ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم جلال البنا – عندما يتقاتل حزبان عربيان ، خمنوا من يكسب

اسرائيل اليوم– بقلم  جلال البنا – 3/3/2021

للاجواء السامة وللحملات السلبية هذه قد يكون اثر مبرد على نحو خاص على معدل المشاركة في الانتخابات في اوساط الجمهور العربي. فالغضب والاحباط من القائمتين من شأنهما ان يؤديا بالكثيرين للامتناع على الاطلاق عن التصويت “.

بشكل رسمي، يمكن القول، بدأت هذا الاسبوع حملة الانتخابات في المجتمع العربي. القائمتان الاساسيتان اللتان تتنافسان على السطر العربي نزلتا الى الميدان وبدأتا في حملات الدعاية – الى جانب حملة صغيرة وتكاد تكون غير ملموسة لميرتس.

على اي حال، تعرض الحملة الابرز القائمة المشتركة، التي هي اللاعب السياسي السائد في المجتمع العربي وان كان لان المشتركة تضم في داخلها – تضم ولا توحد – الاحزاب الاربعة الممثلة بالكنيست وبالتالي فانها تتمتع بتفوق مالي لا بأس به.

بخلاف القائمة العربية الموحدة والحركة الاسلامية تركز المشتركة دعايتها الانتخابية على بنيامين نتنياهو، في مسعى لعرضه كغير مصداق، كمسؤول عن تفكيك القائمة وانشقاقها وعمليا كجذر مشاكل الجمهور العربي – وليس حلها. يحتمل أن يكون الامر ينبع من استطلاعات عميقة تشهد على أن نتنياهو والليكود قادران على ان يقضما حصة كبيرة من اصوات الجمهور العربي. في ساحة الحملات تدور تقارير عن استطلاعات مختلفة، عن احزاب عربية وصهيونية على حد سواء، تشير الى احتمال أربعة مقاعد عربية للاحزاب الصهيونية – بقيادة الليكود.

ان الخوف من نتنياهو والفزع من الحزب واضحان وملموسان جدا في حملة المشتركة، وثمة من يفكر منذ الان في اليوم التالي. سيناريو هزيمة، مثلا، اقل من عشرة مقاعد، من شأنه أن يدفع نحو التفكك النهائي للمشتركة، ولا سيما اذا ما فاجأت القائمة العربية الموحدة واجتازت نسبة الحسم.

غير أن التركيز على نتنياهو من شأنه ان يعود على المشتركة كالسهم المرتد. بشكل مفعم بالمفارقة، فان نتنياهو بالذات، الذي هاجم بشدة اعضاء المشتركة بالحملات الانتخابية السابقة يمتنع عن ذكرهم الان. العكس هو الصحيح. فهو يصل هذه المرة الى الناخبين العرب من مكان غير كدي، يزور البلدات العربية، يشدد كم هي المسائل الملحة في الوسط  توجد في اجندته.

بين القائمتين السائدتين في المجتمع العربي، المشتركة والموحدة، لا يدور اي بحث موضوعي او ايديولوجي بل حملة سلبية، ضارة وبشعة للغاية، مليئة بالاكاذيب، بالتلاعب بالحقائق وبغير قليل من الانباء الملفقة. كل طرف يحاول أن يلقي على الاخر بالمسؤولية عن “تفكيك الوحدة”، وتماما مثل حملات الاحزاب الصهيونية، تمتشق اشرطة “محرجة” من الماضي، تصريحات قديمة يتم اخراجها عن سياقها وحتى الشيطان الطائفي للمجتمع العربي – بين المسيحيين والمسلمين – حرر من القمقم.

للاجواء السامة وللحملات السلبية هذه قد يكون اثر مبرد على نحو خاص على معدل المشاركة في الانتخابات في اوساط الجمهور العربي. فالغضب والاحباط من القائمتين من شأنهما ان يؤديا بالكثيرين للامتناع على الاطلاق عن التصويت – وكذا  تلمح ايضا الاستطلاعات. بدلا من  ان تتنافس القائمتان على قلب الناخب العربي، واللتان كانتا حتى يوم امس في قائمة واحدة – وتديرا حملة لرفع معدل التصويت، فانهما بالذات تديران حملات سلبية الواحدة ضد الاخرى مما سيضر في نهاية المطاف، قبل أي شيء آخر، بهما نفسيهما.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى