر الاسرائيلي. الى جانب صورته يقرأ قصة لثلاثة  ابنائه، كتب: “في نهاية يوم طويل ينبغي وضع التهديدات الوجودية الثلاثة هذه للنوم!”.  

هكذا هو  ايمن  عودة بالعبرية. موهوب، ذو  حس فكاهي حاد، شخصية تتطلع الى العدل والسلام، انساني، يسار شرعي. هو لا يتنازل ولا يتجاوز الرسالة الايديولوجية، بالعبرية ايضا، ولكنه يحافظ على الحدود الرقيقة والواضحة جدا. هكذا، يرفع رسائل الشراكة اليهودية العربية. “الحكومة تريد التفريق بين اليهود والعرب. هم خاسرون – لنا توجد طريق”، كتب حين كان الميدان لا يزال جريحا من الاضطرابات التي اثار هو نفسه حماستها، بطريقته، بالعربية. تجاه غزة والقدس ايضا يستخدم لغة رقيقة نسبيا. “جئنا الى الشيخ جراح كي ندعم كفاح السكان ضد الطرد”، كتب، “هذا الكفاح هو لكل من يتطلع للسلام، للمساواة وللديمقراطية”. من لا يمكنه ان يتضامن مع هذه الرسالة المتصالحة؟ في تغريدة اخرى بالعبرية اطلق سهامه تجاه النائب بن غبير وآريه كينغ، نائب رئيس بلدية القدس – “من المهم أن نذكر بانه يوجد ممثلون للجمهور يشعلون نار العنف ويشجعون القمع، بمن فيهم نواب من الكنيست ونائب رئيس بلدية”.

ولكن مثل الانسان الذي يتحول في منتصف الليل الى ذئب، هكذا ايمن المحبب بالعبرية يصبح محرضا خطيرا بالعربية. أمس، عندما غمر الاف الفتيات والفتيان شوارع القدس باعلام اسرائيل، فيما كانت حماس منشغلة بتهديدات  الحرب واحراق حقول سكان النقب الغربي، اجري لقاء صحفي مع ايمن عودة بالعربية، بالطبع، واثار الخواطر. “على الاسوار هنا، تماما هنا، سيرفع علم فلسطين والقدس ستكون عاصمة فلسطين المحتلة… شعبنا الفلسطيني سيجعلهم يخجلون وينسحبون من هذه المناطق”. ليست رسالة متصالحة، فيما ان في الخلفية مشاغبون عرب يحطمون مبنى وزارة العدل في شارع صلاح الدين المجاور. توجد قيادة، فهؤلاء ليسوا مجرد شبان هامشيين يشاغبون، والقيادة خطيرة.

هذه ليست المرة الاولى التي يصبح فيها الطفل المدلل لليسار محرضا ومثيرا للتمرد. هكذا حصل ايضا في  جولة العنف حول المدرجات في باب العامود، فيما ظهر ايمن عودة بالعربية ودعا الى انتفاضة. “… الى أن تكون الانتفاضة الحاسمة التي تنهي الاحتلال وترفع علم فلسطين فوق المسجد الاقصى، فوق كنائس القدس وبوابات القدس المحررة”. المشاغبون العرب في القدس، اولئك الذين  صفعوا اناسا ابرياء في القطاع، اولئك الذين سكبوا كأس  قهوة ساخن على يهودي مر في الشارع، اولئك الذين نفذوا فتكا بحق يهودي كان يتجول مع كلبه، وصفهم ببوست آخر بالعربية “شبان القدس الذين يثورون ضد الاحتلال”. يا لها من رومانسية. بالمناسبة، هل كنتم تعرفون انهم  اعتقلوا المساعد البرلماني لعودة؟ مفهوم ان لا. كان هذا في قلب فترة الاضطرابات، وايمن بالعربية وصف هذا “اعتقال انتقام”. احد لم يسأل ولم يعرف لماذا اعتقل جمال. لان هذا كان بالعربية.

من يريد حقا ان يعرف من هو النائب ايمن عودة، يجدر به الا  يزوغ بصره عن ايمن المحبب بالعبرية. فهو يقول فقط ما تريدون ان تسمعوه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى