ترجمات عبرية

اسرائيل  اليوم– بقلم  البروفيسور ارنون اوفيك – متعذر الزام الجميع بالتطعم

اسرائيل  اليوم– بقلم  البروفيسور ارنون اوفيك – 15/2/2021

” الزام عموم السكان بالتطعم هو خطوة متعذرة وكفيلة بان تثير العداء. بالمقابل لا يوجد ما يبرر الاحسان لمن يختار الا يتطعم “.

       رفعت حملة التطعيمات الى السطح في الاونة الاخيرة جدالا على التوازن اللازم بين قيم هامة، مثل حق الانسان في  التحكم بجسده وبين قيم مثل التكافل الاجتماعي وحق المجتمع في حماية سلامة وصحة اعضائه.

تحاول النظرية الاخلاقية ان تجيب على السؤال ما هي مباديء الاخلاق التي يتعين على الانسان ان يعمل بموجبها، ولا سيما في الاوضاع التي يمكن لافعالهم ان تؤثر على الاخرين. والمبدأ الاخلاقي المتصدر في الطب الغربي هو حكم الفرد، حقه في تحقيق ارادته وتطلعاته.

لا جدال في أن هذا المبدأ هام جدا. فنحن لا نتصور وضعا يفرض فيه طاقم طبي التطعيم على من ليس معنيا به.

الى جانب ذلك، فاستقلالية وحرية الفرد في الاختيار ليست المباديء الاخلاقية الوحيدة. هامة بقدر لا يقدر، ولا سيما في فترة الكورونا، هي قيم التبادلية، المسؤولية الاجتماعية وعدم ايقاع الضر – من يمكنه أن يتطعم ويختار ان لا، يخرق مبدأ عدم ايقاع الضر في أنه يعرض لخطر العدوى ليس نفسه فقط بل وابناء عائلته ومحيطه ايضا.

وعليه، فهل علينا أن نلزم من يمكنه أن يتطعم؟ امر صحة الشعب يمنح مدير عام وزارة الصحة الصلاحيات للالزام بالتطعيم بل وتقديم الرافضين الى محكمة جنائية. من الصعب التصديق انه يمكن لهذا الامر الانتدابي ان يسن في عصرنا ولا سيما بسبب الصدام المرتقب بين امر من هذا النوع وقوانين مثل كرامة الانسان وحريته.

كطبيب اؤمن بان على كل من يختار خدمة الجمهور، مثل الطواقم الطبية او التعليمية، ينطبق عليه الواجب الاخلاقي للمسؤولية تجاه المرضى او التلاميذ. فلا يكفي ان يمتنع خادم الجمهور عن ايقاع الضر، عليه أيضا أن يعمل لخير الجمهور – هذا المبدأ الاخلاقي لعمل الخير.

تعبير عملي، وان كان متطرفا لهذا المبدأ، رأيناه في شمال ايطاليا في بداية الوباء عندما عرض اكثر من مئة رجل من الطواقم الطبية حياتهم للخطر وتوفوا بعد أن عالجوا المرضى دون مستلزمات الوقاية المناسبة. نحن بالطبع لا نطلب ذلك، ولكننا ايضا لا نريد ان نصاب بعدوى الكورونا ممن يمكنهم أن يتطعموا ويختاروا ان لا.

ان الزام عموم السكان بان يتطعموا هو خطوة متعذرة وغير حكيمة، كفيلة بان تثير العداء والمعارضة وتقلل عدد المتطعمين. بالمقابل، لا يوجد ما يبرر الاحسان لمن يختار الا يتطعم، بل وهناك مبرر اخلاقي لعدم اشراكهم في التسهيلات التي ستعطى للمتطعمين مع الفتح التدريجي للاقتصاد.

ان البحث في موضوع ايجاد التوازن السليم بين حق الاختيار وتحكم الفرد بجسده وبين قيم التكافل الاجتماعي وعمل الخير، هام ويشكل جزءا لا يتجزأ من مباديء المجتمع الديمقراطي. نحن نأمل بان يؤدي هذا البحث الى زيادة معدل المتطعمين، إذ في نهاية المطاف – ليس في ايدينا اليوم اداة ناجعة اخرى لمكافحة الكورونا. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى