اسرائيل اليوم– بقلم أمنون لورد – الحزب يصل الى الاعلام
اسرائيل اليوم– بقلم أمنون لورد – 22/2/2021
“ في الانظمة “اليسارية” حل الحزب محل الفكر ومحل الانجاز. وعوض اليساريون عن فشلهم بسيطرة الحزب على “الحقيقة” .
صدر في القناة 13 أمر بعدم اجراء مقابلات مع رجال الليكود. وتباهى جليكسبيرغ، موثق صور فيلم دعائي عن المحكمة العليا، ان ليسصدفة لم يجرَ لقاء عنده مع امير اوحنا. هذه ظواهر من عمق اليسارية. منمؤشرات سيطرة “الحزب” على الصحف والصحافة.
يشير آخرون الى أن اليسارية تتعارض مع المنطق. ولكن حتى للجنوننفسه يوجد منطق. لقد جربت الافكار الاجتماعية والسياسية لليسار في كل مكان وكلها فشلت. فلماذا إذن “هم” لا يزالون متمسكون بـ “اليسار“؟ينبغي أن نتذكر بان هذا الامر الذي نسميه نحن “منطقة” ليس مقبولا على الثوري اليساري. فالمنطق العقلاني يعكس بالنسبة له مجمل حكمةالماضي. التقاليد. التفكير “الدارج“. وعليه فانه يأخذ العكس. كل ما يبدومعقولا ومنطقيا – يجب عمل عكسه. القتل هو سيء؟ من قال؟ من اجل“العدل” الثوري، مسموح القتل. ويوجد الاصطلاح الهام الذي خلفه ستيفان كوسوني، “ثورة الجنون“. يرتبط هذا بفكرة الثورة الثقافية الماوية، النموذجللثورة الثقافية في الولايات المتحدة. “العلاقات بين البشر تصبح غيرشخصية، تبسيط يجتاز اعادة بناء. كراهيات شديدة تنشأ على اساستماثلات كاذبة في اساسها. والغضب يؤدي الى الجنون. كتب كوسونيدون أن يعرف انه يكتب عن حياة الجمهور في اسرائيل.
حسب باحث الستالينية روبرت سي تاكر، ففي نهاية الحرب العالمية الثانية كان لستالين مشكلة: الجمهور السوفياتي طور توقعات لتحسينحياته، لانعكاس الانتصار بالنجاحات. هذا لم يحصل، وكانت خيبة امل واسعة. وعندها بدأ اهتمامه بالباحث في علم السلوك باثلوف، الذي لم يعدبين الاحياء. المسألة على جدول الاعمال: اذا لم يكن ممكنا تغيير الواقع،فينبغي ايجاد طريقة لتغيير “فهم الواقع“؛ التحكم بطرق التفكير.
ولكن التطور الخطير الذي انتشر في كل صوب في العالم هو سيطرةالحزب. “الحزب” سيطر على الفن – الادب، الرسم، السينما، المسرح، التصوير وكل ما في الوسط. مارتين سكورسيزة نشر الان مادة كبيرةفي “هارفرس” عن فلان. ولكنه يبدأ بادانة لاذعة لخدمات الستريمنغ التيتوقع الخراب على الفن السينمائي. ولكن حتى قبل “نيتفليكس” خلق الفنفي لجان التوجيه. مبدعو الحزب، باحثو الفن الحزبيون، نقاد الفن المؤهلون سياسيا – هم الذين يُبقون على النزعة السادية في الداخل والابتسامةتجاه الاعداء من الخارج.
في الجيل الاخير بدا واضحا جهد هائل من “الحزب” ليس فقطلتقرير ما هي “الحقيقة” وما هو “الكذب” من خلال الصحافيين بل اساستحديد من هو الصحافي ومن هو ليس “صحافيا“. هذا هو تفسير حديثالطرشان في الاستديوهات على نمط “انت تكذب“، هذا “كذب“! ويوجد ماهو شرعي: “توجد أراء محظور السماح بها“. ينبغي التمييز بين “الاعلام اليساري” وبين الاعلام الذي يسيطر عليه “الحزب“. يعرف “الاعلام اليساري” بحرية التعبير؛ وسيطرة الحزب هي ما نبدأ نحن في رؤيته فيصورة “ثقافة الالغاء والشطب“.