ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم أرئيل كهانا – الصور من ديمونا تلمح بعودة الخيار العسكري

اسرائيل اليوم – بقلم أرئيل كهانا  – 26/2/2021

التلميحات الصغيرة، الى جانب التصريحات العلنية، تتجمع لتصبح خطوة واضحة: اسرائيل تعيد الى الطاولة الخيار العسكري. يمكن الافتراض بثقة بان هذا هو التفسير للنشر المفاجيء أمس عن الاعمال لتوسيع المفاعل الذري في ديمونا. فالاعمال ليست هي القصة بل التوقيت الذي سربت عنها وكالات الانباء الدولية. فأحد ما يريد أن يطلق اشارة للعالم بان اسرائيل تشحذ السيف.

ومن هو مطلق الاشارة؟ رئيس الاركان قال اقوال واضحة قبل شهر. “وجهت تعليماتي للجيش الاسرائيلي لان يعد بضعة مخططات عملياتية غير المخططات القائمة”، اقر رئيس الاركان افيف كوخافي ما نشره يوآف ليمور في “اسرائيل اليوم”. ويشدد رئيس الوزراء من على كل منصة على معارضته نية الولايات المتحدة العودة الى الاتفاق النووي. وهذا هو ايضا موقف الجيش الاسرائيلي، الموساد، وزير الخارجية اشكنازي، السفير اردان، رئيس هيئة الامن القومي بن شباط، وعمليا كل الساحة الاسرائيلية.

كما أن كل القيادات متفقة على أنه في هذه المرحلة يجب اعطاء فرصة لحوار وثيق مع الامريكيين يجري منذ الان. فقد تحدث نتنياهو طويلا مع الرئيس بايدن، وتحدث اشكنازي مع وزير الخارجية بلينكن ثلاث مرات، وبن شباط مع نظيره جيك سالبيان اكثر من مرة وكذا السفير اردان مع البيت الابيض ووزارة الخارجية معا.

ان عرض المبررات المقنعة لماذا تعد العود الى الاتفاق من العام 2015 سيئة للقضية نفسها بل ولم تعد ذات صلة للعام 2021، الى جانب العناد الايراني الموجود في هذه اللحظة بوفرة، كفيل بان تدفع الادارة في نهاية المطاف الى عدم العودة الى الاتفاق النووي. هذا هو أمل المحافل الاسرائيلية، وهكذا يجد تعبيره ايضا في البحث الحاسم الذي اجراه نتنياهو في بداية الاسبوع.

بخلاف الاحاطات التي قدمتها محافل مجهولة وكأنه توجد خلافات عسيرة في القيادة، فان الواقع هو انه في ذاك البحث ايضا وبالعموم ظهرت فوارق طفيفة وطبيعية بين المسؤولين الاسرائيليين. وتبدو تلك الاحاطات كاستمرار لحملة التشهير الشخصي ضد رئيس هيئة الامن القومي مئير بن شباط او كمحاولة لاحباط موقف القيادة السياسية مرة اخرى، مثلما اعترف مئير داغان انه فعل في عهد اوباما. ولكن ليس مثلما كان في ذلك الوقت، فان الجميع اليوم يتفقون على أن العودة الى الاتفاق النووي سيئة جدا وانه ينبغي الحديث مع الامريكيين ويتوجب في هذا الوقت العودة الى الخيار العسكري. لعله توجد اراء مختلفة بالنسبة لفرص الاقناع.

ولما كان هناك اجماع كهذا، فان اسرائيل تستعرض العضلات بالفعل ومرة اخرى تهدد بـ “امسكوني” وتستعد لحالة ان تندفع ايران بالفعل نحو القنبلة وتقف الولايات المتحدة جانبا. واضح لكل القيادة بان على الجيش الاسرائيلي بالفعل ان يكون جاهزا لعمل عسكري مستقل في مثل هذه الحالة.  

تفيد التجربة بان طريقة التهديد تحقق نتائج. ففي كتاب براك اوباما “ارض الميعاد” يكشف النقاب عن ان تخوفه من هجوم اسرائيلي في ايران كان احد الاعتبارات التي وجهت خطاه.  “لقد رأت اسرائيل في ايران نووية تهديدا وجوديا، وحسب التقارير فقد أعدت مخططات للهجوم على المنشآت النووية الايرانية. كل عملية أو خطوة غير موزونة كان من شأنها أن تجر الشرق الاوسط – والولايات المتحدة – الى نزاع آخر”، كتب الرئيس الامريكي الاسبق. كما أن هذا التخوف دفع اوباما لان يفرض على ايران عقوبات عموم عالمية شديدة. هكذا في تلك الايام، هكذا في هذا الزمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى