اسرائيل اليوم / التعيين – بطاقة التعريف للاقتصاد الاسرائيلي
اسرائيل اليوم – بقلم عيران بار-طل – 10/10/2018
بعد مرور اسابيع طويلة من البحث عن مرشحين، ومقابلات علنية وسرية، وبعد يوم من انتقاد محافظة بنك اسرائيل د. كرنيت فلوج بصورة لاذعة التأخير في تعيين المحافظ الحديد، اعلن امس رئيس الحكومة ووزير المالية عن اختيار مرشحهما البروفيسور امير يارون.
حتى الاونة الاخيرة، فإن يارون ابن ال54 عاته اما، لم يتم ذكر اسمه مطلقا كمرشح. وهو غير معروف بنشاطاته العامة. ولكن في مجتمع الاقتصاديين في اسرائيل وفي انحاء العالم هو معروف جيدا.
في سنة 2013 حظي باحترام من قبل لجنة نوبل، التي قرأت عمله، حتى انه اشير الى انه اثّر في عمل الفائزين بجائزة نوبل في تلك السنة لارس بيتر هانسون ويوحين فاما من جامعة شيكاغو، حيث اكمل هناك يارون اطروحته لنيل درجة الدكتوراه.كما ان يارون استدعي من قبل اللجنة لحضور حفل توزيع الجائزة، الامر الذي يشير الى احتمالية ان يكون مرشحا مناسبا لنيل الجائزة في المستقبل.
اليوم هو يدرّس التمويل في احد المؤسسات الرائدة في العالم في هذا المجال، “فيرتون” وهي مدرسة لإدارة الاعمال في جامعة بنسلفانيا، هو خبير للتسعير والعقارات وفي الاستثمار واستراتيجيات الاستثمار المالي وغيره، وفي الاقتصاد الكلي والمالي عموما.
ليس سرا ان نتنياهو في البداية لم يرغب ب”فلوح”،بداية كانت” قائمة بأعمال”، وقبل ان يتم تعينها تم فحص عشرات المرشحين. كما نتذكر، جزء منهم استبعدوا، لاسباب تقنية والجزء الاكبر رفضوا.
ان حقيقة ان رئيس الحكومة ووزير المالية، وصولا الى البروفيسور يارون، تدلل على عمل دؤوب بين اوساط اقسام الاقتصاد في جامعات النخبة في الولايات المتحدة،وربما في دول اخرى، من جولات التعيين السابقة يبدو انه من المهم لدى نتنياهو النكهة العالمية في الشروط المطلوبة لوظيفة من هذا النوع. هذا بالطبع الى جانب الاعتراف بالمهنية في المجال المحدد، الاقتصاد الكلي مع التركيز على التمويل.
مثل يارون يوجد عدد لا بأس به من الباحثين الاسرائيليين في مجالات التمويل يشغلون وظائف اساسية في المجال الاكاديمي في الولايات المتحدة، يدور الحديث عن اسرائيليين تميزوا هنا، وسافروا للدراسة لدرجة الدكتوراه، وواصلوا العمل في وظائف اكاديمية عالية في نفس المجال، في البنك المركزي وفي مؤسسات مالية امريكية ودولية.
العديد منهم لن يوافقوا على ترك اعمالهم البحثية من اجل الوظيفة، وخاصة ليس اولئك من متوسطي العمر مثل البروفيسور يارون. بالطبع، يوجد من بينهم من يستبعدون انفسهم بسبب انعدام المؤهلات او الرغبة في مواجهة تحديات ادارية.
محافظ بنك اسرائيل هو في المقام الاول زعيم وموجه لطاقم مهني داخل البنك، هو ايضا يتولى وظيفة اقتصادية امام الحكومة وهذا امر اكثر تركيباً، وفي النهاية هو الرجل المسؤول عن اموال اسرائيل امام العالم، وامام المؤسسات المالية واصحاب سندات الائتمان للدولة. وفوق كل هذا هو احد رموز الدولة تماما مثل رئيس الدولة.هو يمثل اسرائيل في محافل دولية لها تداعيات على صورة الدولة وقوتها تتجاوز تداعياتها الاقتصادية.
لهذا فان القدرة التمثيلية للمحافظ، ومعرفته بالمجتمع الامريكي الذي هو جزء منه منذ سنوات عديدة، ومكانته المهنية من شأنها ان تكون ذو تأثير اكثر من تجربته الادارية ومن معرفة الجمهور له. في وظائف مهنية، فان انعدام التجربة في التعامل مع وسائل الاعلام، مثلا من شأنه ان يكون امرا في صالحه.
البروفيسور يارون، يتعامل في مجالات مركزية للاقتصاد، وكما قلنا، فإن اجندته هي اجندة اكاديمية بحثية، في المجال التطبيقي، الامر الذي يدلل على انه سيرسم طريقا من المنطق الاقتصادي الذي لا تشوبه المصالح السياسية.
من الواضح ان خطة مثل”ثمن للساكن” لا يمكن ان تتساوق مع الرؤية الاقتصادية الموضوعية، التي جاء منها المحافظ الجديد. السؤال الكبير هو الى اي حد سيعرف كيف يقف امام خطط شعبوية من هذا القبيل. في العام الماضي هاجمت المحافظة التي ستترك عملها هذه الخطة، ولكن كان ذلك بعبارات بسيطة نسبياً.
المحافظ الجديد دخل مباشرة الى داخل حملة انتخابات، وسيكون عليه الوقوف في وجه خطوات شعبوية تميّز فترة كهذه. في العالم يقدرون ان احتمالية حدوث ازمة ائتمان موجودة الان في خطر عال وبالطبع، التحدي الاساسي هو العمل امام البنوك والمؤسسات المالية في البلاد، والتي ليس لها مثيل في العالم. امامه ثمة فرصة تاريخية في هذا المجال، فتح السوق امام المنافسة.