ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم دان شيفتن – اليسار العميق : تقرير تشريح ما بعد الموت

اسرائيل اليوم– بقلم  دان شيفتن – 16/3/2021

بحماسته للتعويض عن فشله في اوساط هذا الجمهور ارتبط، بشكل مباشر وغير مباشر، بمحافل تسعى الى نزع الشرعية عن الدولة اليهودية “.

ينازع اليسار العميق الموت وهو جدير بالقتل الرحيم انتخابيا. بل انه غير قادر على أن يستوضح لنفسه لماذا كف عن أن يكون ذا صلة بالمجتمع الاسرائيلي. فهو يعزو بؤسه وفشله التاريخي للتحريض من اليمين او للوعي الكاذب لمن يزعم انه كان يفترض ان يؤيد رسائله ولا يفهم لماذا فقد  ثقة التيار المركز. وهو يتحدث باسم قيم منشودة وينفي حقيقة أن السياسة التي يروج فها والجلد الذاتي الذي يتغنى به لا يساهمان بتعزيزها.                                                               وهو يتشوش بين حقوق الطبع اللامعة لكليشيهات تدفىء القلب وبين استراتيجية سياسية تفحص بنجاعتها. وهو حتى لا يغضب او يتحدى. هو ببساطة باعث على الشفقة.

في هذا الجناح من الحركة الصهيونية كان محفلان. كلاهما أخطآ، ولكن الفرق بينهما دراماتيكي. كما أنه كانت للكثير من اعضاء الحرس الفتي هذيانات عن العدالة الاجتماعية للعمال والسلام العالمي في ضوء                           “شمس الشعوب” التي تشرق من الكرملين وعن السلام اليهودي العربي في دولة ثنائية القومية. هناك كان الحديث يدور عن حركة بناءه ساهمت كثيرا في بناء الامة والمجتمع وتجندت بكل قوتها لحمايتها. في حديث مع يعقوب حزان احد زعمائها الباعثين على الالهام، بعد الصحوة من ستالين ومن النخبة الفلسطينية لم يغضب حين وصمت حركته في عهد هذياناتها: اليدان يدا يعقوب والصوت صوت عسو.

الى جانب اليسار البناء تطورت ايضا ظاهرة تطهرية  وصغيرة من سليلي “حفظ السلام”، بقيادة  رئيس الجامعة العبرية يهودا ماغنس ممن اشترطوا التحقق السياسي للصهيونية بموافقة العرب. آرثر روفين، احد مؤسسيها البارزين، فهم عقم ومخاطر هذا الفهم وانسحب من “حلف السلام” بالم منذ الثلاثينيات. ومساهمة روفين المميزة للمشروع  الصهيوني تنشأ عن استعداده للوقوف بشجاعة امام الفجوة التي بين شعارات ترفع المعنويات  وبين ما هو مطلوب لضمان مستقبل الشعب اليهودي. ماغنس، بالمقابل، ادمن على تطهره. بعد أن فشل في اقناع اليهود في القدس، حاول ان يحبط في واشنطن اقامة الدولة ا ليهودية في 1948.

لم يتدهور ميرتس الى الدرك الاسفل لماغنس، ولكنه يتسكع معه في تأييده لـ “بتسيلم”، لـ “نحطم الصمت”، للمحكمة الدولية في لاهاي وفي اماله لتجنيد اوروبا وادارة بايدن ضد الاجماع القومي الواسع في اسرائيل. بعد ان تكبد فشلا ذريعا ومتواصلا في ما وراء مجالات الطائفة الصغيرة للمؤمنين به في الجمهور الاسرائيلي، فهو يسعى لام يفرض بضعط خارجي على الاغلبية الساحقة في اسرائيل واقعا امنيا وقوميا كل اليهود تقريبا ممن سيتعين عليهم أن يتعايشوا معه يرون كخطير على مستقبلهم.

هو لا يقول بالمفم الملآن ان اسرائيل هي دولة ابرتهايدت تعيش على جرائم الحرب. هو فقط يؤيد، يستعين او يتعاطى بتسامح مع من يدعي ذلك. من كان حزبا صهيونيا يخشى على الصورة الاخلاقية للدولة، فقد طريقه. عندما رد يئير غولان، احد زعمائه الذي يعرف الواقع من تهجربته، التهمة على اسرائيل بجرائم الحرب، وصف رئيس الحزب نيتسان هوروفيتس صياغات غولان كعسكرية. تحفظ هوروفيتس على الطيبي بسبب موقفه في مواضيع المثليين (“مقرف”)، ولكنه لم يستبعده بسبب إرث عرفات، مثلما استبعد (كما ينبغي) بين غبير بسبب إرث كهانا.

يرفض ميرتس التصدي لحقيقة انه فقد ثقة الجمهور المحب للحل الوسط في اسرائيل، حين واصل الترويج لخطوات عديمة المسؤولية الامنية وعديمة الفرص السياسية حتى بعد حرب الارهاب في “الانتفاضة الثانية” بدعم المجتمع الفلسطيني وكذا بعد رفض اقتراحات اولمرت بعيدة الاثر في 2008. بحماسته للتعويض عن فشله في اوساط هذا الجمهور ارتبط، بشكل مباشر وغير مباشر، بمحافل تسعى الى نزع الشرعية عن الدولة اليهودية. يتشكل مؤيدوه من فسيفساء محبي الخير الذين يحتاجون الى الاشفاء بالعمل الاخلاقي، “سذج” محبي “حلول” غير موجودة، مدمنين على الموضة المهنية او الاجتماعية ونرجسيين يقعون في حب صورتهم كأولياء على خلفية شعبهم السوداء.  هذا يكفي  لطائفة سياسية، وليس لحزب يرغب في أن يصمم طريقا.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى