ترجمات عبرية

اسحق لفانون – ما الذي توحيه السعودية لاسرائيل؟

اسرائيل اليوم – بقلم  اسحق لفانون – 12/12/2018

في الاسبوع الماضي، في المداولات على شجب عدوان حماس تجاه اسرائيل في الجمعية العمومية للامم المتحدة، حظيت اسرائيل بمفاجأة من جانب السعودية.

منذ عهد جمال بارودي، السفير السعودي المميز في الامم المتحدة في السبعينيات، تضمنت خطابات السعودية في المحفل الدولي هجومات على اسرائيل. فالبارودي ادعى حتى بانه لا يوجد شعب يهودي، واننا كلنا من انسال الكزريين. اما السفير السعودي الحالي، عبدالله بن يحيى المعلمي، فقد استهل خطابه بهجوم على سياسة اسرائيل بالنسبة للفلسطينيين، وفقا لافضل التقاليد السعودية، وكرر الموقف التقليدي لبلاده المؤيد لحل الدولتين ولشرقي القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية. غير انه وعلى نحو مفاجيء نثر في اقواله جملة ذات مغزى وتجديد مشيرا الى أن السعودية تشجب اطلاق الصواريخ من غزة نحو اهداف مدنية اسرائيلية. بل ودعا الى اتخاذ خطوات عاجلة تضمن وقف فوري للنار.

امامنا انتقاد سعودي صريح، في قلب الساحة الدولية، على اطلاق حماس للنار واسرائيل، دون أي شجب مواز لنار سلاح الجو في غزة. هذه هي السعودية التي لم نتعرف عليها بعد، التي تتأزر بالشجاعة وتعرب علنا عن موقف بعيد عن الموقف العربي العام ويطيب للاذان الاسرائيلية. هذه الاقوال ما كان يمكن أن تقل في محفل مركزي في الامم المتحدة دون تلقي ضوء اخضر من البلاط الملكي في الرياض. فأقوال السفير تعكس السعودية الرسمية، في ضوء التغييرات في الشرق الاوسط وتشديد الصدام بين السنة والشيعة.

هاجم الرئيس المصري انور السادات اسرائيل بشدة في خطابه في مجلس الشعب المصري قبل مجيئه الى القدس، ولكنه عرف كيف يطلق جملة اساسية غيرت الواقع: “انا مستعد لان اذهب حتى نهاية العالم، الى الكنيست، والحديث مع الاسرائيليين”. فهل السعودية تعد التربة للسير في اعقابه؟

في هذه الايام تكثر الانباء عن ان اسرائيل معنية بتأطير العلاقة مع السعودية وجعلها علنية. لا ثقة في أن هذا سيحصل قريبا، ولكن اقوال السفير في الامم المتحدة تبشر بالروح الجديدة في الرياض.

ان حماس وجماعتها، لم ينتقدوا اقوال السفير السعودي مثلما كنا نتوقع. وحقيقة ان السعودية صوتت ضد مشروع القرار الذي يشجب حماس، هي تلميح للفلسطينيين باستمرار دعمها لهم ولحل الدولتين وللمبادرة العربية. كما ان السعودية ينبغي أن تتملص بطريقة ما من الخلاف بين حماس والسلطة الفلسطينية.

وبالمقابل، فان الاقوال التي اطلقها السفير تنديدا بنار حماس على اسرائيل هي تلميح موجه لاذان اسرائيلية، ويحتمل ان تكون الرسالة هي أن سياسة السعودية في المنطقة ستتغير وفقا للتطورات وللاغراض السعودية. هذا جديد. صحيح انه في وسائل الاعلام مرت هذه الاقوال الاستثنائية من تحت الرادار، ولكن يمكن لاسرائيل أن تستمد منها التشجيع، وان تتوقع جديدا آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى