إٍسرائيل اليوم: ستبقى احتمالية التصعيد قائمة حتى لو ساد الهدوء
إٍسرائيل اليوم 2023-04-14، بقلم: ليلاخ شوفال: ستبقى احتمالية التصعيد قائمة حتى لو ساد الهدوء
ثمة تأهب أقصى في جهاز الأمن في أعقاب التخوف من مزيد من التصعيد في الأيام القادمة في كل الجبهات – من شوارع القدس والحرم، عبر حدود لبنان، سورية، وغزة ومحاولة وقف مزيد من العمليات في أرجاء البلاد – ما دفع نتنياهو لحظر حجيج الزوار اليهود والسياح إلى الحرم حتى نهاية رمضان، بتوصية رؤساء جهاز الأمن، وبينهم وزير الدفاع، ورئيس الأركان، ورئيس “الشاباك” والمفتش العام.
سبب توصية أجهزة الأمن هو التقدير بأن الحرم هو الذي يقف في بؤرة التصعيد في الأيام الأخيرة، وهو الذي سيبقى يقف في مركز الأمور، اليوم وغدا أيضا.
في جهاز الأمن لا يستبعدون تماما أيضا إمكانية أن يطلق “حزب الله” النار نحو إسرائيل. رغم تهديداته بأنه سيرد على كل عمل إسرائيلي في لبنان اختار أمين عام “حزب الله”، حسن نصر الله، حاليا إلا يرد بالنار أو بطريقة أخرى على الهجوم الإسرائيلي الصغير جدا على أهداف لـ”حماس” في لبنان، بعد صلية 28 صاروخاً نحو الجليل الأعلى في عيد الفصح. ولا تستبعد محافل الأمن إمكانية أن يكون يحتفظ لنفسه بحق الرد. في الخطاب الذي سيلقيه، اليوم (أمس)، سيتناول الأحداث في يوم القدس الذي يحل، اليوم. كما أن نشر بطاريات القبة الحديدية في أرجاء البلاد، وتجنيد بضع مئات من رجال الاحتياط لمنظومة الدفاع الجوي والمنظومة الهجومية لسلاح الجو، يشهد على أن جهاز الأمن ليس مستعدا لأن يأخذ مخاطرات. فالفرضية هي أنه حتى لو لم يطلق “حزب الله” النار نحو إسرائيل لا تزال توجد إمكانية أن تفعل ذلك “حماس”. في مثل هذه الحالة، رغم الرغبة الإسرائيلية في عدم إشراك “حزب الله” في المواجهة لن تتمكن إسرائيل من أن ترد بضبط للنفس كما فعلت في ردها قبل نحو أسبوع، ومن شأن الأمر أن يدخل “حزب الله” أيضا إلى المواجهة مع إسرائيل.
في جهاز الأمن، يخشون أيضا من أن تتواصل سلسلة العمليات الفتاكة في الأسابيع الأخيرة، ولدى محافل الأمن عدد من منزلتين من الإخطارات بالعمليات. في ضوء كل هذا، فإن قوات الأمن ستبقى في حالة تأهب عال إلى ما بعد آخر يوم من رمضان على الأقل في 21 نيسان.
في قيادة جهاز الأمن يأملون بأنه إذا ما نجحنا في أن نجتاز الأيام القريبة دون تصعيد كبير، يحتمل أن تهدأ الأمور قليلا، حتى وان كان لفترة زمنية محدودة جدا، لكن من الواضح للجميع أن الصورة الواسعة لا تبشر بالخير، والتقدير في جهاز الأمن هو أن خطر الحرب يزداد في السنة القادمة، على خلفية التطورات الاستراتيجية في المنطقة.
مصدر الشر، من ناحية إسرائيل، هو إيران، التي تزداد ثقتها بنفسها في ضوء هبوط اهتمام الولايات المتحدة في ما يجري في المنطقة في ضوء بعض التوتر بين واشنطن والقدس، مثلما هو أيضا التقارب بين طهران وموسكو وتموضعها كدولة عتبة نووية. التقدير هو أنه من اللحظة التي يتخذ فيها القرار بشأن الموضوع ستحتاج اقل من أسبوعين حتى تحقق كمية كافية من اليورانيوم المخصب بمستوى 90% لإنتاج قنبلة نووية واحدة.
وحسب تقدير شعبة الاستخبارات، فإن إيران، الواثقة بنفسها، انتقلت إلى وضع من الاستقرار الاستراتيجي مع إسرائيل والرغبة في ضرب إسرائيل بكل سبيل ممكن، حيث ارتفعت في سلم أولوياتها. هذا ما دفع إيران لأن تمول وتدرب محافل فلسطينية أيضا بهدف أن تضرب هذه إسرائيل، وهذا الأمر مقلق على نحو خاص على خلفية ضعف السلطة الفلسطينية، وتقدير أعداء إسرائيل بأن إسرائيل ضعفت في أعقاب الأزمة الداخلية الحادة التي علقت فيها في الأسابيع الأخيرة.
مهما يمكن من أمر، كيفما نظرنا إلى ذلك، فإن الميول الأمنية في المنطقة سلبية، والعوامل التي يمكنها أن تلجم الوضع ليست كافية. في السطر الأخير أمامنا أيام متوترة جدا، ولم يتبقَ لنا إلا الأمل في أن تكون هذه مع ذلك هادئة.