اسرائيل اليوم – بقلم دان شيفتن – حقوق الانسان في خدمة الارهاب
اسرائيل اليوم– بقلم دان شيفتن – 26/10/2021
” أمام فشل امريكي في الحرب ضد الارهاب في العراق وفي افغانستان، والتي انتهت بالهروب، يقف نجاح اسرائيلي في العيش والازدهار للاجيال الى جانب ارهاب مقموع، بدون خيار الهروب. تجفيف مقدرات الجبهة الشعبية مطلوب لذلك “.
طلبت الولايات المتحدة مؤخرا من اسرائيل ايضاحات بشأن اعلان وزارة الدفاع عن ست مؤسسات تختبيء في زي مجتمع مدني – كمنظمات ارهاب. يبدو أن هذه المرة ليست هذه أزمة، ولكن من المهم الا تنشأ كهذه في المستقبل ايضا.
منظمات فلسطينية تساند كفاحا عنيفا وتدير معارك نزع شرعية ضد اسرائيل، تحظى بتأييد سياسي وتمول بيد سخية من حكومات ومنظمات اوروبية، بحجة الدفع الى الامام بحقوق الانسان، بما في ذلك اولئك الذين من اعضائها ممن لا يزرعون القنابل او يطلقون النار في وحدات الحربة العنفة، هم “مؤيدي القتال” الارهابي: يجندون اموالا لتمويل العمليات، يدفعون المال للارهابيين واقربائهم، يجندون بدعايتهم اعضاء جدد للمنظمة ويغذون اجواء العنف في المجتمع الفلسطيني والتي جلبت على هذا الشعب الخراب والازمة المتواصلة.
في نهاية الحساب يدور الحديث عن افجاج تعلموا كيف يحفظوا ويطلقوا الشعارات الغريبة عن قيمهم وفكرهم وخداع الامريكيين، الاوروبيين بل وحتى حفنة من الاسرائيليين الذين يصرون على الكذب على انفسهم. مثل الشواذ الذين يتحدثون باسم الحب، يعملون باسم حقوق الانسان، ويجندون قيمة هامة لاهداف تعيسة. سهل عليهم التصرف هكذا، كون الراديكاليين مشوهي القيم والتطهريين المشوشين نجحوا في السيطرة بعدائية على قسم كبير جدا من منظمات حقوق الانسان وعلى الخطاب في هذا المجال في الساحة الدولية، اولئك الذين ليسوا متلاعبين منذ البداية يتطلعون لان يظهروا في صورة جيدة في محيطهم الايديولوجي، ويسعون الى ذلك على حساب العناية الصادقة بضحايا الارهاب.
ان المال الذي يمول هذه المنظمات يأتي اساسا من اوروبا، ولكن خطر الحصانة للارهاب من الوسائل الاسرائيلية المضادة لا يمكنه ان يتحقق الا من خلال الادارة في واشنطن. اسرائيل بحاجة الى مساعدة امريكية في جملة من المواضيعوهي ملزمة ان تثبت للادارة بان خطواتها ليست لقمع نشاط اجتماعي وانساني شرعي.وحيال محافل “تقدمية” وراديكالية مناهضة لاسرائيل في الاعلام وفي الاكاديمية، خسارة على الجهد، ولكن حيال الادارة، وفي التيار المركزي للمجتمع الامريكي، هام وممكن الاقناع. ولبعضهم جدير حتى كشف المعلومات الاستخبارية. ادارة بايدن نقدية وشكاكة ولكنها ليست مهووسة بالنسبة لاسرائيل واقل سذاجة حيال الفلسطينيين من اوباما، الذي الحق اضرارا شديدة بالمنطقة كلها: امتنع عن مساعدة “الثورة الخضراء” بايران في 2009، لعب دورا اساسيا في اسقاط مبارك وصعود الاخوان المسلمين الى الحكم في مصر، وادار ظهرا باردة للسيسي الذي انقذ الشرق الاوسط من محور “الاخوان المسمين” التركي – المصري الذي كان سيدفع المنطقة الى التطرف.
الوصفة الضارة المعروفة ايضا من عهد الرئيس كارتر تتركز في الضغط على الانظمة المؤيدة للولايات المتحدة، بشكل يخدم عمليا الراديكاليين المناهضين لامريكا، واساسها نفي فوارق الثقافة السياسية بين المجتمعات التعددة وبين التيار المركزي في المجتمعات العربية، وفرضية مدحوضة بان هذا الضغط سيشجع بديلا تعدديا وديمقراطيا ذا سيطرة سياسية واسعة في الجمهور العربي.
غير أنه في المجتمعات العربية، الخيار هو بين انظمة حكم مطلق موالية لامريكا تسعى الى الاستقرار الاقليمي وبين انظمة ردع راديكالية اسوأ حتى منها، تهدد بجر الشرق الاوسط الى المواجهات والى الخراب. الاقلية الليبرالية – التعددية الشجاعة والمبهرة، التي تريد الديمقراطية وحقوق الانسان هي عنصر هامشي في الساحة السياسية العربية. اما الراديكاليون من امثال ناصر، الاسد، صدام حسين او خامينئي فلا يمكن أن يكونوا معتدلين او أن يجندوا او حتى ان يرتشوا. في وجههم لا يمكن ان يقف الا حكام مطلقون يوجدون باسناد امريكي – “رقيقون” نسبيا، مثل الملك حسين او متصلبون اكثر مثل الشاه في ايران، السيسي في مصر وولي العهد ابن سلمان في السعودية. الخيار الحقيقي هو بين العسير على الهضم وبين الكارثي.
ان ارهاب حزب الله والفلسطينيين – بقيادة نماذج مثل عرفات، نصرالله والسنوار – يمكن أن يفشله فقط نهج اسرائيلي يدمج التصميم، الردع، الشك والتصلب امام الاعداء، الى جانب كوابح المجتمع المنفتح والدولة الديمقراطية. أمام فشل امريكي في الحرب ضد الارهاب في العراق وفي افغانستان، والتي انتهت بالهروب، يقف نجاح اسرائيلي في العيش والازدهار للاجيال الى جانب ارهاب مقموع، بدون خيار الهروب. تجفيف مقدرات الجبهة الشعبية مطلوب لذلك.