ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم دان شيفتن – التهديد الايران، المشكلة الامريكية

اسرائيل اليوم – بقلم دان شيفتن – 2/2/2021

لو أراد بايدن ان ينال ثقة إسرائيل وحلفائها العرب لكان أعاد النظر “.

تقف اسرائيل امام تهديد واحد من شأنه أن يتطور الى حجوم وجودية: التهديد الايراني. في هذه المرحلة هو تحت السيطرة، مضاف اليه ضعف ايران بواسطة العقوبات، قمع تطوره في سوريا في حرب وقائية محدودة وفي ردع توسيع المواجهة بسبب تصميم اسرائيل والولايات المتحدة. تسعى إدارة بايدن الى اتفاق مع ايران يسقط من هذه المعادلة عناصر هامة سترفض ايران اتفاقا يقيد حقا فرض هيمنتها في المنطقة ويمس على مدى الزمن بقدراتها الباليستية والنووية. واستعادة مباديء الاتفلاق السابق او تحسينه في الهوامش سيعرض اسرائيل ودول عربية في الخليج وما ورائه للخطر. بين النظام القائم في ايران وبين اسرائيل وهؤلاء العرب تجري “لعبة مجموعها صفر”. واتفاق ممكن له أن يتحقق حقا بين بايدن وخامينئي سيمس بالضرورة بالاحتياجات الحيوية لاسرائيل ولانظمة عربية في المعسكر الامريكي.

ان مزايا التهديد الايراني معروفة لمن يراجع الصورة الاستراتيجية بكاملها. اساسه في محاولة فرض هيمكنة القوة العظمى الاسلامية القوية والراديكالية هذه على الشرق الاوسط، على حساب دول عربية ضعيفة وفي بعضها لا تؤدي مهامها. مثل هذه الهيمنة لا تستوعب سيطرة، وبالتأكيد ليس احتلالا: ايران لا تريد ان تأخذ المسؤولية عن الازمات البنيوية للعرب في دولهم الفاشلة. هي معنية بان تجند لسيطرتها المقدرات الهائلة في المنطقة – مقدرات الطاقة، المفترقات الاقتصادية والاستراتيجية التي تنطوي على الموقع الجغرافي – الاستراتيجي لهذه الدول والمعنى الاسلامي لمكة والمدينة. لقد سبق لايران أن اثبتت قدرتها على السعي الى مثل هذه الهيمنة في ضوء موازين القوى الاقليمية، من خلال سياسة ذكية وناجعة لتجنيد المبعوثين، اذا ما عطلت المعارضة القاطعة من جانب الولايات المتحدة واسرائيل. واساس المعارضة الامريكية عطله الاتفاق في عهد اوباما. قسم هام من نجاعة المعارضة الاسرائيلية، تأمل ايران في تعطيله من خلال استئناف الاتفاق في عهد بايدن.

المهم هو الهيمنة. تجنيد مقدرات المنطقة لخدمتها سيجعل ايران قوة عظمى اهم بكثير تتجاوز حدود الشرق الاوسط، ضمن امور اخرى بحكم قدرتها على تهديد اوروبا المنبطحة. مثل هذه الهيمنة ستسمح لها ايضا بان تشكل تهديدا  ذا ابعاد وجودية على اسرائيل، اذا ما وعندما رفعت قدراتها وقدرات فروعها الراديكاليين لان تملي ارادتها في الاردن وفي سوريا وتشكيل تحدٍ لمصر. ايران اثبتت منذ الان قدرات كهذه في خلق افق من خلال مبعوثيها بينها وبين الحوض الشرق للبحر المتوسط، على حساب الانظمة المتفككة في العراق، في سوريا وفي لبنان. فروعها في اليمن تضرب السعودية وتعرض للخطر الملاحة في مضائق باب المندب. لزمن ما نجحت، من خلال السودان، في ان تهدد أيضا مصر والملاحة في البحر الأحمر. ويستهدف النووي إعطاء النظام المبادر لهذه الخطوات حصانة من احباط امريكي واسرائيلي لمساعيه.

في اتفاق 2015 أخر أوباما لعقد من الزمان مساعي التخصيب النووي لإيران، دون أن يمنع تطوير أجهزة الطرد المركزي، دون رقابة ناجعة على تطوير السلاح، في ظل التجاهل لتطوير وسائل الاطلاق الباليستية وهكذا سمح لإيران عمليا ان تقيم مكانة في مستوى متدن، ولكن مفتوح لرفعه مكانة مجال الحافة النووية. في اختبار الاستراتيجية العامة منح أوباما ايران تسليما للامر الأساس من ناحية الهدف – السعي الى الهيمنة الإقليمية – بثمن لجم مؤقت وجزئي للاداة النووية التي تستهدف ضمان الحصانة لهذه الهيمنة. هذه الصيغة يحاول الان بايدن استئنافها، على أمل في أن يحسنها قليلا في هوامشها. ويشخص الإيرانيون حماسته للاتفاق والافاق المحدودة لفهمه وتوقعاته: فهو لا يقبل ان المشكلة هي ايران قوية والجواب هو اضعافها.

ان طبيعة ممثله الكبير تشهد على نوايا الرئيس: فقد اختار بايدن مبعوثا مجربا ولطيف المعشر – روف مالي – مع سجل واضح من العلاقات غير الودية مع إسرائيل ومظاهر التفهم لاعدائها المتطرفين، المعادين للولايات المتحدة أيضا. في كامب ديفيد 2000 أيد عمليا رواية عرفات. لو أراد بايدن ان ينال ثقة إسرائيل وحلفائها العرب لكان أعاد النظر.

رئيس الأركان يفهم كل هذا جيدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى