ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم  ايال زيسر- محظور الامتناع عن عرض حقيقتنا حتى في الامم المتحدة

اسرائيل اليوم – بقلم  ايال زيسر- 3/10/2021

” يخطيء بينيت بتجاهله للنزاع فهذا تخل عن الفرصة لعرض مواقف اسرائيل وروايتها من هذا النزاع “.

في  خطاب الاسبوع الماضي امام  الجمعية العمومية للاممالمتحدة اختار رئيس الوزراء نفتالي بينيت ان يتجاهل “الفيل الذي في الغرفة” –  الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين – سواء الصراع ضد ارهاب حماس  والجهاد الاسلامي في قطاع غزة، ام الصراع الذي هو احيانا سياسي ولكنه في احيان اخرى عسكري ايضا، مع السلطة الفلسطينية وفروعها في يهودا والسامرة. 

رئيس السلطة، ابو مازن، تحدى في خطابه امام الجمعية العمومية مهددا بالتوجه الى المحكمة الدولية في لاهاي، اي يفرض على اسرائيل قبول المواقف الفلسطينية ولكن بينيت فضل غض النظر والتجاهل، وبدلا من ذلك الحديث عن التصدي للكورونا ولايران واتفاقات السلام مع دول الخليج. يحتمل ان يكون الامر نبع من حساسيات ائتلافية داخلية ويحتمل ايضا أنه سعى لان يضمن استمرار العناق الحار من ادارة بايدن ومن الاتحاد الاوروبي. فهؤلاء لا يزالون يأملون في ان تسير حكومة بينيت  على الخط معهم في المسائل على جدول الاعمال، الاتفاق المتبلور مع ايران وربما حتى استئناف الاتصالات مع رام الله. 

ولكن اذا كان بينيت اعتقد بان تجاهل الفلسطينيين سيخفي مسألة النزاع معهم عن جدول الاعمال العالمي، فقد جاءت كاميلا هاريس، نائبة الرئيس الامريكي فأوقفته عند خطأه. هي ايضا، بالمناسبة، اختارت مثل بينيت ان تتجاهل الفيل الذي في الغرفة – شيطنة اسرائيل التي تبرر الكفاح ضدها ولكن بهذا التجاهل اعطت تشجيعا وبالاساس نشرا لمواقف كارهي اسرائيل ممن يرفعون رؤوسهم في الولايات المتحدة ايضا. 

في زيارة الى جامعة ما، سألت طالبة هاريس لماذا تدعم الولايات المتحدة اسرائيل  “التي ترتكتب قتل شعب وتقتلع الناس من بيوتهم”. هزت رأسها في ما فسر كموافقة على ما قيل وفي ردها اثنت على الطالبة لاسماعها “حقيقتها” بصوت عالٍ.

الف رجل اطفاء لن يجدوا نفعا في اطفاء الحريق الذي احدثته هاريس، ولا حتى وفرة الاعتذارات التي صدرت باسمها الان، وان لم يكن بصوتها.  فقد منحت،  حتى لو لم تكن تقصد ذلك بل لجبنها، شرعية لفرية دم سافلة، كما أعربت عن تأييد للفكرة الهاذية في انه توجد اكثر من حقيقة واحدة، في انه ليس فقط صوت الامريكيين الذين قتلوا في عمليات 11 ايلول جدير بان يسمع بل ايضا حقيقة الارهابيين الذين نفذوا هذه العمليات. 

لقد نسي بينيت، و”حادثة هاريس” ذكرته بان مسألة النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني ليست فقط مسألة تتعلق بمستقبل غزة تحت حكم حماس ولا حتى مستقبل يهودا والسامرة. المسألة تتعلق بجذور وجود دولة اسرائيل، التي قامت في ظل صراع بين الحاضرة اليهودية في البلاد وبين السكان العرب. كل محاولة تمت في الماضي للفصل بين الحاضر البعيد، “ملفات 1948″، وبين الحاضر، مسألة المناطق وغزة، “ملفات 1967” فشلت وكل من اعتقد بان في جيبه حل لمشاكل الحاضر، وجد نفسه يواجه مطلب الفلسطينيين لـ “حق العودة” الى دولة اسرائيل.

لا ينبغي لاسرائيل ان تمتنع عن البحث في النزاع مع الفلسطينيين وفي جذوره التاريخية، ومحظور عليها أن تتخلى عن الفرصة لعرض مواقفها و”حقيقتها”، التي تتمتع باجماع واسع في الجمهور الاسرائيلي. فبعد كل شيء، اذا لم نستغل نحن هذه الفرص، فسيستغلها الفلسطينيون ومؤيدوهم. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى