ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم د. مايكل اورن – الانتخابات مفعمة بالاثار على اسرائيل

اسرائيل اليوم – بقلم  د. مايكل اورنالسفير الاسرائيلي الاسبق في الولايات المتحدة – 4/11/2020

في حالة انتصار بايدن سنشهد تراجعات عن سياسات ترامب تجاه اسرائيل والشرق الاوسط وفي حالة انتصار بايدن علينا الا نفوت معالجة حماس وحزب الله وايران  “.

الانتخابات للرئاسة الامريكية مفعمة بالاثار على دولة اسرائيل – وقد تكون مصيرية ايضا. جو بايدن، نائب الرئيس السابق، الذي عرفته جيدا، هو رجل مؤيد لاسرائيل بشكل واضح وملتزم بالحلف الاستراتيجي بيننا وبين الولايات المتحدة.

كما أن السناتورة كاميلا هرس، التي عملت معها ايضا، هي مؤيدة لاسرائيل. هي وبايدن كانا بين المرشحين الديمقراطيين الوحيدين اللذين عارضا ممارسة ضغط امريكي على اسرائيل عبر تقليص المساعدة الامريكية.

ومع ذلك، فان إدارة بايدن المستقبلية ستتحدى اسرائيل جدا بسبب الخلافات العميقة في موضوعين جوهريين. الاول – هو المسيرة السياسية التي ستتنكر فيها الادارة لخطة القرن لترامب، والعودة الى مخطط اوباما وكلينتون – اي حل الدولتين على اساس حدود 67، وعاصمة فلسطين في القدس الشرقية. ستفتح الادارة مرة اخرى السفارة الفلسطينية في واشنطن، والتي اغلقها ترامب، وكذا القنصلية الامريكية في شرقي القدس والتي شكلت قبل  ترامب سفارة امريكية بحكم الامر الواقع للفلسطينيين. كما أن الادارة ستستأنف المساعدة الامريكية لوكالة الغوث ولمؤسسات فلسطينية اخرى اوقفها ترامب. ستعود الادارة لتعارض البناء الاسرائيلي في يهودا والسامرة وكذا في القدس الموحدة والتي في نظرها سيشكل “عائقا للسلام”.

ومع أنه اكثر اشكالية من ناحيتنا هي نية بايدن المعلنة لان يضم الولايات المتحدة مرة اخرى للاتفاق النووي مع ايران ورفع العقوبات. هذا الامر سينقذ النظام الايراني من انهيار اقتصادي ويساعده على العودة لاحتلال اجزاء هامة في الشرق الاوسط واستخدامها كمواقع متقدمة ضد اسرائيل. يدور الحديث عن تهديد استراتيجي حقيقي.

بخلاف ذلك، فانه اذا فاز الرئيس ترامب بولاية ثانية، فانه بالتأكيد سيواصل سياسته التي هي الاكثر تأييدا لاسرائيل نتلقاه من رئيس امريكي منذ قيام الدولة. ولا يدور الحديث  فقط عن بوادر طيبة رمزية، مثل نقل السفارة الامريكية الى القدس والاعتراف الامريكي بسيادة اسرائيل في هضبة الجولان بل وايضا عن خطوات جوهرية مثل الوقوف الى جانبنا في الامم المتحدة وفي كل المؤسسات الدولية.

في أربع سنوات ولاية ترامب – لاول مرة في التاريخ، لم يسجل اي شجب امريكي لاي نشاط عسكري او سياسي اسرائيلي. ومع ذلك لم يخفِ الرئيس ترامب نيته للدخول في مفاوضات مع ايران. اذا ما انتخب مرة اخرى، فان على اسرائيل ان تستعد لهذه الامكانية ايضا.

لا يهم من ينتصر، على اسرائيل أن تعرض علنا مصالحها وتوقعات من كل اتفاق جديد بين الولايات المتحدة وايران. هذا لم نفعله في 2015 عند تحقق الاتفاق، مما سمح لاوباما بان يدعي بدهاء بانه لا يوجد اي اتفاق جيد بشكل كاف لاسرائيل.

كما أنه اذا فاز ترامب بولاية ثانية، فان المجدي جدا لاسرائيل ان تفكر الا تكرر التفويت الذي حصل في الولاية الاولى وان “تعالج” حماس وحزب الله ويحتمل ايران ايضا، بينما تتلقى اسرائيل كل الدعم العسكري السياسي والقانوني.

وفي هذا السياق من المهم أن نسأل ماذا سيكون مصير اتفاقات السلام حديثة العهد بيننا وبين الدول العربية. مشكوك ان يستثمر بايدن فيها بذات القدر الذي كان في ادارة ترامب الامر الذي يمكن ان يكون حاسما في موضوع السودان، الذي يحتاج جدا للمساعدة الامريكية. ومن  جهة اخرى فان الانضمام الامريكي المتجدد لاتفاق نووي مع ايران، سيجبر دول عربية كثيرة على الدخول الى حلف استراتيجي علني ضد ايران الى جانب اسرائيل. يبدو أننا سنضطر  لان نكون مرنين وان نتنازل لتلك الدول العربية التي لا تتلقى حوافز امريكية وان نعانق دولا عربية تحتاجنا في موضوع ايران.

كائنا من كان يفوز، سيتعين على الرئيس أن يعالج ازمات اقتصادية، اجتماعية وسياسية داخل الولايات المتحدة، وكائنا من ينتصر، ستواصل الولايات المتحدة عملية الانسحاب الامريكي من الشؤون الخارجية ومواصلة السياقات الانعزالية. اما نحن الاسرائيليين فيتعين علينا ان نتحفز ونحمي مصالحنا الحيوية وكدولة قوية وسيادية يمكننا ان نفعل ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى