اسرائيل اليوم: الحرب البرية: ماذا وراء الانتظار الطويل؟

اسرائيل اليوم – 2023-10-21، بقلم ليلاخ شوفال: الحرب البرية: ماذا وراء الانتظار الطويل؟
في بداية اليوم الـ 14 للحرب التي شنت على إسرائيل، تتعاظم الأصوات في الجمهور وفي أوساط الجنود التي تطالب أن يتوقف الجيش الإسرائيلي عن “إضاعة الوقت”، ويدخل بشكل فوري إلى قطاع غزة، كي يقضي على “حماس”، ويعيد المخطوفين. وتدعي تلك الأصوات بأن الانتظار الذي امتد على مدى أسبوعين هو “مراوحة في المكان”، “تردد”، و”عجز”.
هذه الدعوات مفهومة جداً، وبخاصة في ضوء الدم الذي يغلي ويعتمل، وفي ضوء الفظائع التي تواصل الانكشاف، وعندما يكون ما لا يقل عن 203 إسرائيليين بينهم أطفال وشيوخ، يوجدون في أيدي منظمة “الإرهاب” “الإجرامية”.
غير أن قيادة الجيش تشدد على أن من يريد للجيش أن ينتصر ويحقق الإنجاز اللازم ملزم بأن يتحلى بالصبر، وان يفهم ان أياما قاسية ومركبة لا تزال أمامنا.
إن أسباب الانتظار الطويل قبل الدخول إلى قطاع غزة مركبة. أولا، من المعقول جدا الافتراض انه لولا زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، هذا الأسبوع، لكان الجيش الإسرائيلي سيتواجد عميقا داخل أراضي قطاع غزة. ثانيا، الجيش الإسرائيلي، الذي امسك به في 7 تشرين الأول متلبسا مع بنطال ساحل، بكل معنى الكلمة، يحتاج ليستعد ويتهيأ للدخول البري إلى القطاع – أن يعد الخطط المناسبة التي تؤدي إلى حسم واضح، والى إسقاط حكم “حماس”، والى انتظار اللحظة المناسبة التي تفاجئ “حماس” (بالقيود الممكنة) وتسمح للجيش باستغلال امتيازاته.
الحقيقة هي أنه عشية المذبحة الرهيبة كانت لدى الجيش الإسرائيلي خطط جوارير ليوم الأمر، لكن حتى في السيناريوهات الأكثر تشددا فإن ما حدث في 7 تشرين الأوب لم يؤخذ في الحسبان. في شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي طُلب منهم أن يطلبوا خطة بديلة عن عملية عسكرية إسرائيلية لم تبدأ بالمفاجأة (ليس من طرفنا، على الأقل) وتنجح في أن تحقق الإنجاز اللازم. طريقة العمل هذه يفترض أن تحقق الإنجاز، لكن الطريق إلى هناك لن يكون بسيطا، وبالتأكيد ليس قصيرا.
نذكر انه عشية حرب “الأيام الستة” أيضا كان الجيش الإسرائيلي مجندا وجاهزا وانتظر على مدى ثلاثة أسابيع كاملة العملية الإسرائيلية. لكن فترة الانتظار ذاتها نسيت ولا يتذكر الجميع إلا الحرب. الآن، أيضا يمكن فقط الافتراض بأنه عندما ستبدأ العملية، حين يتم اختيارها وفقا لاعتبارات عملياتية، واعتبارات حالة الطقس، وتكون القوات جاهزة، فإن فترة الانتظار لن تعني الجمهور بعد اليوم.
في هذه الأثناء، تستغل وحدات الجيش الإسرائيلي كل لحظة كي تستعد لما سيأتي. في شعبة الاستخبارات وفي “الشاباك” مثلاً يحاولون أن يستخلصوا أكبر قدر ممكن من المعلومات من كل أولئك “المخربين” من قوات النخبة الذين وقعوا في الأسر. يستعد سلاح الجو لمساعدة القوات البرية، وسلاح البحرية جاهز على طول خط الشاطئ للدفاع عن مواقع استراتيجية، ومئات آلاف المقاتلين في النظامي وفي الاحتياط يستغلون كل يوم يمر لصالح التسلح، التدريب، إعداد الخطط التفصيلية، ترتيب الأوضاع، وتوزيع مجموعات الأوامر التي لا تنتهي. قبل لحظة من المعركة تلقى بعض الجنود في النظامي وفي الاحتياط إجازة لبضع ساعات للانتعاش على افتراض انهم في الفترة القريبة القادمة لن يروا أحبتهم.
“اعرف أنه يمكن أن أموت في المعركة”، قال ضابط في الاحتياط، أول من أمس، سيقود جنوده إلى قطاع غزة. “كما أعرف أن رفاقي يمكن أن يسقطوا، وتوجد إمكانية أن نعود بدون نصف الكتيبة. لكننا ملزمون بعمل هذا. لأننا إذا لم ننتصر، وإذا لم نعد إحساس الأمن لكل المواطنين، فإن أبناءنا لن يتمكنوا من العيش هنا في هذه البلاد”.