إٍسرائيل اليوم: استعادة الردع من أجل وقف العمليات

إٍسرائيل اليوم 2023-02-28، بقلم: حان غرينوود: استعادة الردع من أجل وقف العمليات
كان هذا قبل بضعة أشهر، عندما كنا في طريقنا إلى بيت أهلي في “كريات أربع”. كانت زوجتي تقود السيارة وكنت أتحدث بالنقال. فجأة قالت لي زوجتي: “يوجد في يده مسدس!”.
أمامنا، على طريق 60، الطريق المركزية في الضفة الغربية، كانت تمر قافلة من السيارات، ومن واحدة منها أخرج مسافر يده، وجه مسدساً إلى السماء، وأطلق صلية من الرصاص.
في السنة الماضية طرأ تدهور في الوضع الأمني في الضفة الغربية، ويقول ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي: إننا قد نكون على شفا تصعيد ذي مغزى على الأرض. فكل يوم ترشق حجارة وزجاجات حارقة على سيارات خاصة وعلى باصات. كل يوم يطلق “مخربون” النار نحو منازل في المستوطنات.
الجيش الإسرائيلي، كما يعرف كل مستوطن، يقوم بعمله بتفانٍ. كل يوم يدخل مقاتلون إلى قصبة نابلس أو إلى أعماق مخيم جنين ويعملون لأجل القضاء على العنف. يوجد “مخربون” يقتلون ويعتقلون في قلب القرى لأجل الحفاظ على السكينة في مدن إسرائيل وعلى طرق الضفة الغربية هادئة قدر الإمكان. غير أن الأمر أحياناً يخلق إحساساً مبالغاً فيه من الأمان على الطرق، ومن السهل النسيان أننا في ذروة حرب أخرى على وطننا – في تل أبيب وفي “يتسهار”، في “رمات هشارون” وفي “ألون موريه”.
في أنظمة فتح النار عند اعتقال المشبوه، كما يعرف كل شخص خدم ذات مرة في الجيش الإسرائيلي هناك حاجة إلى وسيلة، نية وقدرة: الوسيلة، في شكل سلاح ناري، توجد بوفرة. في الجيش الإسرائيلي يقدرون أنه في كل بيت فلسطيني بالمتوسط توجد بندقية أو مسدس. النية، يمكن رؤيتها في الـ”تيك توك”، وبعد العملية الأخيرة نشر شريط تحريض يشرح للجماهير كيفية تنفيذ عملية في صيغة مشابهة، القدرة، كما أثبت “المخربون”، لأسفنا أيضاً موجودة جداً. لهذا السبب، فإن عملية في صيغة حوّارة، لأسفنا كانت مسألة وقت. كانت ثمة محاولات لتنفيذ عمليات مشابهة في السنة الأخيرة في هذه المنطقة، وفي هذه المرة نجحوا في مبتغاهم. منذ أشهر طويلة والمستوطنون في “المناطق” يطالبون بـ”السور الواقي 2″. لا يدور الحديث عن إدخال ألوية دبابات ومشاة إلى جنين بل تغيير النهج، إعادة الردع الذي ضاع. هذا النهج هو الذي ينبغي للدولة أن تتخذه الآن.. نهج يقرر أننا نسيطر في المنطقة، وانتهت كل محاولة لقتل يهود.
ما هو إحساس المستوطن وهو يسافر على الطرق في “المناطق”؟ سُئلت. الإحساس هو الإحساس ذاته قبل 30 سنة، عندما كنت طفلاً ابن 8 سنوات يسافر في قلب الخليل في الساعات المتأخرة من الليل، ورأيت سيارة تقف على قارعة الطريق ومشعلة الأضواء. الإحساس هو الإحساس ذاته الذي شعرت به في نيسان 2022 عندما رافقت محررة إلى سيارتها في يافا ويدي على المسدس بينما ينفذ “مخرب” حملة قتل في شارع “ديزنغوف” وبعد ذلك يشق طريقه نحونا.
يجب القضاء على العنف. سواء أكان موجهاً للمستوطنين في حوارة أم موجهاً للسكان في رعنانا. كفى “إدارة النزاع”، كفى محاولة الحفاظ على المنطقة هادئة بينما يثبت “المخربون” لنا أن المنطقة هي كل شيء إلا الهدوء. كفى عمليات. حان الوقت لتغيير النهج.
لكن ينبغي القول بوضوح إلى جانب الغضب الشديد أن أعمالاً مرفوضة مثل تلك التي رأيناها، مساء أول من أمس، في حوارة تمس بالاستيطان وتلقي بالرضيع مع الماء. لسنا دولة فوضى، لسنا قوزاق، وكل عمل ضد “المخربين” يجب أن يكون فقط حصرياً لقوات الأمن، وبالتأكيد ليس ضد فلسطينيين أبرياء.