ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم ايال زيسر – نور للاغيار، وتطعيمات

اسرائيل  اليوم– بقلم  ايال زيسر – 22/2/2021

البادرات الانسانية كاللقاح  للسوريين هو قطرة في بحر  في ضوء الازمة في سوريا.  ولكن منفعتها  هي  كالماء  الذي يتسلل  عميقا ويترك اثرا على المدى البعيد “.

أبرزت وسائل الاعلام العربية  في  نهاية الاسبوع الماضي نبأين  موضوعهما اسرائيل  ومكافحة فيروس  الكورونا. عني الاول بالتطعيمات التي اشترتها اسرائيل من روسيا لسكان سوريا، اما الثاني فعني بمعطيات نشرتها  وزارة الصحة وبموجبها فان حملة التطعيم الناجحة لسكان اسرائيل، يهودا وعربا على حد سواء، ادت الى انخفاض دراماتيكي في الاصابة، مثابة نور أول في نهاية النفق المظلم الذي  توجد فيه البشرية في السنة الاخيرة.

لم  تكن كل وسائل الاعلام العربية شريكة في الاحتفال، فوسائل الاعلام في ايران، في لبنان وفي سوريا، وبالمناسبة قناة “الجزيرة” ايضا فضلت كعادتها تجاهل الانباء التي تعرض اسرائيل في ضوء ايجابي. ولكن في عصر  العلم  لم يعد ممكنا منع أنباء كهذه، وفي  كل الاحوال اعطت معظم وسائل الاعلام  العربية الاخرى، الرسمية وغير الرسمية كتلك من دول الخليج مثلا تعبيرا عن ذلك بل وابرازا له.  

بالمناسبة، فان بحثا في غوغل بالعربية عن اصطلاح الكورونا يفيد بسيطرة مواقع اسرائيلية بالعربية مثل مواقع وزارة الصحة أو صناديق المرضى في كل ما يتعلق بالتقارير والمعلومات للمتصفحين عن المرض ومخاطره وعن التطعيم الذي وجد له. تعبير عن النور الذي تبثه اليوم اسرائيل في كل ارجاء الشرق الاوسط.

ثمة في هذا ما يذكر بايام مضت، قبل عصر الانترنت وحتى قبل دخول التلفزيون الى حياتنا، حين كان المستمعون في كل  ارجاء العالم العربي يلتصقون بالمذياع ليستمعوا الى صوت اسرائيل بالعربية للزاوية الشعبية في تلك الايام، “طبيب وراء الميكروفون”، وفي إطاره كان اطباء اسرائيليون يجيبون على اسئلة تأتي بطريقة ملتوية من  مستمعين من كل ارجاء العالم العربي.

وهكذا،  بينما دعت ابواق الدعاية العربية في تلك الايام الى محو اسرائيل عن الخريطة والقاء سكانها في البحر، كان جواب اسرائيل على موجات العداء والكراهية ببث مشورات طبية انقذت غير مرة حياة الانسان.

مرت منذئذ عشرات السنين ولكن يخيل ان الواقع الشرق اوسطي لم يتغير كثيرا. معظم سكان ايران او سوريا وحتى لبنان يمكنهم فقط ان يحلموا بعلاج طبي متطور كذاك الذين يتمتع به سكان اسرائيل. غير  ان حكامهم يفضلون الصواريخ والنووي بدلا من الصحة والتطعيم. والدليل هو فتوى رجل الدين الايراني ناصر شيرازي في بداية ازمة الكورونا، وبموجبه اذا ما طورت اسرائيل لقاحا ضد الكورونا فينبغي رفضه، الا اذا لم يكن هناك لقاحا آخر غيره.

اسرائيل لم تطور بعد لقاحا للفيروس، وان كانت في نيتها في المستقبل ان تقيم مصنعا لانتاج اللقاحات الكفيل بان يخدم ليس سكانها فقط بل جيرانها ايضا. ولكنها في هذه الاثناء تقدم بادرة انسانية، وان كانت بوساطة روسية، لسكان سوريا. بادرات انسانية كهذه هي مسألة ليست ذات شأن بالنسبة لاسرائيل، ولشدة الاسف، هي قطرة في بحر في ضوء الازمة التي ألمت بسوريا. ولكن توجد فيها منفعة بمثابة “مياه هادئة تتغلغل عميقا”. إذ ليس بوسعها ان تغير الواقع، ولكنها تساعد على تشجيع الانجراف الذي يتم اليوم في العالم  العربي باتجاه اسرائيل. مثلما كانت دوما ليست قوة اسرائيل في نظر  نفسها  وفي نظر  المحيطين بها مجرد قوتها العسكرية  وقوتها العلمية بل  وايضا في عدالة موقفها، أي بالبادرات الانسانية تجاه جيرانها.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى