أقلام وأراء

ابراهيم دعيبس يكتب – كيف الخروج من مأزقنا السياسي الحالي ؟

ابراهيم دعيبس – 20/9/2020

التطبيع يتسع مع اسرائيل وحتى الجامعة العربية لم تتجاوب ولم تستجب لمطالبنا، وادارة ترامب تزداد دعما وتأييدا لاسرائيل بكل ممارساتها، والذين يؤيدوننا دوليا يكتفون بالكلام والبيانات، ونحن نتحدث عن ضرورة واهمية استعادة الوحدة الوطنية رسميا وعمليا وتشكيل قيادة موحدة للضفة وغزة، ولكن المعنيين لا يفعلون شيئا سوى تكرار التصريحات، والاحتلال وسط هذه الاجواء يزداد غطرسة وادارة الظهر لكل فكرة او مطلب للانسحاب من الضفة التي تمتلئ بالمستوطنات وفيها اكثر من ٤٥٠ الف مستوطن.

هذا ليس تشاؤما ولا نظرة سوداء للوقائع وانما حديث صريح وحقيقي لما نحن فيه من ابواب مغلقة، ويقولها بكل وضوح رئيس وزراء الاحتلال ان القوة هي التي تحقق السلام وان المطلوب ليس الارض مقابل السلام وانما السلام مقابل السلام فقط، وهذا ما بدأ يحصل عليه بالاتفاق مع دولتي الامارات والبحرين، وبالتوافق مع هذه المواقف الاحتلالية، اعلنوا بالامس انهم يخططون الى ما يقوم به المستوطنون خاصة بالاغوار، من توسع ومصادرة للارض واحاطتها بالسياج والاشارات الاحتلالية.

نحن في الواقع نبدو غير قادرين عل القيام بأية خطوات مضادة سوى اصدار تصريحات وبيانات الرفض والاستنكار والتأكيد النظري على مطالبنا بالدولة المستقلة ونهاية الاحتلال وننسى او نتجاهل اننا امام ابواب مغلقة سياسيا ولم يبق امامنا من الناحية العملية سوى حل الدولة الواحدة من البحر الى النهر، وهذا يبدو مستحيلا من وجهة نظر الاحتلال، والاحتمال الثاني هو الخيار الاردني، اي محاولة اقامة فيدرالية بين بقايا الضفة وغزة والاردن وذلك لكي يتخلص الاحتلال من شوكة السكان التي تضرب في حلقة، وهذا يبدو صعبا لاننا نرفض وكذلك الاردن لا يقبل بذلك، لان فيه بدء النهاية للدولة الاردنية وقيام سلطة فلسطينية في النتيجة.

السؤال الاساسي هو كيف نواجه ما نحن فيه وماذا علينا ان نفعل، وباعتقادي ان المخرج من كل هذا هو اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بكل الامكانات المتوفرة ووسط الصعوبات والتعقيدات الكثيرة من الاحتلال وغيره، لكي يختار الشعب قيادة جديدة شابة وقادرة بأي شكل من الاشكال على مواجهة التحديات التي نواجهها والعمل على الخروج من الابواب المغلقة التي تحيط بنا، ومهما تكن النتائج فإنها ستكون في تقديري، افضل مما نحن فيه حاليا.

القيادة الفلسطينية في هذه المرحلة امام مسؤولية تاريخية ومفصلية، وعليها الخروج من دائرة المواقف المكررة والتي انتهى مفعولها منذ سنوات، والبحث عن مخارج جديدة وحقيقية لما نحن فيه….!!

بين معاناة الاغلاق ….. والاسرى

جائحة كورونا تحيط العالم كله بنوع من الكارثة المتزايدة، ونحن جزء من ذلك، ومع فرض الاغلاق «والحشرة» المنزلية يشعر كل انسان بالضيق والضغط وهذا يدفعنا الى التفكير بمعاناة الاسرى الابطال الذين يعانون من الحشرة والاغلاق سنوات طوال وراء جدران السجون .

وللأمانة والصدق، فإن معاناة هؤلاء الاسرى لا تفارق مخيلتي طيلة النهار، وانا اكاد اختنق من حشرة عدة ايام فقط وهم يعانون حشرة عدة سنوات في ظروف اكثر سوءا منا نحن الذين نستطيع الخروج قليلا ولدينا ما يكفي من مؤونة وراحة منزلية وكذلك لدينا الهواتف والتلفزيونات، لكم يا أسرانا البواسل كل التقدير والمحبة والاحترام والشعور معكم ومع اهاليكم وعائلاتكم.

مأساة العنف المجتمعي

لا يكاد يمر اسبوع دون وقوع جريمة قتل او اكثر في الضفة الغربية، ولدى البحث عن الاسباب نجدها تافهة نسبيا ومن الممكن ايجاد حلول لها بالتعامل الانساني المباشر، ولكن الذي يحدث هو العكس تماما ومع اية مشكلة تحدث تسيطر العقلية القبلية والعنتريات الجوفاء وتتطور الامور الى عمليات قتل او هدم منازل او اعتداءات مختلفة.

وهذه الحالة يدفع ثمنها المجتمع بأكمله، وتتحول الى حزازات وخلافات متسعة، ثم يقوم الدور العشائري بمحاولات الاصلاح وانهاء الازمات وهو دور مهم وضروري ولكنه ليس كافيا لان المطلوب هو التربية الانسانية، اساسا التي تبدأ من البيت مرورا بالمدرسة وانتهاء بالمجتمع، وعلى رجال الدين بصورة خاصة ان يعملوا بكل امكاناتهم واتصالاتهم لتغيير هذه العقلية ونشر روح المحبة والتسامع والاخوة بين الناس، كما ان القانون يشكل الاساس الاول لمواجهة هذه القضايا بضرورة تشريع الاحكام الحاسمة في هذا المجال.

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى