اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – في اليوم التالي للنزاع الاسرائيلي- العربي
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 21/9/2020
“ اتفاق السلام الاخير وعدم شجب العرب له واحتمالات انضمام آخرين اليهيؤشر الى نهاية النزاع الاسرائيلي – العربي مما يترك امام اسرائيلمشكلتان الاولى فلسطينية حيث اصبحت هذه مسألة اسرائيلية داخلية تقررهاهي وايران التي يتعلق مدى الاستقرار والهدوء في المنطقة بها “.
لا يشكل اتفاق السلام التاريخي الذي وقع الاسبوع الماضي مجرداختراق موضعي في علاقات اسرائيل وبعض من دول الخليج، بل فيه ايضامثابة بشرى بعيدة الاثر على الانتهاء المحتمل والقريب للنزاع الذي يعود الىمئة سنة بين اسرائيل وبين العالم العربي حوله. فرفض الجامعة العربيةشجب الاتفاقات، رغم الضغط الفلسطيني، يعبر عن اجماع عربي واسعموضوعه الرغبة في المصالحة وفي السلام مثلما في رفض مواصلة تحملدون داعٍ او حاجة لثمن النزاع.
قبل اكثر بقليل من مئة سنة، في كانون الثاني 1919، وقع حاييموايزمن، زعيم الحركة الصهيونية، والامير فيصل، ابن العائلة الهاشمية، باسمالحركة القومية العربية، على اتفاق للتعاون اليهودي – العربي والذي فياطاره اعترف العرب بحق اليهود في ان يقيموا لانفسهم وطنا في بلاداسرائيل. وكان يمكن لتاريخ المنطقة أن يكون مختلفا، مستقرا ومزدهرا اكثربكثير، لو تمكن اليهود والعرب من التعاون. غير أن الرفض الفلسطيني جرالعالم العربي الى مواجهة طويلة مع اسرائيل. والان يعود الطرفان الى ذاتنقطة البداية، بأمل الا يفوتا عبثا مئة سنة اخرى.
ان اتحاد الامارات، البحرين وفي اعقابهما – كما ينبغي الامل فيالزمن القريب – السودان ايضا، ولاحقا عُمان، السعودية والمزيد فالمزيد منالدول لا “تكتشف امريكا“. فمنذ زمن بعيد واسرائيل والعرب يوجدون فيالقارب نفسه، ينسقون المواقف ويتعاونون في وجه تهديدات وتحدياتمشابهة.
بعد كل شيء، فان مشاكل العالم العربي لم تعد تتركز في اسرائيل. فالتهديد الفوري والملموس هو من جانب ايران وحلفائها في المنطقة، والىجانبها تسعى تركيا ايضا لان تلقي بظلالها وان تفرض هيمنتها على العالمالعربي. في وجه هذا الواقع المعقد، اختارت قطر تعليق آمالها بتركيا وانتخوض قصة غرام مع ايران، في ظل خيانة معظم اخوانها العرب. اما باقيالدول العربية، باستثناء تلك غير الجديرة بان تسمى دول، فقد اختارت منذزمن بعيد اسرائيل كصديقة وحليفة.
ان الانهاء الفعلي للنزاع الاسرائيلي – العربي يترك اسرائيل امامتحديين هامين. الاول، المسألة الفلسطينية التي اصبحت عمليا مسألةاسرائيلية داخلية إذ ان عموم الاوراق توجد الان في يديها، وقراراتها وافعالهاهي التي تحدد أكثر من أي شيء آخر مستقبل العلاقات بين الشعبين منهنا فصاعدا. اما التحدي الثاني فهو ايران، التي يتعلق بها – أكثر مما فيفروعها في المنطقة حماس وحزب الله – مدى الاستقرار والهدوء اللذينسيسودان فيها.
يبعث الاختراق الذي تحقق في علاقات اسرائيل والعالم العربيتوقعات لسياسة اسرائيلية اكثر مبادرة وابداعية، وعلى اي حال، يسمحلاسرائيل بان تصعد الى الهجوم بعد كفاح دفاعي طويل أدارته حيالاعدائها. هجوم كهذا لا يعني مواجهة عسكرية ليس معنيا بها احد، بلسياسة رد اكثر حزما وتصميما على كل تهديد، سواء كان من لبنان ام منغزة وبالاساس من ايران.
******