ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم  ايتمار فلايشمن  – عالقون في مفهوم منقطع عن الواقع

اسرائيل اليوم – بقلم  ايتمار فلايشمن  – 1/9/2021

” نعيش حيال غزة في مفهوم مغلوط اساسه اننا لو حسنا وضعهم لاعفينا انفسنا من اعتداءاتهم. وهذه هي مصيبتنا التي دفع الجندي الثمن بحياته وحده عليه”.

القلب يتمزق امام المصيبة، ومثير للغضب ان يكون هذا هو الواقع، ولكننا ملزمون بان نقول الحقيقة المرة كالموت ببساطته: سقوط برئيل حدارية شموئيلي كان مكتوبا على الحائط. هذه هي النتيجة المحتملة الوحيدة  لسلوك الجيش والقيادة السياسية منذ حملة حارس الاسوار: السلوك الذي جعل المفهوم الذي نحن أسرى له حيال غزة، والسبيل الذي  ادى لان يقترب العدو من مسافة لمسة عن مقاتلينا –مسألة موت معروف مسبقا.

لا حاجة لان يضع المرء رتبة جنرال او أن يتقدم برسالة في دراسة الامن كي يرى كم هي المنظومة عالقة في فهم منقطع عن الواقع حيال العدو الغزي. في الغالب تنكشف المفاهيم المغلوطة بعد المصيبة، ولكن في هذه الحالة كان هناك من اعتذر واعترف في الزمن الحقيقي باننا امام مفهوم خطير. يدور الحديث عن رئيس الموساد المنصرف يوسي كوهن، من مهندسي النهج الذي بموجبه اننا فقط اذا ما صالحنا ووفرنا الاستقرار الاقتصادي للعدو في الجنوب فانه سيتوقف عن محاولة المس بنا. “اعترف انني آمنت بقلب كامل انه لو اعتاد السكان في قطاع غزة على قطرة اكثر  من الرفاه – تحسن بقدر كبير منظومتهم المدنية، وليس  العسكرية لا سمح الله – اعتقدت ان حياتهم ستكون افضل وان دوافعهم للازمات وللحروب ستقل. واخطأت، على ما يبدو. أخطات”، قال كوهن في مقابلة مع ايلانا دايان. فهل استخلصت الدروس؟ هل توقفوا عن تحويل المال القطري؟  جعلوا السحر مفهوما؟  الجواب المحزن هو لا، والنتيجة المأساوية هي جنازة مقاتل. 

وهذه مجرد البداية. مع نهاية حارس الاسوار، بدأ الجيش الاسرائيلي يطلع الصحافيين بانه في شعبة الاستخبارات اعدوا صورة جديدة لزعيم حماس يحيى السنوار. فقد اكتشف باحثون المتميزون لمراسل “هآرتس” بانه بعد تحليل  معمق استنتجوا بانه ولد سنوار جديد وهو “مسيحاني، متطرف وغير مرتقب”. وفي اماكن اخرى رووا انه منقطع عن الواقع. لقد اكتشفت شعبة الاسخبارات في الجيش الاسرائيلي في تموز 2021 فجأة بان زعيم منظمة اجرامية اسلامية وكارهة لليهود هو شخص خطير. 

ويوجد المزيد. منسق اعمال الحكومة في المناطق اصدر رسالة لسكان غزة، الذين يعيشون تحت دكتاتورية اسلامية مناشدا ان يتوقفوا عن اطلاق البالونات الحارقة. ولشدة العجب لم يستجب للمناشدة. وتوجد بالطبع الاحداث المعروفة المتعلقة بعدم الرد عل نار الصواريخ، مواصلة ادخال العتاد، الوقود،  الحديد وحتى السيارات الجديدة للبيع داخل غزة تحت النار، ولا يمكن الا نذكر الاغلاق والفتح لمجال الصيد المعروف، الذي اصبح رمزا للغباء والعمى الاسرائيليين. 

عن القيادة السياسية لا داعٍ للتوسع. فالحكومة السابقة ليست نقية من المسؤولية عن الوضع، ولكن في هذا الائتلاف تجلس منذ الان شخصيات تؤيد قتلة اليهود وتتمتع بقوة شبه مطلقة، والحكومة تمتنع عن الرد كي لا تخرب على الزيارة في واشنطن، واننا “نحن لسنا إمعات لحماس”.  

هل كان لبرئيل فرصة؟  فقد وصل الى الاستحكام على حدود غزة وهو متحفز للرد حسب ما يلزم، وهو يقف امام جمع غاضب في طرف مسيرة فشلت فيها كل المنظومات وتعفنت، والفوارق بين الواقع والخيال تشوشت. احد من الضباط لم يدفع حتى الان الثمن على الفشل العملياتي. واحد من السياسيين لم يجرِ حسابا للنفس. والاخطر من كل ذلك فان احدا من حماس لم يدفع اي ثمن لقاء ذلك. برئيل حدارية شموئيلي دفع الثمن بكامله عنا جميعنا. فلتحيا ذكراه مباركة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى