إيريس ليعال : ماذا يعني أن تكون عربي في اسرائيل

هآرتس – بقلم ايريس ليعال – 27/5/2018
احيانا أتساءل كيف يمكن أن تكون مواطن عربي في اسرائيل. ما هو الشعور اليومي العادي جدا لواقع كهذا. وعندما افكر في ذلك، ومن المخجل عدم التفكير بما يكفي، فانني اقدر بأن الشعور يشبه الوعي الذاتي الثقيل الذي يجب على الشخص أن يحمله معه تقريبا في كل لحظة، لكن في الاساس عند خروجه من البيت: المفاتيح، الهاتف، السجائر، بطاقة الهوية، الهوية العربية. مواطنو الدولة العرب يعرفون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، وأنهم القطاع المكروه اكثر في البلاد. هذه ليست هوية يمكنك نسيانها في البيت عندما تخرج الى الشارع. هم يقرأون الصحف، هم موجودون في الشبكات الاجتماعية، هم يرون التغريدات والتعليقات والردود.
لنفرض أنهم يرون شرطي يرفع صورته مع زملائه بزي الشرطة، يتأهلون قبيل المظاهرة في حيفا. وهم يقرأون الردود: “لنكسر ارجلهم”، هم ايضا يرون أن الشرطي، لنسميه ل.، يضع لايك، أي اعجبني. وهم بالتأكيد يعرفون أن له هوية تحتاج الى تعزيز وأن كراهية العرب تمنح الهوية. هذا الشرطي يجب عليه المصادقة على موقعه في الجالية. ايضا يجب عليه التذكير بتفوقه وقوته على التخويف، وقوته على كسر الضلوع والركب.
جعفر فرح، مدير عام جمعية “مساواة”، ووجه بنفاد الصبر المحدد هذا تجاه السكان العرب عندما ذهب للبحث عن إبنه في المظاهرة ضد قتل المتظاهرين في غزة. ماذا لم يكن ليعطي بالتأكيد من اجل أن لا يقوم صف طويل كهذا من رجال الشرطة باعمال الدورية في القرى والبلدات العربية ويمنح سكانها الحماية من العنف المتزايد هناك. ولكن لأسفه، فان الشرطة هم عملاء لنظام من نوع آخر، كذلك الذي يدافع عن المجتمع الاسرائيلي منهم وليس عنهم. وكما هو متوقع، شخص ما ربما الشرطي ل. هاجمه وهاجم إبنه. في مركز الشرطة دعاهم رجال الشرطة حسب شهادتهم “مخربون” وتوعدوا “اليوم سنقيم عليكم حفلة”، وهنا وهناك أوفوا بذلك. لنضع القسوة جانبا، فان الدعوة الاكثر انكشافا هي دعوتهم “اذهبوا الى غزة، هنا هي دولة اليهود”. رئيس الحكومة لرجال الشرطة هؤلاء يصادق المرة تلو الاخرى على هذا الشعور: العرب كما نعرف يتدفقون بجموعهم نحو صناديق الاقتراع. مشجعو سخنين يصفرون اثناء دقيقة الحداد. ماذا يوجد هنا لئلا نكرهه؟ واذا كان هناك شك فان اقوال وزير الدفاع عن عضو الكنيست ايمن عودة اوضحت نظرة القيادة السياسية الحالية مع المواطنين العرب: عودة هو مخرب بسبب حقيقة أنه عربي ومكانه في السجن.
الدولة لا تمكن من انصهار كامل للعرب داخل مجمل السكان، والنظام يعتبرهم غرباء وشوكة في الحلق اليهودي – خونة. من المعروف أنه تحظر المساواة، لكن أليست هذه كراهية عنصرية مؤسسة بصورتها الفاضحة والاكثر شيوعا؟ امر مخيف وخطير أن تكون عربي في البلاد. هذه حجة تافهة، لكن معناها الحقيقي هو أننا وصلنا الى الدرك الاسفل وأننا نضع ارجلنا في عصارة زبل العنصرية، نحن الذين نحتج على مظاهر اللاسامية في العالم، فاننا أكبر اللاساميين في بلادنا.
كارهون للعرب بلا حياء.
لقد كتب الكثير وقيل الكثير عن الضحية التي تحولت لتكون هي التي تتسبب بالضحايا. ليس منذ وقت طويل خفنا من الخروج الى الشوارع في عواصم اوروبا مشخصين كيهود. والآن ونحن نحمل عصا على جنبنا، نحن نلقي الذعر على الآخرين في شوارع مدننا. حظا سعيدا، لقد خلقنا مرة اخرى مصيرنا التاريخي، هذه المرة بوظيفة الجنود. لقد تم استكمال التحول.