ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم جلال البنا – القيادة الفلسطينية توفر مادة خام لشعلة الكراهية

اسرائيل اليوم بقلم جلال البنا – 16/9/2020

القيادة الفلسطينية، المنقسمة والمنشقة منذ نحو عقدين، وعديمة القيادةالمخولة، كانت تعرف عن امكانية اقامة اتفاقات سلام، وكان يمكنها دونجهود عظيمة ان تحول الازمة الى فرصة وان تستخدم الضغوط علىاسرائيل كجزء من شروط الاتفاقحتى دون أن تكون طرفا فيه “.

نعم. أجدني مفعما بالحسد لاني لا استطيع المشاركة في حدثاحتفالي وتاريخي جاء ليربط بين الدولة التي احمل مواطنتها، دولة اسرائيلوبين دولتين انتمي اليهم باللغة، بالقومية وبالدين، اتحاد الامارات والبحرين. ولعله كان ينبغي عقد الحدث في القدس، المدينة الاهم للاديان الثلاثة، المدينةالتي ترمز للسلام؟ لا بأس،  من واشنطن ايضا يخرج  السلام لشدة الفرحوالاحتفال.

ان التوقيع على الاتفاق بين اسرائيل، القوة العظمى الامنية،التكنولوجية والعلمية، وبين دولتين من أكثر الدول تقدما تكنولوجيا واقتصاديافي العالم، البحرين واتحاد الامارات هو حدث هام وكبير، ولكن ليس اقلاهميةفهو انعطافة كبيرة جدا في علاقات الشعب اليهودي والشعوبالعربية.

ان التغيير في الميل اشعر به من احاديث كثيرة اجريها مع نشطاءومصممي الرأي العام لدى صديقينا الجديدين. معقول الافتراض انه لولا الكورونا لرأيناهم يزورون اسرائيل والاسرائيليون يحلون ضيوفا لديهم.

لا شك أن احد الدوافع للاتفاق هو دولة آيات الله، ايران، التي عرضعملها في العقدين الاخيرين في الشرق الاوسط لخطر حقيقي دولا عديدةوغير قليل من الشعوب العربيةلبنان، سوريا واليمن، مثلا. واصرارها علىتحصيل سلاح غير تقليدي يشهد على تطلعها للتوسع وزرع الدمار.

خير فعل زعماء اتحاد الامارات والبحرين حين انضموا، وان كانبشكل  مباشر  الى الجهود لبناء جبهة موحدة، ولا سيما في الخليج،وساهموا بذلك في صد النظام الايراني الاستبدادي والخطير. ان الاتفاقينهما دليل على ان للدول العربية يوجد منذ الان موقف مستقل منفصل لايرتبط بالموقف العربي العام، والامر صحيح بالنسبة لاسرائيل  وكذا بالنسبةلمواضيع اخرى عربية داخلية. لقد عملت الدولتان بشجاعة في قرارهما اقامةعلاقات كاملة مع اسرائيل  وعدم تواصلها بالسر من خلال طرف ثالث.  اماالادعاء بان الاتفاق بين اسرائيل والبحرين واتحاد الامارات يهجر المشكلةالفلسطينية فليس فقط غير صحيحبل  يحيق ظلما بالشعب الفلسطينينفسه. فالقيادة الفلسطينية، المنقسمة والمنشقة منذ نحو عقدين، وعديمةالقيادة المخولة، كانت تعرف عن امكانية اقامة اتفاقات سلام، وكان يمكنهادون جهود عظيمة ان تحول الازمة الى فرصة وان تستخدم الضغوط علىاسرائيل كجزء من شروط الاتفاقحتى دون أن تكون طرفا فيه.

ان الخطأ الفتاك الذي ترتكبه القيادة الفلسطينية، وبالمناسبة ايضاالقيادة السياسية العربية في اسرائيل، هو خروجها علنا ضد زعماء البحرينواتحاد الامارات، اسلوب يسمح لانجراف نحو خطاب قاس وعدواني تجاهالشعبين، البحريني والاماراتي. هذه هي المادة الخام للكراهيةالتي منشأنها بالذات ان تبعد كل امكانية للمساعدة والدعم للسلطة الفلسطينيةولغزة، ناهيك عن الخطر الحقيقي على الجالية الفلسطينية التي تعيش فيالدولتين وتنال الرزق هناك مثلما سبق أن حصل في حرب الخليجعندماطرد كل  الفلسطينيين من الكويت بسبب الوقوف الى جانب العراق. ولكنيوجد مجال للتفاؤل: في ظروف السلام والثقة المتبادلة، يمكن أيضا لاحقاالقفز الى عربة المصالحة. عاجلا أم آجلا سيصل  تسونامي السلام الى رامالله أيضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى