ترجمات عبرية

اسحق ليفانون – الهدف غير الصحيح

معاريف – مقال – 2/1/2019

بقلم: اسحق ليفانون

عدم مراعاة التاريخ الطائفي الحساس للبنان وعدم فهم دقائق الامور في الحياة السياسية والاجتماعية في الدولة على مدى اجيال هو الذي قبع في أساس الاخطاء التي ارتكبناها في حرب لبنان الاولى. يخيل لي أننا في الطريق الى ارتكاب الاخطاء ذاتها.

تتنافس القيادة الاسرائيلية بينها وبين نفسها على من يصرح بحدة أشد تجاه الدولة المجاورة. فقد هدد المتحدثون بالهجوم على البنى التحتية، او كما قال سفيرنا في الامم المتحدة في النقاش الخاص في مجلس الامن في موضوع أنفاق الارهاب: “اذا تجرأ حزب الله على مهاجمة اسرائيل – فسندفنه في الخرائب التي ستحل على لبنان”. فهذه التهديدات ليست فقط غير قابلة للتحقق بل وضارة ايضا.

من الشرعي بل ومن الصواب القول ان لبنان، كدولة سيادية، مسؤولة عما يجري في داخل اراضيها. مشروع ايضا مطالبتها بالعمل وفق هذا المعيار. اما تهديدها بالدمار لان حزب الله يستغل ضعفها فلن يحسن لنا. فالرأي العام العالمي لن يحتمل هذا واصدقاؤنا في العالم لن يقفوا الى جانبنا وهم يشاهدون الدمار والمعاناة للسكان.

حزب الله هو منظمة ارهابية وعدونا. صحيح من جانبنا أن نتعامل معه هكذا بصفته هذه، بل وان نضربه عند الحاجة. فالعالم سيتفهم هذا لان دولا عديدة اعلنت عنه كمنظمة ارهاب بل وغير راضية عما يتسبب به للبنان.

كما ان معظم الجماعات الطائفية في داخل لبنان، والتي تشكل نسيجا اجتماعيا حساسا على نحو خاص، ترى في سلوك المنظمة خطرا حقيقيا على وجود الدولة. المعسكر الدرزي بقيادة وليد جنبلاط، قوات سمير جعجع، كتائب سامي اجميل ومعسكر المستقبل لسعد الحريري – كلهم يرون بحزب الله جهة سلبية ويخافون على مصير بلادهم. كلما عززنا هذه الطوائف، هكذا يقل تأثير حزب الله. اما اذا حققنا تهديدنا في تدمير البنى التحتية في لبنان فاننا سندفع بكليتي يدينا هذه الطوائف الى ذراعي حزب الله، وهي ستضطر الى الاعراب عن التأييد له ولـ “بطولته” في حماية الوطن.

اسرائيل ملزمة بان تفهم دقائق الامور هذه، وان تعمل بموجبها على تعزيز الميل المناهض لحزب الله القائم في داخل لبنان. يدور الحديث كما هو معروف عن منظمة ذات اهداف معادية لنا. والمواجهة معها ستستقبل بتفهم من المحافل اللبنانية الداخلية بل ومن الاسرة الدولية ايضا. اما التهديد برد كاسح تجاهه فهو بالفعل شرعي، ليس هكذا رد الفعل القاسي الذي نوجهه نحو الحكم المركزي في لبنان.

ان فهم دقائق الامور معناه فهم  المصاعب اللبنانية الداخلية القائمة. ان فهم دقائق الامور معناه تجنيد القوى المعارضة لحزب الله باضعافه والسماح لنا بضربة بشدة. اذا ما حقق بالفعل تهديداته ضدنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى