ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – الربيع ما بعد الكورونا

اسرائيل اليوم – بقلم  ايال زيسر  – 30/4/2020

لا غرو أن في العالم العربي وخارجه ثمة منذ الان من يتنبأ على أساس الخطاب الصاخب في الشبكات الاجتماعية بانه في نهاية الوباء، بعد أن تبدأ بالظهور الاثار الاقتصادية للازمة – سيندلع ربيع عربي متجدد، عاصف بقدر لا يقل عن سابقه “.

مقابل ايران وتركيا، حيث عدد الموتى بفيروس الكورونا يقدر بالالاف ويتراوح عدد المرضى منذ الان حوالي المئة الف، ففي معظم الدول العربية تعد الارقام هامشية بالنسبة لحجم السكان، ووتيرة تفشي الوباء ادنى بشكل يبعث على الاشتباه. فالشيطان كما هو معروف يوجد في التفاصيل – او في غيابها. يتبين انه في العالم العربي يوجد من يسعى لان يرى في فائض المعلومات تعبيرا عن الضعف، بينما غياب المعطيات الدقيقة، مصدر للقوة والقدرة بالذات. فبعد كل شيء، في ظل عدم وجود خدمات صحية متطورة، كمية فحوصات ضيقة، لا ينكشف المرضى ولا يمكن ربط حالات الموت بالمرض.

الى جانب ذلك، يجدر بالذكر أنه مثل دول العالم الثالث الاخرى، تتميز الدول العربية بسكان شباب، وذلك بسبب معدلات التكاثر الطبيعي العالية ومدى العمر المتدني. هكذا مثلا، في اسرائيل معدل السكان كبار السكن فوق الستين هو نحو 16 في المئة، بينما في ايطاليا يبلغ المعدل قرابة 30 في المئة، بالمقابل، في الاردن، في سوريا وفي العراق يبلغ هذا المعدل اقل من 5 في المئة، بينما اغلبية السكان دون سن الـ 30. ولكن من السابق لاوانه جدا الفرح فرحة الفقراء. فمتابعة لانتشار المرض في ارجاء العالم تبين أنه، حتى وان كان بتأخير، سيصل الفيروس الى العالم العربي. ذات مغزى اكبر هي حقيقة أن تحدي الكورونا لا يكمن فقط في التصدي الصحي، بل وايضا وبالاساس في التصدي للاثار الاقتصادية بل والاجتماعية والسياسية لازمة الكورونا، وهذه من شأنها أن تضرب بالذات في المناطق الاكثر فقرا وضعفا في العالم، حيث لا توجد بنية تحتية اقتصادية متطورة وقوة بشرة مهنية وخبيرة تسمح بالانتعاش من الازمة بسرعة.

ان مشكلة مصداقية معطيات انتشار الكورونا في العالم العربي تكمن ليس فقط في غياب جهاز صحي متطور بل وايضا في الجهود التي يبذلها  قسم  من الانظمة العربية لمنع نشر المعلومات عن انتشار المرض خوفا من أن تثير المعطيات الحقيقية انتقادا جماهيريا واسعا ضدها وضعضعة استقرارها.

غير ان العالم أصبح منذ زمن بعيد قرية عالمية واحدة، ومعنى الامر هو ليس فقط انتشار عالمي للفيروس بل وايضا انتشار للمعلومات والمعطيات دون أن يكون للنظام قدرة على التحكم بها او منعها، كما تفيد حالة الصين وبالطبع الحالة الايرانية. وهكذا فان الحقيقة التي تحاول الانظمة العربية اخفاءها يكتشفها متصفحو الشبكات الاجتماعية، التي هي النبض الفاعل للعالم العربي كما هو حقا.

في ردود فعل المتصفحين يتصاعد الانتقاد على عجز السلطات وعلى التخلف والضعف للاجهزة الصحية، ويعرب الناس عن عدم الثقة بالمعطيات الرسمية التي تنشرها السلطات وبالتقارير عن الاعمال لمنع انتشار الوباء.

لا غرو أن في العالم العربي وخارجه ثمة منذ الان من يتنبأ على اساس الخطاب الصاخب في الشبكات الاجتماعية بانه في نهاية الوباء، بعد أن تبدأ بالظهور الاثار الاقتصادية للازمة – سيندلع ربيع عربي متجدد، عاصف بقدر لا يقل عن سابقه. موجة احتجاج جديدة توجه ضد الانظمة العربية  بسبب العجز الذي تبديه تجاه مشاكل المواطن البسيط. هكذا في العالم العربي، هكذا في ايران حيث يتصاعد الانتقاد ضد النظام الذي يحاول اخفاء المعلومات الحقيقية عنه اضرار الوباء، وهكذا حتى في تركيا، حيث يتهم الناس اردوغان بالاستخفاف الذي أدى الى انتشار الفيروس. لا غرو انه توجد أنظمة عربية كانت تفضل ان يواصل رعاياها في هذه المرحلة الانغلاق في بيوتهم والا يخرجوا الى الشوارع للتظاهر والاحتجاج ضدها.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى