اسرائيل اليوم / بدلا من حظر التصوير – اعيدوا الردع

اسرائيل اليوم – بقلم عكيفا بغنون – 20/6/2018
يمكن أن نتفهم الدافع لسن قانون يحظر تصوير جنود الجيش الاسرائيلي في اثناء النشاط العملياتي. فتصوير قوات الامن في اثناء عملهم بالفعل يمس باداء الجيش، من شأنه ان يعرض حياة الجنود للخطر، وفي عصر التحرير الفني المغرض والاعلام المعادي – يمكنه ايضا ان يؤدي الى المس بالمصلحة الوطنية. المشكلة في تشريع القانون الجديد ليس في تشخيص التحدي الذي جاء ليصلحه، بل في شيء آخر تماما: ببساطة، لا حاجة للقانون، وتشريعه لن يغير شيئا.
فكروا في ذلك. سلوك جندي من الجيش الاسرائيلي امام السكان المدنيين، هو أمر يوجد بشكل حصري ضمن صلاحيات الجيش. والمصورون المعادون ليسوا التحدي الوحيد الذي يتصدى له الجنود؛ فما العمل عندما يشتم جنودنا؟ ما العمل عندما يدفعون، يبصق عليهم او يرشقون بالحجارة؟ كل هذه انواع من الاحتكاك والعنف يتعرض لهما الجنود على اساس يومي. والحل لهذه المشاكل يوجد ضمن صلاحيات القيادات العسكرية. يمكن حلها من خلال الاوامر – تعليمات فتح النار او استخدام القوة؛ وعند الحاجة، من خلال وضع قواعد تقررها الاوامر العسكرية الخاصة الصادرة عن اللواء.
في اطار هذه الادوات – التي يستخدمها الجيش يوميا – يمكن ان تحل ايضا مشاكل التصوير والتوثيق المعادي. هذه امور كل جيش يتصدى لها في كل مكان في العالم. اليساريون عندها لم يخترعوا التصوير، ولا حاجة لان يعيد الجيش الاسرائيلي اختراع الدولاب: ان يرغب فقط.
كما أن القانون لن يجدي نفعا. فتطبيق القانون سيعود الى اولئك القادة والجنود الذين سيتعين عليهم ان يلقوا القبض على المصورين وان يقدموهم الى المحاكمة، فبم أجدت الكنيست في تشريعه؟ كيف سيدفع قانون سنته الكنيست بالجنود وبالقادة لان يتصرفوا بشكل مختلف، في مجال يوجد على أي حال ضمن صلاحياتهم؟ هل ستقام وحدة خاصة هدفها انفاذ قانون حظر التصوير؟ هل ستخصص ميزانيات ووسائل خاصة للقبض على مصوري الارهاب؟ ام لعله سيتم تطوير نظرية قتالية خاصة لمعارك “الببراتشي”؟
الحقيقة هي أن الجيش الاسرائيلي يمكنه منذ اليوم ان يحل مشاكله؛ اما هو فببساطة لا يريد. الجيش الاسرائيلي يعمل اليوم مرات غير قليلة انطلاقا من الضعف والدونية. فهو يمتنع عن تنفيذ امور اعتبرت اساسية قبل عشرين وثلاثين سنة. فرض المنطقة العسكرية المغلقة وحظر تصوير الجنود في الاعمال العملياتية – هذه كانت جزءا من سلة وسائل ردع جنود الجيش الاسرائيلي، والتي ضاعت منذ زمن بعيد. فمن كان يتجرأ في الماضي على رفع اليد على مقاتل اسرائيلي؟ من تجرأ على شتمه، البصق عليه، تصويره من مسافة الصفر؟ لقد أدمن الجيش الاسرائيلي على العصر الجديد للقتال ما بعد الحديث، عشق “الاحتواء” وطور تعلقا عملياتيا بالتويتر. فما العجب في أن طفلة غبية مثل عهد التميمي اصبحت بطلة “المقاومة”؟
انا أتفهم روبرت اليتوف. في ضوء عجز الجيش وعدم قدرة القيادة السياسية على اجراء تنظيف للاسطبلات في الجيش وتغيير الميل – لا تتبقى للنائب غير الادوات البرلمانية، وهو يفعل الامر الوحيد الذي يمكنه أن يفعله.
بدلا من الدخول في شقاق زائد على تصريح القانون، الذي لن يخرج منه أي شيء، من الافضل الانكباب بكل النشاط على المعركة الجدية، الوجودية الحقيقية لجيلنا: المعركة على طابع الجيش الاسرائيلي وأمن الدولة.