ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم / بحث: انسحاب من يهودا والسامرة – خطر وجودي

اسرائيل اليوم – بقلم  ارئيل كهانا  – 23/1/2019

بينما تتأخر خطة السلام لادارة ترامب “خطة القرن” يحذر بحث جديد من ان انسحابا مستقبليا من يهودا والسامرة سيضع إسرائيل امام خطر وجودي. البحث الذي وضعه الباحث العسكري واللواء احتياط غرشون هكوهن يشكك بفكر معظم كبار رجالات جهاز الامن في الماضي وفي الحاضر. في قلب البحث، يشدد هكوهن بان تغير شكل الحرب في العقود الأخيرة من المواجهة التقليدية بين الجيوش الى مواجهات تشرك السكان المدنيين، هذا التغير بالذات يلزم باستمرار تواجد إسرائيل في المناطق التي لم تسلم بعد للفلسطينيين.

في البحث، الذي صدر عن مركز بيغن – السادات، يحدد هكوهن سلسلة من السيناروهات التي من شأنها أن تتطور اذا ما خرج الجيش الإسرائيلي من مناطق أ و ب في يهودا والسامرة. وهو يحذر من أنه مثلما حصل في جنوب لبنان وفي قطاع غزة، في حالة انسحاب إسرائيلي، فان منظمات الإرهاب ستجعل منازل المواطنين العرب في يهودا والسامرة ميادين قتال، من خلال تلغيم الشوارع وجعلها مخازن للصواريخ مثلا.

وجاء في البحث أنه “تشوشت حتى الاختفاء المقصود قدرة الفصل بين المجال العسكري وبين المجال المدني. فساحة الحرب تنقل الى المجال المبني وتدخل أساسا الى غياهب المجال المديني”. مشكلة متوقعة أخرى هي حفر انفاق من أراضي الدولة الفلسطينية الى داخل إسرائيل.

“ان تجريد الدولة الفلسطينية من السلاح ليس قابلا للتحقق، مثلما ثبت بشكل لا لبس فيه من الفشل المدوي في تجريد قطاع غزة من السلاح في اطار مسيرة أوسلو”، كما يكتب هكوهن ويضيف بان “المنطق الحربي لحزب الله، الذي تبنته حماس، ستتبناه على نحو شبه مؤكد يهودا والسامرة بعد الانسحاب الإسرائيلي”.

وهو يشرح انه في هذه الظروف، في كل حالة يخرج فيها هجوم عسكري من الدولة الفلسطينية نحو إسرائيل، سيجد الجيش الإسرائيلي صعوبة في الرد بالهجوم مثلما حصل في لبنان وفي غزة.

يدور الحديث عن “سيناريو أمني خطير للغاية. فالتواجد بين المدنيين يجعل الجيوش مكشوفة بهجمات الإرهاب… في هذه الظروف من شأن القوة المهاجمة ان تتكبد إصابات عديدة، ناهيك عن خسائر واسعة في أوساط السكان المدنيين بشكل من شأنه أن يؤدي الى فقدان الشرعية داخليا ودوليا لدرجة المخاطرة في تحقيق اهداف الحرب.

كما يحذر هكوهن من قتال متعدد الجبهات مثلما هو متوقع منذ اليوم في لبنان وفي سوريا. “سيناريو قتالي متزامن في قطاع غزة وفي لبنان بات يعتبر منذ الان سيناريو معقول، فما بالك ان القطاع سيشكل جزءا من الدولة الفلسطينية التي ستقوم. وانضمام التهديد من دولة فلسطينية في يهودا والسامرة، من شأنه أن يعرض رد الجيش الإسرائيلي ويضعه في ضائقة شديدة”.

بينما يدعي الكثيرون من كبار رجالات الساحة السياسية – الأمنية بانه يتوجب الانفصال عن الفلسطينيين، يعتقد هكوهن بان الوضع الحالي بالذات، حيث يوجد استيطان إسرائيلي في عمق المنطقة، يجلب منفعة سياسية وأمنية كثيرة.

“يكفي النظر الى مصاعب القتال التي تواجهها جيوش العالم في عقود أخيرة – في أفغانستان، في العراق وفي سوريا ضمن أمور أخرى، واساسا في مناطق مدينية كبيرة كالموصل وحلب – كي نفهم عمق الغرور وانعدام المسؤولية اللذين في تجاهل الخطر الأمني – الاستراتيجي الوجودي الكامن في انسحاب شامل من يهودا والسامرة وغور الأردن وإقامة دولة فلسطينية في هذه المناطق”، هكذا يهاجم غرشون الفكر السائد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى