ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم دورون متسا – الوصايا العشرة لاتفاقيات السلام الجديدة

اسرائيل اليوم– بقلم  دورون متسا د. باحث ومحاضر في موضوع النزاع ومسؤول كبير سابق في المخابرات الاسرائيلية14/9/2020

انهيار السند العربي يوشك على ان يتباخل مع التهديد السياسي الذي سيأتي في اعقاب آخر جيل زعماء م.ت.ف/تونس – ابو مازن. في هذه الظروف يمكن التساؤل، ربما بتفاؤل، هل فتح الطريق امام براغماتية فلسطينية“.

الوصية الاولى. اتفاقيات السلام مع اتحاد الامارات والبحرين تعبر ليس أقل عن ثورة عظيمة تمر بالشرق الاوسط. فقد انتهت الازمنة التي كانت تعرف فيها المنطقة عبر اتفاقية سايكس بيكو من العام 1916. فخطة القرن التي تتعرض للشجب للرئيس ترامب هي المباراة الوحيدة في المدينة، وتعبر عن مفهوم سياسي ذي صلة ينسجم مع التطورات التي مرت على الشرق الاوسط في العقود الاخيرة.

الوصية الثانية. المعنى هو أن السياسة الشرق اوسطية لم تعد تقوم على أساس فكر مثالي يستند الى فكرة القومية والى السعي الى خلق إطار مشترك للعرب، بل الى فكر نفعي ووظيفي يخاطب التحول السياسي الكبير الذي حصل في الشرق الاوسط في شتاء 2010 (الربيع العربي). والذي اعاد المنطقة الى عصر ما قبل القومية وبعد الاستقرار عملية نادرة.

الوصية الثالثة. في هذا الواقع الجديد، والذي يكون فيه الاستقرار أهم بكثير من القيم ومن سياسة  الهوية، فان الاقتصاد هو السوط والحافز في نفس الوقت واللذين هما الكابح الاساس في وجه تضعضع المنظومة وانهيارها. هذا هو السبب الذي  يجعل اسرائيل في هذا الوضع ميزة كبرى في النظام الشرق اوسطي الجديد كونها توفر، انطلاقا من قوتها الاقتصادية والتكنولوجية مزايا واضحة لدول المنطقة الغنية التي ترى في النموذج الاقتصادي شرطا ضروريا لحفظ مصالحها في وجه المحافل التي تسعى الى ضعضعة الاستقرار القائم، مثل ايران.

الوصية الرابعة. الاتفاقيات مع اتحاد الامارات ومع البحرين تشهد على ان ليس فقط التغيير في طبيعة السياسة الاقليمية بل وايضا على التحول الذي طرأ على مكانة اسرائيل التي جعلتها انجازاتها الاقتصادية، التكنولوجية والامنية ما لم يسبق ان كانته ابدا، قوة عظمى اقليمية بكل معنى الكلمة توجد لها خطوات هامة في السياسة الاقليمية.

الوصية الخامسة. تشحن اتفاقيات السلام منظومة العلاقات الاسرائيلية مع العالم العربي بمضمون جديد (اقتصادي، تكنولوجي) يختلف تماما عما كان يميز علاقات اسرائيل مع دول السلام القديمة، مثل مصر والاردن، وتخلق فرصة هائلة لاضافة مدماك آخر للعلاقات سيساهم أكثر فأكثر في الاستقرار الاقليمي.

الوصية السادسة. نشأت في الشرق الاوسط حالة من اعادة الاستقطاب بين محورين: محور واحد هو “معسكر المقاومة” (ايران، حزب الله، حماس) مقابل “المعسكر المحافظ” (اسرائيل، دول الخليج) ومن جهة اخرى المجال الجغرافي السياسي الغني والمزدهر لجنوب شرق المنطقة ومقابله المجال الفقير والمظلوم لشمال – شرق المنطقة. فالمنافسة بين المجالين لا تدور فقط حول سياسة المقاومة مقابل سياسة المحافظة بل حول نموذج الوهن مقابل نموذج الازدهار.

الوصية السابعة. الشرق الاوسط الذي بعد الاتفاقيات هو منطقة مع تواجد امريكي أقل، او على الاقل مع نموذج مختلف من التواجد الجغرافي – الاستراتيجي، الذي وجد تعبيرا اقتصاديا (يشبه نمط التواجد الروسي والايراني في سوريا) في شكل بيع سلاح متطور لدول الخليج على حساب التواجد الامريكي المباشر الذي تحل محله اسرائيل بقدر ما.

الوصية الثامنة. السقف الزجاجي الفلسطيني الذي كان قائما منذ عقود عديدة تحطم تماما، وقطعت المسألة الفلسطينية تماما عن المسألة العربية.

الوصية التاسعة. لتحطم السقف الزجاجي معنى سياسي، ولكن ايضا معنى سياسي اسرائيلي داخلي. فالفكر اليساري الكلاسيكي حول الصلة بين حل المسألة الفلسطينية وبين السلام والتطبيع مع العالم العربي انهار تماما (بعد ان انهارت قبل ذلك  فكرة “الدولتين” على اساس فكر سايكس بيكو).

الوصية العاشرة. لقد فوتت الساحة الفلسطينية القطار مرة اخرى. هذا مسمار آخر في نعش اماني الفلسطينيين. تصل هذه الساحة الى مرحلة  يتعين فيها ان تتخذ قرارات هامة بشأن مستقبلها ويبدو أن انهيار السند العربي يوشك على ان يتقاطعمع التهديد السياسي الذي سيأتي في اعقاب آخر جيل زعماء م.ت.ف/تونس – ابو مازن. في هذه الظروف يمكن التساؤل، ربما بتفاؤل، هل فتح الطريق امام براغماتية فلسطينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى