اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – الفلسطينيون يتبقون وحدهم
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 1/9/2020
“الفلسطينيون على حالهم – يفضلون البقاء ملتزمين بالاحلام التي لن تتحقق ابدا والغضب، وخيبة الامل والاحباط التي لم تحملهم الى اي مكان. لاجل صنع لاسلام هناك حاجة الى الشجاعة. اسهل بكثير البقاء في طريق مسدود وفي طريق بلا مخرج”.
تتخذ اسرائيل واتحاد الامارات الان خطوة هامة اخرى في الطريق الى السلام.
ففي الاعلان عن الغاء المقاطعة الاقتصادية على اسرائيل، في اطلاق رحلة الطيران التجارية المباشرة الاولى من مطار بن غوريون الى الخليج، وفي بدء المباحثات العملية على تحقيق السلام – كل هذا يوجد ما يشهد على أن زعماء الامارات مصممون على صب مضمون حقيقي في اتفاق السلام، على اقامة علاقات حارة مع اسرائيل وتحقيق تعاون اقتصادي وليس فقط امني معها.
من أوائل من كان سيكسب من هذه الخطوة كان يمكن أن يكون الفلسطينيين. غير أنهم غير معنيين في الدفع الى الامام بالتطبيع والسلام الحار، حتى وان كانا كفيلين بان يجلبا معهما ارباح بل وازدهار اقتصادي لاسرائيل وللفلسطينيين على حد سواء. لا غرو أن الفلسطينيين استقبلوا اتفاق السلام بين اسرائيل وبين اتحاد الامارات بصرخات النجدة وسارعوا الى مهاجمة “خيانة” الامارات للقضية الفلسطينية.
ولكن يخيل أن ما يشغل بال الفلسطينيين ليس بالذات مجرد الاعلان عن الاتفاق، بل حقيقة أن معظم الدول العربية سارعت الى الترحيب به والاعراب عن التأييد له بل والمحت بعض منها عن نيتها الانضمام منذ وقت قريب قادم الى الرحلة نحو السلام. وبالتالي فقد فقي الفلسطينيون وحدهم، والعالم العربي، الذي كان يفترض أن يخوض حربهم – يقف الان في الطابور لصنع السلام مع اسرائيل.
عمليا، فقط ايران وتركيا وقفتا ضد اتفاق السلام بين اسرائيل وبين اتحاد الامارات، بل انهما لم تفعلا ذلك من اجل الفلسطينيين بل لانهما تريان في الاتفاق مثابة مس بمكانتهما في المنطقة بل وتحدٍ لمحاولتهما كسب نفوذ وتحكم في ارجاء العالم العربي.
لقد كان يمكن للاتفاق بين اسرائيل واتحاد الامارات أن يساعد الفلسطينيين في تحقيق مصالح حيوية لهم. فهو يمنح اتحاد الامارات قدرة على العمل لتحقيق هدوء واستقرار في المنطقة بل والتوسط بين الطرفين لاجل الوصول الى تفاهمات واتفاقات بينهما، تؤدي الى تحسين الوضع الاقتصاد ومستوى المعيشة. فبعد كل شيء، فان مثل هذه المساعدة افضل من المال الذي تسكبه قطر كالزيت على شعلة النزاع والذي بمعونته تغذي التطرف والارهاب.
ولكن الفلسطينيين على حالهم – يفضلون البقاء ملتزمين بالاحلام التي لن تتحقق ابدا والغضب، وخيبة الامل والاحباط التي لم تحملهم الى اي مكان. لاجل صنع لاسلام هناك حاجة الى الشجاعة. اسهل بكثير البقاءفي طريق مسدود وفي طريق بلا مخرج.