اريئيلا رينغل هوفمان – شرطة بلا ردع

يديعوت – مقال افتتاحي – 25/11/2018
بقلم: اريئيلا رينغل هوفمان
كان للجريمة الاسرائيلية في الشهر الماضي – وليس فقط فيه – مجد كبير! وكان من المشجع جدا لو كنا سمعنا بالمقابل بان شرطة اسرائيل، التي على ما يبدو فقدت تماما قدرتها على الردع (نعم، يوجد شيء كهذا حتى عندما يجري الحديث عن ارهاب داخلي)، تنتظم لاعادة حساب المسار من جديد.
فليس موضوع لا يؤبه له أن يرش مجرمون بالنار منشأة للسجن في دولة اسرائيل، وبالتأكيد ليس عندما يحصل هذا مرتين في غضون خمسة ايام في دولة تدعي انها تحمي سلامة مواطنيها.
لقد بدأ هذا يوم الاربعاء الماضي عندما فتح مجهولون النار من سيارة مارة على معتقل هدريم في السامرة، اطلقوا النار وفروا. حقيقة ان احدا لم يصب بأذى لا تدل الا على شيء واحد: عندما تطلق النار من سيارة مسافرة بسرعة من الصعب الاصابة. بعد يومين من ذلك فتحت النار من رشاشات نحو برج الحراسة – كان مأهولا كما ينبغي التشديد – في سجن ايالون في الرملة. وشرحت الشرطة لنا بان هذه كانت رسالة. رسالة بالاجمال، في اعقاب تشديد الشروط الاعتقالية لمجرم ثقيل يقضي محكوميته بالسجن، وكأن في هذا ما يهديء روعنا.
رسالة لهداريم، رسالة لايالون – ورسالة ايضا لقائدة قسم في سجن ريمونيم فجرت عبوة ناسفة تحت سيارتها، وقيل مجهولون (فكيف حصل انهم دوما مجهولون؟ اليس لدى الشرطة معلومات؟).
وهذا ليس بعد كل شيء. فقبل خمسة ايام اقترب راكبا دراجة مسلحان من سيارة مسافرة في حولون واطلقا النار على السائق من مسافة صفر. حقيقة أن هذا كان في ساعات الصباح، على مقربة شديدة من مدرسة وأمام ناظر بعض التلاميذ المنذهلين، لم تقلق مطلقي النار. ولا اولئك الذين استخدموا العبوات الناسفة على السيارات التي سافرت في مركز حي هتكفا، في مسارات ايالون، في طريق الشاطيء وفي الشارون، ممن يتجاهلون تماما حقيقة ان هذه مسارات سفر مليئة بالسيارات، فلا يأبهون على الاطلاق للامكانية الواقعية جدا في أن يصاب أبرياء ايضا على الطريق. هكذا بالضبط حصل في يافا قبل نحو شهرين، عندما اصيب طفل ابن خمس سنوات بجراح خطيرة في اطلاق نار بين المجرمين. كما أنهم لا يأبهون على ما يبدو من امكانية ان تلاحقهم الشرطة وتحبسهم.
وكل هذا قبل أن نذكر معطيات السنة الاخيرة، التي تفيد بانه منذ بداية السنة شهدت 13 الف امرأة عنفا شديدا، 22 منهن قتلن، فيما أن نحو نصفهن – قتلن رغم انهن اشتكين للشرطة.
بتعبير آخر، اذا ما اجملنا صورة الوضع حتى هذا اليوم، فان المفتش العام الذي وعدنا بمعالجة الجريمة المستشرية والتركيز على الامن الشخصي لمواطني الدولة، ينهي مهام منصبه في ظل تصفير الرصاصات وضجيج الانفجارات، بينما تدفع الاف النساء الثمن الرهيب وبينما يقف الجمهور جانبا مذهولا في ضوء العجز ويتساءل هل ومتى سيصل هذا العنف الى مدخل بيته ايضا.