ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – الشرق الاوسط يريد ترامب

اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 27/10/2020

خوف ايران من ترامب هو احد الاسباب في ان معظم دول  المنطقة تتمنى فوزه. ومن الان قل – هذا ليس الاقتصاد، بل  الخوف من ايران هو الذي يدفع الشرق الاوسط لان يريد ترامب “.

تقترب الانتخابات في الولايات المتحدة من المصاف الاخير، وايران لا تصمد على ما يبدو امام التوتر. فقد علم من واشنطن في الاسبوع الماضي بان طهران حاولت التدخل في الانتخابات والمس بفرص الرئيس ترامب لان ينتخب لاربع سنوات اخرى. ولا يخفي الايرانيون رغبتهم في ان يروا الرئيس يترك البيت الابيض ولديهم اسباب وجيهة في ذلك.

ان نشاط ادارة ترامب الحثيث ضد ايران بدء بالعقوبات الاقتصادية الاليمة التي دفعت الاقتصاد الايراني الى الانهيار وانتهاء بتصفية قاسم سليماني، العقل والمحرك خلف جهود السيطرة الايرانية على منطقتنا، ادخلت ايران في حالة دفاع واعادتها سنوات عديدة الى الوراء. والتفكير باربع سنوات ترامب اخرى تبعث في قلوبهم خوفا شديدا.

ولكن ايران هي الاستثناء. عمليا، خوف ايران من ترامب هو احد الاسباب في ان معظم دول المنطقة تتمنى فوزه. ومن الان قل – هذا ليس  الاقتصاد، بل  الخوف من ايران هو الذي يدفع الشرق الاوسط لان يريد ترامب.

يمكن الجدال في النبرة وفي الاسلوب، ولكن لا يمكن لاحد ان يأخذ من ترامب نجاحه في أن يعيد للولايات المتحدة مكانتها المتصدرة للشرق الاوسط وقوة ردعها حيال المنافسين والخصوم على حد سواء. في سوريا لم يتردد ترامب في ضرب بشار الاسد بعد أن استخدم السلاح الكيميائي ضد ابناء شعبه. اوباما تحدث ولكن ترامب فعل. وهكذا رسم ايضا خطوطا واضحة للروس في سوريا، الذين اعتبروا قبل ذلك الحلفاء في سوريا. والعقوبات الاقتصادية التي فرضها ترامب على سوريا في السنة الاخيرة تسحب بقدر كبير سواء من بشار ام من الروس ثمار انتصارهم في الميدان البارد في عهد اوباما.

ولكن الانجاز الاهم لترامب كان تحقيق مسيرة السلام بين اسرائيل والعالم العربي بعد سنوات طويلة من المراوحة في المكان. قراره لتجاوز القيادة الفلسطينية وعدم مراعاتها اثبت بانه صحيح، وفي صالحه سجلت ثلاث اتفاقات سلام بين اسرائيل وبين اتحاد الامارات، البحرين والسودان، المفاوضات مع لبنان على ترسيم الحدود البحرية، ولا تزال اليد ممدودة.

لقد استقبلت خطوات السلام، الى جانب الردع الفاعل لايران، بالترحاب في العالم العربي. في معظم الدول العربية اعادت السنوات الاربعة الاخيرة الاستقرار بعد الفوضى التي جلبها الربيع العربي الى المنطقة. فقد اظهر ترامب فهما افضل للواقع الاقليمي، وبخلاف سلفه في المنصب، الرئيس اوباما لم يحاول المزايدة الاخلاقية او الدفع الى الامام بالديمقراطية الغربية التي خدمت الحركات الاسلامية في طريقها للاستيلاء على الحكم في العالم العربي.

ستحسم الانتخابات القادمة في الولايات المتحدة وليس في الشرق الاوسط. ولكن لا شك أن إرث ترامب سيبقى في الشرق الاوسط بعد وقت طويل من مغادرته البيت الابيض، سواء بعد الانتخابات القريبة القادمة أم بعد الانتخابات التي ستليها. هذا إرث قوة وتصميم، إرث اعادة الاستقرار الى المنطقة وإرث الوقوف الصلب الى جانب حلفاء واشنطن في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى