ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – ايران تبحث عن اهداف للانتقام

اسرائيل اليوم – بقلم  يوآف ليمور – 13/4/2021

ايران لن تتوانى عن الرد على الضرر في نتناز، ولكن على اسرائيل أن تحذرها من أن اي اصابة خفيفة أم خطيرة  لن تمر عنها مرور الكرام وسيكون الرد مدويا “.

المعلومات التي تدفقت امس من ايران ومن مصادر اخرى لم تعرض صورة موحدة للضرر الذي لحق بالمنشأة النووية في نتناز.

ومع ان التقارير في الغرب قضت بانه لحق ضرر جسيم لشبكات الكهرباء في المنشأة مما اخرجها عن الاستخدام لاشهر طويلة، ولكن في المقابل ادعت محافل رسمية في ايران بان المنشأة تؤدي مهامها وفي الايام القادمة ستركب أجهزة طرد مركزي متطورة تحل محل تلك التي تضررت.

ليس هذا نقاشا نظريا. فالضربة لنتناز جاءت، وفقا للتقديرات، لتأخير البرنامج النووي الايراني  ولحرمان ايران من ورقة مساومة هامة في المفاوضات التي تجريها مع الولايات المتحدة على العودة الى الاتفاق النووي. واذا كانت المنشأة تضررت بشدة حقا – وكل الاف اجهزة الطرد المركزي  فيها خرجت عن نطاق الاستخدام – فسيستغرق وقت طويل، اشهر الى أن تتمكن من العمل مجددا بانتاجية كاملة. ويمكن للامريكيين ظاهرا أن يستغلوا هذا الوقت كي يتوصلوا الى  اتفاق نووي محسن اكثر من ذاك الذي وقع في 2015.

السؤال المركزي الان هو كيف سيتصرف الايرانيون. مباشرة تجاه اسرائيل وفي مسألة الاتفاق النووي ايضا. الفرضية السائدة لا تزال هي انهم سيتطلعون للعودة الى الاتفاق شريطة أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات عنهم. ومع ذلك، فانهم كفيلون بان يطلبوا مثلا ضمانات الا تضرب اسرائيل المنشآت على الاراضي الايرانية، وهو التعهد الذي لن توافق اسرائيل على اصداره.

الفرضية هي أن ايران لان توافق على العودة الى الاتفاق دون رفع كامل وفوري للعقوبات. العكس هو الصحيح: هي كفيلة بان تحاول استغلال الحدث الاخير كي تصلب مواقفها في المفاوضات. ويبدي الزعيم الاعلى خامينئي على اي حال شكوكا كثيرة تجاه الامريكيين ويحتمل أن يختار الانتظار الى أن تتضح نواياهم.

الى جانب ذلك، ستكون ايران مطالبة بان تحسم اذا ما وكيف سترد على اسرائيل. التقديرات في هذه الحالة وهذه ايضا هي فرضية العمل في جهاز الامن – هي ان ايران سترد. عمليا، ايران تبحث عن رد كهذا منذ تصفية مسؤول المشروع النووي محسن فخري زادة التي نسبت للموساد في تشرين الثاني الماضي.

اما تراكم الاحداث منذئذ، مع التشديد على المعركة البحرية التي انكشفت مؤخرا، فقد اكد فقط الحاجة الايرانية الى الرد وذلك ايضا كي  تهدد الرأي العام في الداخل وكذا في محاولة لخلق ميزان ردع متبادل جديد تجاه اسرائيل. يمكن الافتراض بان ايران تبحث عن هدف يكون مناسبا وقيما بما يكفي. ولكن ان يكون ايضا هدفا لا يثير رد فعل مضاد اكثر فظاظة من اسرائيل.

مثال على ذلك، انكشف امس، هو محاولة اجهزة الاستخبارات الايرانية اغراء اسرائيليين للوصول الى  الخليج، حيث خطط الايرانيون لخطفهم او قتلهم. هذه طريقة عمل معروفة سبق أن استخدمتها طهران ضد معارض النظام، وموجهة الان ضد اهداف اسرائيلية. مشكوك أن يكون الهدف هو فقط رجال اعمال او مواطنين عاديين، ومعقول أن تكون الغاية في مداها الاخير هي الوصول الى  اهداف قيمة اكثر بكثير.

لقد جاء كشف الخطة لتحذير الاسرائيليين الذين يمكن أن يكونوا هدفا محتملا للاصابة ولكن ايضا للايضاح للايرانيين بان مؤامرتهم الحالية احبطت. محظور أن نفهم من ذلك ان ملف الانتقام اغلق. العكس هو الصحيح؛ ايران غاضبة وتبحث عن رد سريع وأليم. وهذا يستدعي من اجهزة الامن الاسرائيلية اليقظة القصوى التي تلزم كل اسرائيلي يتجول في العالم بتكليف او بشكل شخصي بالحذر الاقصى، كما يلزم بنقل رسائل واضحة لطهران بان كل اصابة، خفيفة أم خطيرة لن تمر مرور الكرام وستؤدي الى رد مضاد مدوٍ. فقط هكذا تبقي اسرائيل يدها هي العليا وتمنع الانزلاق الى معادلات ردع خطيرة مع ايران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى