ترجمات عبرية

اسرائيل  اليوم– بقلم  ايال زيسر – بعد كابول، بغداد …!

اسرائيل  اليوم– بقلم  ايال زيسر – 30/8/2021

” ليس النووي هو المسألة الاساسية بل التمدد الايراني في المنطقة  للاغلاق على اسرائيل  وبوابته  الرئيسة الان هي العراق، الذي  تصمم  الولايات المتحدة على تركه سائبا بالنفوذ والسيطرة الايرانية “.

إن اهمية لقاء الرئيس بايدن ورئيس الوزراء بينيت هي في مجرد انعقاده.  خير أن الزعيمين يتحدثان ويتبادلان الرأي، وخير ايضا سماع الرئيس الامريكي يعود ويعرب عن التزامه باحتياجات اسرائيل الامنية. 

ولكن رغم الابتسامات والمصافحات، لم تخرج من اللقاء بشرى حقيقية في كل ما يتعلق بالتهديد الايراني. فمع ان الرئيس بايدن اطلق  الى الهواء وعودا غامضة بشأن استخدام خيارات اخرى، في حالة فشل الخيار الدبلوماسي، ولكن سبق أن كنا في هذا الفيلم. ففي لحظة الامتحان، في 2007 مثلا امام البرنامج النووي الايراني او امام المفاعل الذي سعى بشار الاسد لان يبنيه في بلاده – رفض الامريكيون قبول التقديرات الاسرائيلية، وادعوا بان ليس لايران او لسوريا اي خطط لتطوير سلاح نووي. وعلى اي حال لا يوجد اي مبرر للعمل ضدهما. 

فضلا عن هذا، فان مسألة النووي الايراني ليست المسألة الوحيدة على جدول الاعمال.  بل وليست فورية مثلما درج على عرضها. اهميتها هي بالطبع للمدى البعيد، وفي هذه الاثناء يمكن “الاعتماد” على الايرانيين بان يواصلوا لعبة “القط والفأر” ويسيروا على الحافة دون ان يجتازوها. فعلى اي حال يمكنهم منذ الان  ان يصبحوا بين ليلة وضحاها قوة عظمى نووية، وليس لهم ما يدعوهم لان يبددوا الغموض بشأن نواياهم والذي يشكل بالنسبة لهم منطقة مريحة في علاقاتهم مع العالم. 

غير أن عيونهم في هذه الاثناء تتطلع الى اهداف فورية وهامة بقدر لا يقل: تحقيق نفوذ وسيطرة في المنطقة التي تحيط باسرائيل، بحيث يتاح لهم ان يقيموا فيها تواجدا عسكريا. 

العملية في كابول وقبلها سيطرة طالبان على افغانستان، وان كانت اعادت داعش الى مركز الاهتمام الامريكي ولكن هذا مصدر قلق وليس تهديدا استراتيجيا.  فروع منظمة الارهاب تواصل العمل في ارجاء العالم، ومنفذو العمليات الافراد يقومون بعمليات انتحارية بالهام منها. ولكن طالبان لا يحتاج الى منافس اكثر تطرف منه، وعليه فسيعمل  على تصفيته مثلما فعلت حماس في غزة لمؤيدي داعش ممن حاولوا رفع الرأس في القطاع. 

اما ايران بالمقابل،  فتعمل على خطة مرتبة للسيطرة على الهلال الخصيب  حتى شواطيء البحر المتوسط. لبنان بل وغزة يوجدان تحت نفوذها، وفي سوريا تدير صراعا عنيدا في ضوء محاولات الصد، الناجحة حاليا، التي تقوم بها اسرائيل، ولكن المفتاح كان ويبقى العراق. 

الامريكيون، كما تعهد الرئيس بايدن، مصممون على الانسحاب من هذه الدولة حتى نهاية السنة. ينبغي الافتراض بان بايدن سيلتزم بكلمته، وحتى الخوف المؤكد من أن مشاهد الهرب من افغانستان قد تتكرر في بغداد ايضا لا تردعهم. غير أن العراق لن يسقط في ايدي طالبان او داعش بل في ايدي الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران. لا يزال الامريكيون يأملون في أن يقاوم ما يكفي من الشيعة في العراق ايران، لان هذه دولة ليست عربية وايديولوجيتها الدينية لا يقبلون بها. ولكن تصميم واشنطن على فك الارتباط عن المنطقة يعطي الايرانيين ريح اسناد، والاحداث في افغانستان وصعود قوات سنية راديكالية من شأنها ان تدفع الشيعة في العراق الى اذرعها.

صحيح، يجب فتح العيون على ايران والمواصلة بتصميم وباعمال خفية، من الافضل عدم الحديث عنها، تأخير تقدمها نحو النووي. ولكن في هذه الاثناء، هنا والان، يجب مواصلة مكافحة مساعي طهران للسيطرة على المطقة والاغلاق  على اسرائيل وتركيز الجهد على العراق ايضا الذي هو البوابة الايرانية الى البحر المتوسط، على مسافة بصقة – صاروخ او طائرة مسيرة – عن اسرائيل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى