ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم –  الخطر الحقيقي من حمزة : شعبيته

اسرائيل اليوم– بقلم  عوديد غرانوت – 5/4/2021

” حساسية المملكة تجاه اي تحرك مضاد ورد فعلها السريع يعود الى الوضع الاقتصادي الاردني الصعب وشعبية الامير حمزة والتأييد الذي يحظى به في الشارع الاردني “.

       حاول وزير الخارجية الاردني أمس القاء الضوء على ملابسات الاعتقالات الليلية لمسؤولين كبار في المملكة. ولكن مما رواه يؤخذ الانطباع بان السبب الحقيقي للدراما هو في اقصى الاحوال اقوال ومخططات، قد تكون نسجت في الخفاء مما هي افعال حقيقية. فلم تقتحم الدبابات قصر الملك في عمان ولم يكن عرش الملك عبدالله في خطر حقيقي.

       يمكن الافتراض بانه لو كانت لدى الملك الاردني أدلة على تخطيط انقلاب حقيقي من جانب الامير حمزة،  لكان اقتاده الى السجن ولم يكتفِ بالاقامة الجبرية التي فرضها عليه.

       اقبل اكثر من خمسين سنة تنبأ البروفيسور منفرد ألفرن من اهم المستشرقين بان مصير الملوك في منطقتنا حسم، وهم سيختفون من حياتنا في غضون بضع سنوات. لقد اخطأ، بالطبع. فالربيع العربي الذي اسقط طغاة قدامى كمبارك والقذافي تجاوز بشكل عجيب الممالك وترك كل الملوك على عروشهم؛ من ملك المغرب في الغرب وحتى ملك السعودية وملوك دول الخليج.

غير أن ذاك الربيع أو الشتاء العربي جعل المتبقين الكبار ملوكا أكثر قلقا وتوترا على حكمهم. بعض منهم  على الاقل مقتنع بان الخطر الحقيقي يحدق بهم ليس بالذات من صفوف الجيش وقوات الامن، بل اكثر من ذلك من البيت. من النار من داخل المجنزرة. قبل سنة بالضبط أمر ابن الملك السعودي، محمد بن سلمان باعتقال ثلاثة من ابناء العائلة المالكة، وبينهم أميران كبيران بتهمة “محاولة انقلاب”. وعمل الملك عبدالله الاردني اول أمس وفقا للوصفة اياها بالضبط.

       فضلا عن ذلك فان تخوف الملوك من الخيانة في داخل العائلة المالكة الموسعة ينخرط جيدا ايضا مع تطلعهم الطبيعي لترك الخلافة لابنائهم على باقي الاقرباء الآخرين. والامثلة لا تنقص. قبل اقل من اربع سنوات أطاح سلمان ملك السعودية بابن اخيه محمد بن نايف، كيف يعين ابنه، محمد، وليا للعهد. الحسين ملك الاردن،  على  فراش الموت،  أطاح باخيه الحسن، كي  يعين عبدالله ابنه  للجلوس على عرشه.

       وهكذا، مخلصا لتقاليد تفضيل الابن على قريب العائلة، حرص الملك عبدالله على نزع منصب ولي العهد من أخيه حمزه، كي يعين في المنصب ابنه الحسين، الذي في الشهر الماضي فقط حاول أن يثبت مكانته من خلال مشادة مع اسرائيل على عدد الحراس الذين سيرافقونه الى الحرم.

       حتى هذه اللحظة ليس واضحا على الاطلاق كم بعيداسار حمزة، الى ما بعد اعترافه نفسه في الشريط الذي هربه بانه لم يكن شريكا في اي محاولة انقلاب، ولكنه انتقد الفساد المنتشر منذ سنين في قمة المملكة.

       ولكن الرد المتسرع من الملك والاعتقالات الليلية تشهد على الحساسية الشديدة في قصر الملك في الاردن تجاه كل ظل محاولة انقلاب وعلى الاعصاب المتوترة.  يوجد لذلك عدة اسباب اساسية. الاول  – الوضع الصعب للاردن الذي يصارع جائحة الكورونا، والاقتصاد الاردني الذي يصعب عليه مواجهة العجز الهائل والبطالة المستشرية، والذي لم يتلقَ الا القليل من الاكسجين بفضل قرار الكونغرس الغاء قرار الرئيس السابق ترامب لتقليص المساعدات الخارجية المقدمة الى الاردن.

       سبب آخر يرتبط بلا شك بحقيقة أن حمزة، ابن 41، مع تعليم عال واسع اكتسبه خارج الاردن وسجله العسكري الغني كقائد عسكري كبير في قوات المدرعات، هو شعبي وكاريزماتي اكثر باضعاف من ولي العهد، الحسين بن عبدالله. اضافة الى ذلك، فانه يحظى بتأييد بعض من زعماء العشائر في الاردن، الذين هم السند الاساس للنخبة السلطوية في المملكة. في المظاهرات الكبرى التي كانت في الاردن قبل نحو ثلاث سنوات على خلفية الازمة الاقتصادية، رفع اسم حمزة كمن هو جدير أكثر من الحسين لمنصب الخليفة.

       في قراره قصقصة اجنحة حمزة كي يزيل كل تهديد حقيقي أو وهمي على حكمه، نال الملك عبدالله تأييدا جارفا من الولايات المتحدة، الغرب ومعظم دول العالم العربي. الرسائل المهدئة بشأن استقرار الحكم في المملكة والتي نقلت من عمان الى القدس تشهد على أنه رغم التوتر السياسي السائد بين الدولتين، فان الملك يولي اهمية كبيرة ايضا للاسناد من جانب اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى