أقلام وأراء

ابراهيم دعيبس يكتب – متى تصحو … القيادات ؟!

بقلم  ابراهيم دعيبس – 22/11/2020

بالمختصر … وربما المفيد

متى تصحو … القيادات ؟!

الاحتلال يتوسع ويصادر الأرض ويقيم المستوطنات ويدير ظهره لكل من يعارضه، والادارة الاميركية بصورة عامة تقف مع اسرائيل بضغط من اللوبي الصهيوني قوي التأثير، والاتحاد الأوروبي يكتفي بالكلام ولا يتخذ أية خطوات عملية، والأسوأ أن التطبيع العربي مع دولة الاحتلال يتزايد، والمطبعون يتحدثون عن علاقات اقتصادية وتجارية وترويج للمنتجات الاسرائيلية في أسواقهم.

وقد تفاءلنا بعد عدة لقاءات واجتماعات، بأن الانقسام في طريقه الى الزوال لكي نقف معا ومتحدين لمواجهة ما نحن فيه من مأزق مدمر وأمام أبواب مغلقة، ولكن هذا التفاؤل تلاشى بعد أن أعادت السلطة العلاقات والتنسيق الأمني مع الاحتلال، وعدنا الى مربع الانقسام كاملا، وتبادل للمهاترات السياسية.

وزير الخارجية الأميركي بومبيو الذي يبدو صهيونيا أكثر من بعض اليهود، جاء ليزور المستوطنات والجولان ويكرر القول أن المستوطنات ليست غير شرعية، وكذلك أعربت الادارة الأميركية عن مفاجأة سارة، ومكسبا لسياستها المنحازة لاسرائيل بعد قرار السلطة إعادة العلاقات مع الاحتلال.

ووقف الشعب الفلسطيني حائرا حول اسباب اعادة العلاقات مع الاحتلال، وكانت تبريرات السلطة لهذه الخطوة غير مقنعة، والقول بأن اسرائيل أعربت عن التزامها بالاتفاقات مع السلطة ، لم يقنع أحدا لأن اسرائيل تواصل مصادرة الاراضي والاستيطان وتهجير المواطنين ولا تعترف عمليا بأي اتفاق سوى اهدافها التوسعية، حتى في يوم الاعلان عن اعادة العلاقات أقاموا بؤرة استيطانية جديدة وسيطروا على اراض واسعة في منطقة نابلس وبيت لحم، كما ان الاحتلال أعلن عن نيته تسوية حقوق عقارية وتسجيل الاراضي في القدس، تستهدف زيادة تهويد المدينة.

وما يجري في محيط الحرم القدسي ومنع مواطني الضفة من الصلاة في المسجد الاقصى للاسبوع الخامس، هو جزء من عملية التهويد، وكذلك القطار الهوائي الذي يعتزمون تنفيذه هو جزء من عملية التهويد هذه.

باختصار ووضوح، فإن حل الدولتين لم يعد ممكنا من ناحية عملية بعد توسع الاستيطان ومصادرة الارض والتهويد الذي لا يتوقف، واستمرار الحديث عن هذا الشعار بات في سجل الماضي والمنتهية صلاحيته، ولولا وجودنا السكاني لأعلنوا عن ضم الضفة الغربية كلها.

والمطلوب فلسطينيا، هو استعادة الوحدة والموقف الواحد الموحد، واذا كان الاحتلال ضدنا، والعالم يكتفي بالبيانات الكلامية، فاننا نكون ضد انفسنا باستمرار الانقسام ونخدم أهداف الاحتلال ولو بدون قصد، وعلى القيادات في هذه المرحلة التاريخية ان تكون على مستوى المسؤولية، وأي تقصير سيكون كارثة وطنية، وعلى الراكضين وراء الشعارات والخطابات ان يصحوا ويستيقظوا..!!

طعنة قوية في ظهر

«الديمقراطية» الأميركية

ما يحدث في الولايات المتحدة من انقسام وخلافات وتشكيك في صحة الانتخابات الرئاسية يشكل طعنة كبيرة في ظهر الديمقراطية الأميركية، ومجرد الحديث عن تزوير والمطالبة بإعادة فرز الاصوات يشكل أبرز هذه المظاهر.

لقد كانوا يتفاخرون بأنهم قلعة الديمقراطية والحريات السياسية وانهم يشكلون قدوة لبقية دول العالم، ولكن هذه مرحلة انتهت وما عاد احد منهم يستطيع الحديث عنها بعد الفوضى التي تعاني منها هذه «القلعة الديمقراطية»، والاتهامات المتبادلة وتأكيد الرئيس ترامب بأنه هو الفائز وان بايدن وجماعته غير مؤهلين دستوريا.

ويمكن القول، ولو مرحليا وداعا للديمقراطية الاميركية والقدوة العالمية.

جرائم القتل خاصة ضد النساء !!

يعاني مجتمعنا، سواء بالداخل الفلسطيني، او بالضفة وغزة، من تزايد جرائم القتل لأسباب بسيطة أو لخلافات لا قيمة لها، وتعاني المرأة بصورة خاصة من هذه الحالات المؤلمة.

وقد تحدث كثيرون عن هذه الظاهرة التي ترتدي أحيانا أقنعة دينية او تقاليد اجتماعية، ولكن شيئا لم يتغير ولم تتوقف هذه الحالات اطلاقا، وما نزال نعاني من نتائجها.

إن المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق رجال الدين وشيوخ ورؤساء العشائر، بالاضافة طبعا الى السلطة وضرورة تشريع قوانين رادعة ضد الذين يرتكبون هذه الجرائم، وتنفيذ هذه القوانين بلا تردد وعدم ترك الامور للحلول العشائرية التي تخفف من التداعيات أحيانا ولكنها لا توقف هذه العقلية المسيطرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى