ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم البروفيسور افرايم عنبر و د. عيران ليرمان – فرصة لروافع اقتصادية وسياسية في المنطقة

اسرائيل اليوم – بقلم البروفيسور افرايم عنبر ود. عيران ليرمان ، رئيس ونائب معهد القدس للامن والاستراتيجية – 23/12/2020

” المغرب هي دولة تدمج افريقيا والبحر المتوسط مع وصول الى المحيط الاطلسي، وهي ذات مساهمة خاصة استراتيجية في كل المجالات الجغرافية السياسية الثلاثة.  للمغرب يوجد صوت معتدل وواعٍ من المهم ان نسمعه “.

في 10 كانون الاول 2020 وافقت اسرائيل والمغرب على اقامة علاقات دبلوماسية، خطوة هامة ومباركة في خلق اجواء سياسية جديدة في منظومة العلاقات طويلة السنين بين اسرائيل والدول العربية. غير أن المغرب هي حالة خاصة. فمع انها كانت بشكل رسمي في حالة حرب مع اسرائيل الا ان الدولتين حافظتا دوما تحت السطح على قنوات مفتوحة بينهما.

تحت حكم الملك الحسن الثاني، الذي قاد المغرب حتى نهاية القرن الماضي تعاظم التعاون واحتلت مسألة العلاقة مع اسرائيل مكانا مركزيا في جدول الاعمال الاستراتيجي في الرباط. وتناول التعاون الامني مواضيع كثيرة كشؤون الاستخبارات بل وعلم عن مساعدة اسرائيلية في جهود المغرب لتنفيذ اعادة تنظيم للجيش وبناء السور الواقي في الصحراء الغربية. كما درجت المغرب على استضافة زعماء اسرائيليين مثل موشيه دايان واسحق رابين وحرصت على ان يلتقي زعماء عرب واسرائيليون بعيدا عن عيون الكاميرات في اطار الجهود لتحقيق السلام.

مثل أبيه، حسن الثاني، فان محمد الخامس ايضا حافظ على العلاقات الخاصة التي نسجت بين المغرب واسرائيل. رغم تخفيض مستوى العلاقات الرسمية في العام 2000، في اعقاب اندلاع العنف الفلسطيني، كانت العلاقات بين الدولتين لا تزال تتواصل في جوانب التجارة والاقتصاد. كما ساعدت اسرائيل المغرب  في الكشف عن المؤامرات الايرانية في المغرب، والتي قبعت في اساس القرار المغربي لقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران في العام 2018، كما شاركت الدولتان في مؤتمر وارسو في شباط 2019، والذي نظمته الولايات المتحدة لبلورة ائتلاف ضد التطلعات الايرانية في المنطقة. كما علم في بداية 2020، من مصادر أجنبية، فان المغرب ستحصل على ثلاث طائرات اسرائيلية بدون طيار في اطار صفقة سلاح بمبلغ 48 مليون دولار.

فضلا عن ذلك، فان دستور 2011 يعترف بمساهمة الجالية اليهودية في بناء التراث والهوية المغربية. ولكن رغم العلاقات الحارة بين الدولتين، كان يلزم قرار امريكي يعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية (وبعده ايضا الاعلان عن اقامة قنصلية امريكية في الداخلة) كي يتحقق الاتفاق مع اسرائيل. وجعلت هذه “الصفقة” – التي تميز اسلوب ترامب– المغرب الدولة العربية الرابعة، في غضون بضعة اشهر، التي اختارت التقدم نحو التطبيع الكامل مع اسرائيل. وكما أوضح الملك في البيان للاعلان، وكذا في  حديثه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فان الاتفاق مع اسرائيل لا يعني ان تكون المغرب قد تخلت عن الشعب الفلسطيني، بل انها تدعوه لان يأتي الى طاولة المفاوضات ويبقي شروطه المسبقة في الخلف.  

وكما سبق أن شددنا مؤخرا، فنحن في معهد القدس للاستراتيجية والامن نعتقد بان اسرائيل ملزمة بان تستغل نافذة الفرص الناشئة في المنطقة كفرصة ايضا لان تجسد بالملموس استعدادها لتحريك المسيرة السلمية بيننا وبين الفلسطينيين – على اساس المباديء التي في خطة ترامب.

كرئيس لجنة منظمة الدول الاسلامية، فان محمد الخامس سبق أن اعلن عن التزامه بالابقاء على الوضع الراهن في كل ما يتعلق بالاماكن المقدسة، بما في ذلك الحرم. في هذه الفترة الزمنية الخاصة يدور الحديث ايضا عن مصلحة مشتركة للمملكة الاردنية ولدولة اسرائيل في احداث تغيير في الوضع الحالي.

في الاعراب عن التأييد السريع من جانب مصر تكمن مساهمة هامة لخلق وحدة في المنظومة المتشكلة للقوى المعتدلة في المنطقة. في الماضي “من  المحيط (الاطلسي) وحتى الخليج (الفارسي او العربي)”، كان شعار القوميين العرب المتطرفين المؤيدين للسوفيات. أما الان، لشدة المفارقة، فمن الرباط والدار البيضاء على شاطيء المحيط الاطلسي وحتى ابو ظبي والمنامة في الخليج عبر القاهرة، الخرطوم، القدس وعمان – نشأت شراكة قوى، ترى في التطرف الشمولي بلباس اسلامي التهديد الاكبر على استقرار المنطقة.

المغرب هي دولة تدمج افريقيا والبحر المتوسط مع وصول الى المحيط الاطلسي، وهي ذات مساهمة خاصة استراتيجية في كل المجالات الجغرافية السياسية الثلاثة.  للمغرب يوجد صوت معتدل وواعٍ من المهم ان نسمعه.

مهم لاسرائيل جدا أن تدفع الى الامام بخطوات ومشاريع تكون رافعة للتغيير الذي  يتحقق امام ناظرينا. هيئة الامن القومي، بالتنسيق مع وزارة الخارجية، يجب أن ترى ذلك كخطوة اضافية لها آثار مشجعة على دول لا تزال تتردد في الانضمام الى المسيرة.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى