ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم: الكابنت يقرر التخلي عن الاسرى في غزة

اسرائيل اليوم 1/9/2024، يوآف ليمور: الكابنت يقرر التخلي عن الاسرى في غزة

وزراء الكابنت لم يفهموا أو لم يريدوا أن يفهموا، على ماذا صوتوا يوم الخميس ليلا. فقد طولبوا بان يحسموا في مسألة جزئية – البقاء في محور فيلادلفيا – والتي قطعت عن قصد عن المسألة الاوسع لصفقة الاسرى، والمسألة الأعلى – ما هي اهداف إسرائيل في الحرب.

ان تصويتا نزيها، فيما لو حصل شيء كهذا – كان سيضع معضلة اكثر تعقيدا: هل يؤيد الوزراء البقاء في محور فيلادلفيا مع العلم ان معنى قرارهم هو ترك 30 مخطوفا حيا (عدد المحررين المرشحين للصفقة) في غزة لفترة زمنية غير معروفة. معقول ان يكون بعضهم على الأقل، حسب تصريحاتهم في الماضي، كانوا سيصوتون بشكل مختلف.

ولو كان البحث جديا حقا كما يفترض بمباحثات الكابنت لطرحت امامه مسألة أوسع بكثير: هل الوزراء يؤيدون البقاء في محور فيلادلفيا، والذي معناه استمرار الحرب في غزة، وكذا استمرار الحرب في الجبهات الأخرى وعلى رأسها الشمال في ظل التخفي عن إمكانية تسوية واسعة والدفع قدما بالخطة السعودية التي تمنح إسرائيل افقا إقليميا جديدا. او بكلمات أخرى: استمرار المراوحة القائمة (السياسية، الأمنية والاقتصادية) حيال الامكانية الكامنة لترميم سريع في كل جبهة ممكنة. 

مسألة فيلادلفيا – تكتيكية

ان خيار الوزراء لفيلادلفيا مخيب للامال ليس فقط بسبب ضحالة البحث والتفكير وقصر النظر الاستراتيجي. بل بسبب أنهم اقتيدوا بعيون مفتوحة نحو هوة أخلاقية ومهنية. أخلاقية لان معنى قرارهم هو التخلي عن الاسرى في غزة، الذين تركتهم إسرائيل لمصيرهم في 7 أكتوبر وتتركهم منذئذ في كل يوم من جديد، والان بقوة اكبر على خلفية الصفقة التي على جدول الاعمال. مهنيا، لان جعل محور فيلادلفيا نقطة ارخميدس في أمن إسرائيل هو امر غير جدي، على أقل تقدير. وبالتأكيد فيما أنه تقف بالمقابل جملة مسائل  امنية اكثر أهمية باضعاف – من النوع الإيراني، عبر إمكانية الحرب مع حزب الله في الشمال وحتى الإرهاب في الضفة الذي يرفع الرأس في الأسابيع الاخيرة الى مستويات مقلقة. 

ان البقاء في محور فيلادلفيا هو موضوع تكتيكي. فقد أوضح جهاز الامن بانه سيعرف كيف يعطي حلولا لخطر التهريب، وان الحديث على أي حال يدور عن موضوع قصير الموعد: ستة أسابيع من وقف النار في المرحلة الأولى من الصفقة لا يمكن لحماس فيها أن تعود لاستخدام الانفاق التي دمرت او تحفرها من جديد. هذه الاعمال تستغرق اشهرا وفي هذا الزمن ستعرف إسرائيل كيف تنظم امورها – سياسيا، عملياتيا وتكنولوجيا – كي تضمن الا يتجدد طريق التهريب السريع تحت المحور.

ان القرار للقاء في فيلادلفيا يدل على أمرين. الأول هو ان بنيامين نتنياهو لا يريد الصفقة او انه مستعد لان يخاطر بالاسرى في غزة في انتظار صفقة كاملة لن تصل. والثاني هو أنه بخلاف تصريحاته العلنية ووعوده لعدد كبير من الزعماء في العالم، فان إسرائيل تعتزم البقاء للحكم في قطاع غزة، أي لحكم مليوني فلسطيني مع كل معاني ذلك السياسية (حيال الولايات المتحدة، أوروبا واساسا مصر)، الأمنية (قوات كبيرة، قتلى كثيرين، عشرات أيام أخرى من خدمة الاحتياط لكل جندي في الضفة) واقتصاديا (مليارات الشواكل في السنة فقط وعشرات المليارات اذا ما اضطرت إسرائيل للإبقاء على غزة من ناحية مدنية أيضا) لمثل هذا القرار. 

على كل هذا لم يكن وزراء الكابنت مطالبين بان يصوتوا. لم يسألوهم أيضا اذا لم يكن حان الوقت بتركز الاهتمام على الشمال الذي يتعرض للضرب منذ 11 شهرا دون افق ودون أن يدخل حتى الى اهداف الحرب، من ناحيتهم تقلص البحث الى نعم/ لا فيلادلفيا، مسألة صبيانية ذكرت قليلا بدعوة ارئيل شارون الراحل في مركز الليكود “من مع تصفية الإرهاب”. 

معركة صراخ مع غالنت

مقلق جدا ان نكتشف ان هكذا تدار الأمور في محفل يفترض ان يقرر مصيرنا. مقلق ان رئيس الوزراء يحتقر هكذا وزراءه، ومواطنيه، ومقلق ان وزراءه مستعدون لان يسمحوا بذلك. اقوال الوزير رون ديرمر في البحث عن أن “رئيس الوزراء يمكنه أن يفعل ما يريد، دلت على مزاج خطير في محيط نتنياهو، المقتنع بانه حاكم وحيد من حقه أن يفعل بإسرائيل كما يشار. وعليه فهو أيضا انجر (بخلاف طبيعته) الى معركة صراخ مع وزير الدفاع يوآف غالنت: نتنياهو ببساطة غير قادر على ان يتعايش مع حقيقة أن أحدا يكشف عورته على الملأ ولهذا فقد سارع أيضا للتصويت كي “ينتصر”، والى الجحيم بثمن هذا النصر.

يوم الجمعة صباحا، بعد بضع ساعات من التصويت خرج نتنياهو الى مطعم في قيساريا. كان هذا استعراضا رهيبا لانغلاق الحس وانعدام التواضع دل كم هي واسعة الفجوة بين الزعيم المحب للاستمتاع والـ 107 مخطوفين الذي حسم مصيرهم قبل وقت قصير من ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى