ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم دان شيفتن – بايدن يحتاج للاتفاق اكثر من ا يران

اسرائيل اليوم – بقلم  دان شيفتن – 4/5/2021

بعد أن نجح الإيرانيون في استفزازاتهم لجلبه الى المفاوضات بشروطهم المريحة فانهم يعرفون كيف يستخدموا حماسته للاتفاق  وامتناعه عن التدخل العميق كي يقنعوه بهضم انتقالهم الى دولة الحافة النووية  “.

تدير الولايات المتحدة واسرائيل في الموضوع الايراني حوار طرشان. الحوار أديب، توجد رغبة طيبة ونقاش مفتوح، غير أن نقاط الانطلاق الاستراتيجية والثقافية قطبية جدا لدرجة أن احتمال التوافق محدود في هوامش الامور، وليس في لباب المسائل موضع البحث. يوجد فرق بين قوة عظمى، اعتباراتها عالمية واخطاؤها (المتواصلة) في الشرق الاوسط لها تأثير محدود على أمنها القومي، وبين دولة تعيش في قلب منطقة معادية وعنيفة تتصدى لتهديدات ذات ابعاد وجودية. هذا يذكر بحديث في موضوع اعداد “سجق وبيض” في مزرعة الحيوانات حين يبدي الخنزير ملاحظة للدجاجة: بالنسبة لكِ هذه مساهمة،  اما من ناحيتي فهذا التزام مطلق.

ترغب ادارة بايدن في ان  تمنع عن ايران ترسانة نووية ولا تريد ان تكون دولة حافة نووية. بل انها قلقة من التآمر والارهاب ومن الهيمنة الايرانية في الشرق الاوسط. ولكن هدفها الاساس و التقليص الدراماتيكي للتواجد الامريكي في المنطقة، وهي غير مستعدة لان تبذل الجهد والوقت اللازمين لان تبني لهذا التواجد بديلا محليا ناجعا. بايدن، بخلاف اوباما في حينه يبدو أنه لا يسعى ان يفك ارتباطه عن القيادة الامريكية للنظام العالمي ويبث انعدام وسيلة عالمية؛ ولكنه بحاجة لمقدراته الاستراتيجية في مواجهة التحدي الصيني ويبحث عن تسوية سريعة تسمح له باخراجها من الشرق الاوسط. يعلن بايدن بانه يريد أن يعود الى تسوية 2015 التي عالجت التخصيب مضاف اليها مظهر رقابة على بحوث السلاح، حتى بدون الادعاء بوقف مشروع وسائل الاطلاق. حصلت ايران على كامل مرادها، هكذا تبنى دولة حافة برعاية تسليم امريكي (واوروبي) كاريكاتير  من تلك الايام عرض وزير الخارجية الامريكي كيري كمعلم في الصف، والتلميذ الايراني يكتب على اللوح معادلة في الحساب: “P+1=0” الاتفاق الذي يسعى بايدن لاستئنافه هو  الأكثر راحة لإيران والأكثر ضررا لإسرائيل وللدول العربية، الذين تضرروا من التآمر الإيراني والمخاوف على وجودهم. المطلوب هو ايران ضعيفة اقتصاديا واستراتيجيا، وتجد صعوبة في ان تمول بالمليارات حزب الله في لبنان، الحوثيين في اليمن، الميليشيات التي تنفذ مصالحها في سوريا وفي العراق، المشروع النووي، التطويرات العسكرية المتطورة في ايران، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، الأجهزة المتطورة ضد الطائرات والغواصات في  المياه الضحلة وشبكة الأركان الخاصة، التي تكاد تغطي كل المعمورة.

لقد نجحت ايران مؤخرا في ان تمولها بشكل ضيق على حساب رفاهية الشعب، مما ترجم الضائقة  الاقتصادية الى اضطراب سياسي. وتعد إدارة بايدن في ان تتوجه، بعد العودة الى الاتفاق الذي يعطي ايران ما تطلبه، الى اتفاق جيد، ابعد مدى واكثر نجاعة. ولكنها  تفلت من  ايديها أوراق مساومة ووسائل ضغط تقنع الإيرانيين بقبوله. اذا كانت تريد أن تحقق شيئا يبدو جيدا في السياق الضيق للتخصيب النووي، سيتعين على إدارة بايدن ان تعزز مكانة ايران في السياق الواسع والمقرر. هذا يضر فقط.

ايران بحاجة الى مكانة دولة حافة كي تضمن لنفسها الحصانة للنظام وضد وسائل مضادة ناجعة لإحباط مؤامراتها وسعيها الى  الهيمنة الإقليمية. الهيمنة هي الهدف والنووي هو الوسيلة. وبمعنى ما، اعطى بايدن للايرانيين منذ الان اهم ما يريدون، حين أشار لهم وللعالم بأسره بان استفزازاتهم نجحت في ان تفرض عليه التراجع عن شرطه الأساس: أولا الغاء الخروقات وبعد ذلك رفع العقوبات. بسلوكه أوضح بانه يحتاج للاتفاق اكثر مما يحتاجه الإيرانيون. لقد حققت استراتيجية الحافة النووية لإيران جزءاً من أهدافها: واضح أن بايدن يدير كتفا باردة ويعاقب السعوديين، يشجع مبعوثي ايران الحوثيين، يشرح بكياسة وبحساسية لإسرائيل بانه سيستأنف الاتفاق دون أن يقترح ردا على أهم مخاوفها، ولا يجمع أوراق مساومة تتيح له تحسينه في المستقبل.

على المستوى الثنائي من المهم لبايدن شخصيا أن يسمع  حجج إسرائيل من رئيس  الموساد. على مستوى الاستراتيجية السياسية اختار بايدن عمليا التسليم بانتقال ايران التدريجي الى مكانة دولة في مجال الحافة. بعد أن نجح الإيرانيون في استفزازاتهم لجلبه الى المفاوضات بشروطهم المريحة فانهم يعرفون كيف يستخدموا حماسته للاتفاق وامتناعه عن التدخل العميق كي يقنعوه بهضم انتقالهم الى دولة الحافة النووية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى