ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم جلال البنا – عسى ان يكون هذا هو التحول الذي انتظرناه

اسرائيل اليوم – بقلم  جلال البنا – 28/1/2021

عشرة نواب يديرون مفاوضات ذكية مع ائتلاف مستقبلي يمكنهم أن يؤثروا اكثر بكثير من 15 نائبا يعملون في الهوامش السياسية كمعارضة في داخل المعارضة “.

بعد بيان الحركة الاسلامية عن ترك القائمة المشتركة، يمكن ان نقول رسميا: بعد زيادة تمثيل وتقليص النفوذ – لا توجد قائمة مشتركة.

تنفصل القائمة الاسلامية برئاسة منصور عباس عن القائمة المشتركة، على خلفية صراع مع الجبهة الديمقراطية حول هوية رئيس المشتركة، ولكن ايضا على خلفية خلافات مبدئية في الرأي حول الولاء لقيم الاسلام، ولا سيما التعاون مع الحكومة المنتخبة. والتطور المشوق في اليوم الاخير هو حقيقة أن النائب احمد الطيبي حافظ على العلاقة مع النائب منصور عباس، وكلاهما تحدثا لساعات قبل اللقاء مع مندوبي الاحزاب الاربعة التي تتشكل منها المشتركة. تلميح بامكانية ألا يكون انسحاب الحركة الاسلامية من القائمة المشتركة هو الانشقاق الاخير.

ان الازمات السياسية والاتهامات القاسية التي تعرضت لها القائمة المشتركة في السنتين الاخيرتين، اضافة الى عدم التنسيق والتناقضات الحادة بين مركباتها، أدى كله الى ان يصل التأييد لها الى الدرك الاسفل. من التوصية الفاشلة ببيني غانتس بتشكيل الحكومة في الانتخابات الاخيرة وحتى المفاوضات التي دارت في العلن وفي الخفاء بين الحركة الاسلامية وبين كبار مسؤولي الليكود، يؤشر الجمهور العربي باضواء تحذير لزعماء الاحزاب الاعضاء في “المشتركة”. يمكن ان نرى ذلك بوضوح في نتائج الاستطلاعات التي تشهد منذ هذه المرحلة على أن القائمة المشتركة تفقد بشكل مؤكد نحو ثلث من قوتها البرلمانية.

والان، عندما نرى انه سيكون على الاقل قائمتان عربيتان تتنافسان للكنيست، مشكوك أن يصل التمثيل العربي الى عشرة اعضاء في الكنيست. ولكن مع ذلك، يمكن للانقسام بالذات ان يحسن من حيث أنه سيؤكد المنافسة بين الاحزاب، ويسمح بمجال مناورة لكل حزب وحزب لحوار براغماتي وناجع مع من يشكل الائتلاف التالي. عشرة نواب يديرون مفاوضات ذكية مع ائتلاف مستقبلي يمكنهم أن يؤثروا اكثر بكثير من 15 نائبا يعملون في الهوامش السياسية كمعارضة في داخل المعارضة.

رغم ان الكثيرين قدروا أن في النهاية سيوجد حل (اعتراف: انا ايضا اعتقدت ذلك)، فان رائحة الانقسام كانت في الهواء. في الاونة الاخيرة يبدو أنه توقف اعلام المشتركة، وكان اعضاؤها منشغلين ليل نهار بالاتهامات والشكاوى المتبادلة التي من المشكوك فيه أن يكون معظم الجمهور العربي يميز بينها او يفهمها. وبعد الاعلان عن الانشقاق بدأت مرحلة الاتهامات المتبادلة. يحاول الاسلاميون اخذ الجدال في اتجاه ديني وطائفي، وبالمقابل سيعمد رجال الجبهة والتجمع الى توجهه نحو عدم وطنية الاسلامية والتنسيق مع نتنياهو. الوضع الجديد ليس فقط من شأنه ان  يقلل التمثيل العربي في الكنيست بل وايضا ان يحفز الاحزاب الصهيونية، ولا سيما من اليمين “للانقضاض” على الناخبين العرب، في محاولة لاختطاف المقاعد في الوقت الذي ستكون فيه القائمتان العربيتان  (او اكثر) منشغلتين في الصراع في ما بينهما وبين انفسهما.

سيكتشف رؤساء الاحزاب الصهيونية من اليسار وبالاساس من اليمين في الاستطلاعات العميقة التي سيستدعونها في الايام القريبة القادمة لان اعمالهم الاعلامية وزيارات مرشحيهم ونشطائهم في البلدات العربية كفيلة بان تعطي نتائج طيبة – وربما حتى تتجاوز التوقعات المسبقة. لا، هذا لن يأتي بالضرورة من موقع الارتباط او التماثل الايديولوجي، بل من مكان خيبة الامل من الاحزاب العربية، تصويت “عقابي” ضدها – ولكن ليس اقل اهمية: الرغبة في التأثير المباشر  على اصحاب القرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى