ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم دان شيفتن – اكتئاب مميز وانجازات مبهرة

اسرائيل اليوم– بقلم  دان شيفتن  – 6/7/2021

” المشاكل الأمنية للدولة التي توجد في منطقة فاشلة وعنيفة هي مشاكل بنيوية. والتحدي في العصر ما قبل الآخرة ليس تحقيق هذيانات السلام واخوة الشعوب لإزالة التهديد بل ضمان مجتمع حر في إسرائيل يزدهر رغم المحيط الرافض والمهدد “.

في السنتين الأخيرتين وقف المجتمع الإسرائيلي امام جملة من الاختبارات العظمى واثبت لاستياء أصحاب الرؤية السوداء، حصانة وصحة. والاكتئاب الذي يتميز به المثقفين الذين يصعب عليهم ان يروا صورة شاملة ويركزون على ما يزعج ويثير الحفيظة في لحظة معينة.

منذ 2019 وإسرائيل تواجه خمس أزمات خطيرة: صحية، اقتصادية، امنية، سياسية وحزبية. تضرر الكفاح ضد الجائحة بسبب سلوك السكان الحريديم والسكان العرب. الازمة الاقتصادية قاسية على نحو خاص في دولة تميل الى التصديربينما الأسواق العالمية تنكمش. المواجهة في غزة أدخلت الى الملاجيء 70 في المئة من مواطني الدولة، بما في ذلك غوش دان، ودار بالتوازي مع الصراع العسكري ضد التموضع الإيراني في سوريا وفي غربي العراق، والى جانب الشغب والتضامن مع العدو بمشاركة عشرات الالاف من مواطني الدولة العرب. في الساحة السياسية اضطرت إسرائيل لان تسلم بتصميم إدارة بايدن العودة الى مخطط يعزز استراتيجية اعدائها الأخطر. والساحة السياسية الداخلية عالقة في طريق مسدود وتسوياتها تقوم على سند متهالك.

في مثل هذه الظروف، ليس سهلا على دولة ديمقراطية ان تجد جوابا اوليا مريحا لجملة أزمات كهذه، وتحدد، في معظمها على الأقل، ميلا إيجابيا للمستقبل. ومن أجل النجاح في ذلك دون حكومة تؤدي مهامها جيدا، مطلوب مجتمع مبهر. التيار المركزي للمجتمع الإسرائيلي، ذاك الذي الكثير من أبنائه يحبون تأبينه، هو أساس النجاح. وقبل أن يضحك أعضاء نادي الاكتئاب – فان النجاح هو نسبي. يوجد أيضا الكثير من التفويت للفرص والاخفاقات التي تغذي هذا الضحك: الجائحة لم تختفي، الازمة الاقتصادية لم تنتهي ونتائجها لا بد ستثقل علينا لسنوات؛ لغزة لا يوجد “حل”؛ سياسة بايدن تعزز ايران في الساحة الإقليمية وترفعها الى مستوى دولة حافة نووية؛ الساحة السياسية لا تؤدي مهامها جيدا حتى بعد قيام الحكومة.

للتقدير الاستراتيجي الموضوعي مطلوب تمييز بين المشاكل البنيوية  التي مقابلها أيضا تحسن جزئي ومؤقت جدير بالتقدير كانجاز مبهر، وبين مجالات يجدر فيها الانفعال فقط من نجاحات غير قابلة للتحفظ. علاج يحسن بشكل بارز جودة حياة الشيوخ جدير بالتقدير مع أنه لا يمنح حياة خالدة؛ علاج  يسمح لمشلولي الأطراف بالسير هو انجاز دراماتيكي حتى لو لم يكن يرشحهم للاولمبيادا. ان المشاكل الأمنية للدولة التي توجد في منطقة فاشلة وعنيفة هي مشاكل بنيوية. والتحدي في العصر ما قبل الآخرة ليس تحقيق هذيانات السلام واخوة الشعوب لإزالة التهديد بل ضمان مجتمع حر في إسرائيل يزدهر رغم المحيط الرافض والمهدد، برفقة إنجازات متواضعة ومتراكمة ببطء في تعطيل اشواك النزاع.

ان العنف الفلسطيني يمكن ضبطه بفترة زمنية محدودة. وايران ستكف عن تهديد إسرائيل والمنطقة فقط اذا ما ازيل النظام البربري والراديكالي والقائم فيها. ازالته هو فوق قوة إسرائيل، ولكن يمكن تأخير تطور التهديد التقليدي والنووي وتجنيد تحالف إقليمي ضد سعيه الى الهيمنة. إدارة بايدن لن تخفف من حماستها للتسليم بتعاظم قوة ايران ولكن يمكن الحديث معها لتعزيز قوة قدرة الدفاع والحفاظ على حرية العمل لإسرائيل. مع الازمة الصحية تصدت إسرائيل رغم الحريديم والعرب، بنجاح كبير بالنسبة لمعظم الديمقراطيات الغربية، مع اقل من نصف عدد الموتى لمليون نسمة. وعودة سريعة نسبيا الى النشاط الاقتصادي. ان الحصانة التي اظهرها المجتمع في المواجهة مع حماس، فشل المحاولة لاشعال الساحات في الشمال وفي الوسط وتعزيز التحالف الإسرائيلي – العربي في المنطقة تكمل الصورة.

وختاما: الديمقراطية تنجح في اختبار الازمة السياسية؛ أجهزة الصحة والاقتصاد تنجح في اختبار الجائحة؛ الجمهور نجح في اختبار الشغب العربي من الداخل. الجيش، الجبهة الداخلية والعلاقات مع الدول العربية نجحت في اختبار المواجهة مع غزة؛ العلاقات مع الولايات المتحدة تنجح في الخلاف في موضوع ايران. والاهم من كل ذلك: البكاءون  الدائمون حافظوا على حقهم المقدس في تأبين الدولة. ما الذين تريدينه منا أيها المدمنة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى