ترجمات أجنبية

إيكونوميست: جو بايدن غاضب من إسرائيل لكنه لن يوقف حربها

إيكونوميست 5-3-2024: جو بايدن غاضب من إسرائيل لكنه لن يوقف حربها

66 حزمة من المواد الغذائية انجرفت بالمظلات على شاطئ غزة في الثاني من مارس/آذار، مما أدى إلى ظهور مشهد غير لائق بعد خمسة أشهر من الحرب: فبينما أسقطت إسرائيل قنابل أمريكية الصنع على غزة، أسقطت القوات الجوية الأمريكية وجبات جاهزة. إن عملية المساعدات، التي أجريت بالاشتراك مع الأردن وتكررت في الخامس من مارس/آذار، لم تكن ترمز إلى قوة أمريكا، بل إلى إحباطها إزاء قدرتها المحدودة على التأثير في حرب إسرائيل ضد حماس.

وزاد الرئيس جو بايدن من لهجته تجاه إسرائيل في الآونة الأخيرة، قائلا إنه لن يقبل “أي أعذار” للتأخير في زيادة الإمدادات الإنسانية إلى غزة. وهو يواجه ضغوطاً متزايدة، في الداخل والخارج، بسبب الخسائر المروعة التي خلفتها الحرب، وخاصة النزوح الجماعي لسكان غزة، ومقتل الآلاف من المدنيين، وانتشار الجوع والمرض.

وأبدى بايدن عدم ارتياحه من نتنياهو، وبطرق مختلفة. ففي 4 و 5 آذار/مارس، استقبلت واشنطن وزيرَ الحرب بيني غانتس، حيث منح لقاء مع نائبة الرئيس كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان من بين عدة مسؤولين آخرين. ما أثار حنق نتنياهو الذي لم توجّه إليه دعوة إلى البيت الأبيض منذ تولي بايدن الحكم.

الرئيس بايدن تبنّى، منذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إستراتيجية من أربع شعب: دعم حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، وتدمير “حماس”، منع انتشار الحرب في المنطقة، تحديد الضرر على المدنيين الفلسطينيين، واستئناف محادثات السلام بشكل يقود لدولة فلسطينية. ودفع بايدن بالسلاح إلى إسرائيل، ومَنَعَ حرباً إقليمية، في وقت كثّفت فيه إيران وجماعاتها الوكيلة في لبنان واليمن والعراق وسوريا من هجماتها وعرقلت جماعة الحوثيين حركة الملاحة في البحر الأحمر. لكن بايدن لم يستطع حماية المدنيين الفلسطينيين من الانتقام الإسرائيلي. وشعر أن حكومة اليمين المتطرف التي يتزعمها نتنياهو لم تهتم كثيراً بدعواته المستمرة لحماية المدنيين. وقتل أكثر من 30,000 فلسطينياً، بحسب أرقام وزارة الصحة في غزة. وتم دفع معظم سكان القطاع، البالغ عددهم 2,2 مليون نسمة، نحو الجنوب، حيث تم حشرهم مثل معجون الأسنان في أنبوبة. وتحذر الأمم المتحدة من انتشار الجوع والمرض، وخاصة في شمال القطاع.

“حماس” أضعفت، لكنها لم تهزم، مع أن إسرائيل تقول إنها مصممة على تدمير ما تبقى من كتائب “حماس” في مدينة رفح وحولها، جنوب القطاع، وقريباً من مصر، التي تخشى من دفع الفلسطينيين نحو سيناء. وحذّرت أمريكا مراراً إسرائيل من الهجوم بدون خطة لحماية المدنيين. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن خطتهم بالإنزال الجوي هي جزء من جهود لـ “غمر المحور” بالمساعدات. وهي طرق غير فعالة لتوفير المساعدة وعادة ما تكلف ثلاثة أو أربعة أضعاف نقل المساعدات براً. ولا يزال نقل المساعدات بحراً بعيداً في الأفق. ويبدو أن إسرائيل أصمّت أذنيها لأيّ نداء من أمريكا وفتح معابر أخرى إلى غزة. وزادت الفوضى عندما قتلت إسرائيل شرطة “حماس” الذين يحاولون منع نهب المساعدات الإنسانية، لأنهم رمز سلطتها. كان هذا واضحاً في 29 شباط/فبراير عندما قتل أكثر من 100 فلسطينيي تجمعوا حول شاحنات، وقتل معظمهم “برصاص جنود فزعين”، على حدّ زعم المجلة، أو ماتوا تحت الأقدام.

ومع ذلك واصلت الولايات المتحدة استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد قرارات تطالب بوقف النار في غزة. ودافعت عن إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، والتي طلبت برأي حول التداعيات القانونية لاحتلال إسرائيل المناطق الفلسطينية منذ عام 1967. ووصفت أيضاً دعوى الإبادة التي تقدمت بها جنوب أفريقيا أمام نفس المحكمة بأنها “بدون قيمة”.

إن دعم بايدن لإسرائيل له ثمن، فقد قرر حوالي 100.000 من الديمقراطيين والناخبين العرب الأمريكيين التصويت بـ “غير ملتزم” لدعم الرئيس في الانتخابات التمهيدية في ميتشغان، وهي ولاية متأرجحة مهمة. وكان توبيخاً لبايدن الذي يواجه سباقاً رئاسياً صعباً، في تشرين الثاني/نوفمبر. ودعا بيرني ساندرز، الذي رشح سابقاً نفسه مرتين في انتخابات الرئاسة، لوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل، حالة استمرت الأخيرة بمنع دخول المساعدات الإنسانية.

وقال مات داس، من مركز السياسة الدولية بواشنطن، والذي عمل سابقاً مع ساندرز: “يكشف الإنزال الجوي عن غرابة صارخة في السياسة الأمريكية” و”نقوم بإنزال الطعام على سكان تعمل أسلحتنا على تجويعهم”.

ومع استمرار الحرب الطاحنة، زادت إدارة بايدن من الضغط على إسرائيل في الضفة الغربية، حيث فرضت عقوبات مالية وحظر سفر على أربعة مستوطنين تورطوا بالعنف ضد الفلسطينيين.

وأعلن أنطوني بلينكن، وزير الخارجية، أن المستوطنات لا تتوافق مع القانون الدولي، حيث ألغى سياسة سلفه مايك بومبيو وزير خارجية دونالد ترامب. ويرى بايدن أن المخرج من الأزمة هو التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق للنار قبل بدء شهر رمضان.

ويقول ديفيد ماكوفسكي: “تحاول الولايات المتحدة جمع الأمور لأسبوع آخر، ووضعوا كل بيضهم في سلّة صفقة الرهائن”، و”لو نجحوا فستتدفق المساعدات الإنسانية ويأملون بتوقف القتال الأسوأ”.

وتقول الولايات المتحدة إن إسرائيل وافقت على الخطوط العريضة لهدنة ستة أسابيع، وإن الأمر بيد “حماس”، حسب ما قال المتحدث باسم البيت الأبيض.

وتأمل الولايات المتحدة أن تؤدي الهدنة إلى النقاش حول من سيدير غزة بعد الحرب، وإصلاح السلطة الوطنية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية وإنشاء دولة فلسطينية، وعقد اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل بضمانات أمنية أمريكية.

ويرفض نتنياهو الدولة، وخطته لليوم التالي في غزة تصل إلى حدّ الاحتلال الدائم للقطاع.

ورغم انزعاج بايدن من نتنياهو إلا أنه رفض استخدام أوراق النفوذ الأمريكية، مع أن غيره فعل هذا، فقد منع رونالد ريغان شحنات أسلحة لإسرائيل في أثناء اجتياح لبنان، ومنع جورج هيربرت بوش في التسعينات ضمانات قروض لإسرائيل.

ويبدو أن الدبلوماسية المستقلة التي قام بها غانتس هي تحذير من أن بايدن قد يضع إبهامه على ميزان السياسة الإسرائيلية غير المتزنة. لكن غانتس ليس من معسكر الحمائم، حيث أكد بعد لقائه مع هاريس على “وجوب إكمال المهمة” ضد “حماس”، لكن الأمريكيين يعتقدون أنه شخص مرن وجدير بالثقة. ومن التقوه قالوا إنه حريص على إنجاز اتفاقية تبادل الأسرى.

Economist: Joe Biden is exasperated by Israel but will not stop its war

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى